م.م كميله عبد الواحد هادي الحسيني /باحثة في قسم ادارة الازمات -مركز الدراسات الاستراتيجية – جامعة كربلاء
31 كانون الثاني-يناير 2019
لاحظنا الكثير من الأخبار عن تثبيت الأجور اليومية ضمن موازنة 2019 وهذه من البوادر الجيدة التي تقوم بها الحكومة لغرض تحسين الوضع المادي والمعيشي بالنسبة لهذه الشريحة المظلومة من المجتمع , فهناك الكثير من الموظفين الذين يعملون بصفة اجر يومي في دوائر الدولة , وجرى البحث في هذا الموضوع من خلال دراسة حال الموظفين الذين يعملون داخل الجامعات بصفة اجر يومي وهؤلاء الموظفين يؤدون نفس الأعمال التي يقوم بها الموظف على الملاك الدائم ويكون دوامهم بنفس عدد الساعات العمل للموظف على الملاك الدائم ولكن الراتب الشهري يتفاوت مما يجعل الفرق كبير بينهما , وهذا يخلق تفاوت كبير بين الموظفين من خلال التفاوت بالدخل الذي يحصل عليه كل منهم ومن ثم تدني الوضع المعيشي لبعض هؤلاء الموظفين وبالتالي خلق مشكلة اقتصادية , ومن خلال الرصد الميداني بخصوص هذا الموضوع داخل الجامعات ومتابعة العمل الذي تقوم به هذه الشريحة من الموظفين سجلت ملاحظات اهمها ان الاعمال المناطة بهم هي اعمال ذات مسؤولية كبيرة ومهمة بالنسبة لإنجاز معاملات الطلاب و المراجعين وكذلك المواظبة في الدوام الرسمي وهذا مما يدل على كفاءة هؤلاء الموظفين واحساسهم العالي بالمسؤولية المناطة بهم من قبل الدائرة . ومن خلال الموازنات للأعوام 2016 و2017 و2018 لم يخصص لهؤلاء الموظفين اي درجات لغرض تثبيتهم على الملاك الدائم وعلى الرغم من وجود درجات شاغرة ضمن حركة الملاك من خلال (التقاعد او انهاء الخدمات ) للأعوام المذكورة .
ومن الجدير بالذكر ان بعض هؤلاء الموظفين قد تجاوزت مدة خدماتهم في الوظيفية على خمسة سنوات او اكثر , لذلك من الضروري ان تكون هناك بعض الفقرات في موازنة 2019 تنصف هذه الشريحة من خلال ان يكون هناك حصة وتخصيص درجات وظيفية الى موظفي الاجر اليومي كونهم من الموظفين الاكفاء الذين لا يمكن لدوائر الدولة الاستغناء عن خدماتهم بسبب حرصهم وبذلهم اقصى الجهود لغرض خدمة المسيرة العملية العلمية على الرغم من حرمانهم من ابسط حقوق الموظفين على الملاك الدائم كالإجازات الاعتيادية والمرضية وكذلك حرمانهم من التقديم على الدراسات العليا بالرغم من اغلبهم هم من الطلبة الاوائل والذين يطمحون الى اكمال دراستهم العليا . فضلاً عن ان الاجر الذي يتقاضاه موظف الاجر اليومي لا يكفي حتى لسد احتياجاته الضرورية وتحسين مستوى معيشته مقارنة بباقي اقرانه من الموظفين وبالعكس فهو يكرس معظم وقته للعمل داخل الدوائر الحكومية بحيث لا يقدر حتى ان يعمل عملاً اخر يكون مساعد لعمله في الدائرة لتحسين مستواه المعيشي
وبما ان موظفي الاجر اليومي يحملون شهادات مختلفة فان هذه الموازنة يجب ان تكون اكثر عدلاً من غيرها فلا تكون الشهادة شرط من شروط المنافسة فهناك موظفون لا يملكون شهادات دراسية او لديهم شهادات ابتدائية او متوسطة او اعدادية وان الدوائر هي بحاجة ماسة لخدماتهم كما تحتاج الى الموظفين من اصحاب الشهادات الجامعية الاولية او العليا ويجب ان تكون المنافسة بينهم على اساس الاقدمية . ومن خلال ما تقدم ندعو الحكومة الجديدة للوقوف مع هذه الشريحة المهمة من خلال تثبيتهم على الملاك الدائم فضلاً عن احتساب الخدمة التي قضاها هؤلاء الموظفون خدمة فعلية لأغراض العلاوة والترفيع وليس لأغراض التقاعد فقط.