الباحث م. د سعدي الابراهيم
رئيس قسم الدراسات القانونية
مركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة كربلاء
حزيران -يونيو 2019
قد لا يدرك بعض الذين يؤيدون الحرب على ايران، ان بلدانهم ستكون التالية …
*****
انقسمت المنطقة مثل كل مرة على موقفين او ثلاثة، الأول يؤيد حربا امريكية شرسة على ايران، ويتذرع او يبرر رأيه هذا ، من ان الأخيرة (ايران) كان لها سياسا اضرت ببعض الدول في المنطقة ، وان الادارة الامريكية عندما تقرر شيء ، فلا مجال للوقوف بوجهها ، ولا مناص من تأييدها ، حتى لو كانت على باطل .
اخرون، وهم جبهة المعارضة لا يتوانون عن اعلان رفضهم، للمنطق الامريكي تجاه ايران ، ويعتبرونه تعد واضح على شعب اعزل، لا حول له ولا قوة ، وهو الشعب الايراني، وهم (المعارضون) يفسرون الموقف الامريكي ، على انه جزء من سياسة عامة لإعادة ترتيب منطقة الشرق الاوسط ، برؤية امريكية .
اما الطرف الثالث، فهم الذين يفضلون الجلوس على التل، والتفرج وانتظار نتائج ما سوف يحدث ، وهؤلاء يصنفون انفسهم ضمن قائمة الاذكياء، على اعتبار انهم يمسكون العصا من المنتصف . هم لا يميلون الى امريكا ولا الى ايران، بل يميلون الى الواقع ومصالح شعوبهم .
ان الاطراف الرئيسية في الازمة، وهي كل من الولايات المتحدة وايران، يدركان جيدا حقيقة الموقف الاقليمي، هناك من الدول، من يعلن شيء ويفعل اشياء اخرى، وهناك من يتغزل بالرأي العام الداخلي او الخارجي، لكن موقفه الرسمي مخالف تماما عن تطلعات الرأي العام .
لكن، وان تعددت المواقف وتنوعت الاتجاهات حيال الازمة الامريكية – الايرانية، الا انها لن تختلف من حيث النتائج والافكار، وهي ان ايران في تعرضت للهجوم الامريكي، فلن تكون الاخيرة، وان جدول ضرب المنطقة سوف يستمر، والدليل انها (امريكا) ، قد هاجمت خمسة دول او اكثر، بعد عام 2000 ، سواء بشكل مباشر ام غير مباشر، وهي: افغانستان – العراق – سوريا – اليمن – ليبيا .
الدول المؤيدة للحرب سوف تندم لأنها ستبقى لوحدها تنتظر نصيبها من المنهج الامريكي، لا احد سيموت قبلها . في حين ان الدول التي تراخت وتباطأت في رفض ضرب ايران، سوف تخسر ايران كحليف قوي لها ، وفي الوقت عينه لن تكسب ود الولايات المتحـــــدة الامريكـــــــية ايضا .
اما ايران، فليس امامها ، الا ان تحاول تحشيد اكبر قدر من الرافضين لمنطق الحرب، وتذكيرهم بأنها ليست المستهدفة، بل المنطقة باشرها .
الولايات المتحدة، تعرف ان فتح جبهة جديدة، سيكون له تكلفة كبيرة جدا . وتعرف ايضا ان اخضاع ايران لرؤيتها العالمية ، هو مستحيل ايضا . وذلك لاختلاف الفلسفة السياسية والصيرورة التاريخية . لكنها في النهاية، لن تتوانى عن المضي في مشروع جعل الشرق الاوسط، منطقة ان لم تكن متوافقة معها، فهي على الاقل غير قادرة على ايذائها .