الفصائل المسلحة غير الخاضعة للقانون في بغداد تنذر بخطر مستقبلي على العراق

      التعليقات على الفصائل المسلحة غير الخاضعة للقانون في بغداد تنذر بخطر مستقبلي على العراق مغلقة

 

الكاتب: مايكل روبن باحث وكاتب في معهد امريكان انتربرايز

الناشر: معهد امريكان انتربرايز

مركز الدراسات الاستراتيجية-جامعة كربلاء

ترجمة:هبه عباس محمد علي

ايلول-سبتمبر 2019

يبدو ان الفصائل المسلحة في العراق غاضبة من قيام إسرائيل بقصف المقرات التابعة للحشد الشعبي الأسبوع الماضي، كما أعلن بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي بعد اجتماع مع كل من الرئيس برهم صالح ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي  أن “جميع الأطراف أدانت هذا العدوان الخاطئ والانتهاك الصارخ لسيادة العراق ، ونظرت في الهجوم على اللواء 45 التابع لقوات الحشد الشعبي في القائم في محافظة الأنبار على انه اعتداء على سيادة العراق “.

و بالتأكيد يعتقد البنتاغون إن ما قامت به إسرائيل لا يخدمه، ففي ٢٦/آب اصدر المتحدث الرسمي بأسمه بيانا قال فيه ” نحن نؤيد السيادة العراقية واعلنا عن وقوفنا ضد أي أعمال محتملة من قبل جهات خارجية تحرض على العنف في العراق، و لحكومة العراق الحق في السيطرة على أمنها الداخلي وحماية ديمقراطيتها “.

ومن جانبهم يخشى الكثير من خبراء الامن القومي الأمريكي والمعنيين بالشأن العراقي من ان تؤدي الضربة الإسرائيلية الى تقرب البرلمانيين العراقيين من ايران والدعوة الى خروج القوات الامريكية المتمركزة فيه لغرض منع عودة “داعش”.

لكن هناك بعض النفاق المتعلق بالمصالح الإيرانية في العراق، فبالنظر الى الانتهاكات الإيرانية للسيادة العراقية على سبيل المثال

نرى ان هناك  صمت واضح من قبل جماعة المصالح الإيرانية في بغداد بشأن التقرير الذي قدمته وكالة تسنيم نيوز -المقربة من فيلق الحرس الثوري الإيراني – في 12 تموز 2019 ، عن أول استخدام لطائرة المهاجر -6 الإيرانية ضد أهداف داخل الأراضي العراقية.

 

كما التزم البرلمانيون المؤيدون لإيران في بغداد الصمت عندما قامت بعض الفصائل باستخدام الأراضي العراقية لمهاجمة المملكة العربية السعودية والوجود الدبلوماسي الأمريكي، لكن من جانبها لم ترد السعودية على ذلك عسكرياً، في حين بالغت الخارجية الامريكية بردة فعلها المتمثلة باغلاق قنصليتها في البصرة، ومن هذا المنطلق يجب ان يفهم السياسيين العراقيين من جميع الطوائف والأعراق والأيديولوجيات مدى خطورة السماح للفصائل الشيعية بالتصرف من جانب واحد من الأراضي العراقية، لكن على الرغم من ذلك ليست جميع هذه  الفصائل موالية لجهات خارج العراق بل ٣٠٪؜ منها فقط وهي السبب في هذه المشكلة.

قد ينتقد العراقيون السياسة الأمريكية تجاه إيران، لكن يجب ألا يتسامحوا مع واشنطن ولا طهران في جعلها حربًا عراقية. وان ما يفعله بعض قادة الفصائل هو اعتداء على السيادة والديمقراطية العراقية ويدّعون تقلدهم السلطة التي لا يعترف بها القانون العراقي.

بصراحة ، إن الفصائل التي لا تتصرف تحت السلطة وبإذن صريح من المؤسسة الأمنية العراقية ورئيس الوزراء تهاجم السيادة العراقية مثلها مثل الطيارين الإسرائيليين الذين قصفوا المواقع القريبة من بغداد.

من المحتمل أن تكون الحكومة العراقية مرنة بما يكفي لمقاومة المطالب الإيرانية الصريحة بطرد القوات الأمريكية ، لكن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي يلعب لعبة خطيرة للغاية. فمن السهل اتخاذ إجراءات رمزية للتصدي للفصائل التي تدعمها إيران ، لكن الأمر التنفيذي الصادر في شهر تموز لم يفعل سوى القليل لمعالجة المشكلات الجوهرية التي تطرحها الجماعات التي تنتهك السيادة العراقية أو تعتدي على السلطة الدستورية لحكومتها. ولم يمنع الفصائل  من التجنيد والتدريب الفرديين.

يستطيع الشعبويون في البرلمان العراقي انتقاد الولايات المتحدة وحتى المطالبة بإسقاط أمريكا ، لكنهم بالمقابل لا يعرفون ان الفصائل التي لم يتم ضبطها تشكل تهديدا كبيرا لمسار مستقبل العراق، ويظهر مما حدث في الأردن في عام 1970 ، لبنان في عام 1975 فالصومال في عام 1991 ، وكردستان العراق في عام 1996 ، وغزة في عام 2006، وسوريا واليمن مؤخرًا ، أنه عندما تسمح الحكومات للفصائل بالعمل بشكل مستقل داخل أراضيها فإن النتيجة النهائية هي دائمًا انهيار أمن الدولة رابط المقال الاصلي:

http://www.aei.org/publication/militias-and-pro-iran-populists-in-baghdad-risk-iraqs-future/وكارثة للمواطنين العاديين.