اليمن وتحدي الانفصال

      التعليقات على اليمن وتحدي الانفصال مغلقة

 

م. علي مراد العبادي

باحث في قسم ادارة الازمات

مركز الدرسات الاستراتيجية – جامعة كربلاء

ايلول-سبتمبر 2019

في اعقاب دخول حرب اليمن عامها الخامس دون حسم يذكر على اثر الازمة ما بين انصار الله الحوثيين وانصار الرئيس عبد ربه منصور بعد استيلاء الحوثيين على العاصمة صنعاء ومدن اخرى قبل ان يلجأ الرئيس هادي للسعودية التي شكلت تحالف عربي بقيادتها لمواجهة انصار الله ، فالنتيجة بعد هذه السنوات سيطرة القوات المدعومة من التحالف العربي على اغلب مدن جنوب اليمن فيما احتفظ الحوثيون بنفوذهم وسيطرتهم على صنعاء والمحافظات الشمالية .

اما الشيء الجديد والذي حصل مؤخراً هو سيطرة عناصر المجلس الانتقالي على مدينة عدن ومدن جنوبية اخرى على حساب ما يسمى بقوات الشرعية التابعة للرئيس هادي والمدعومة سعوديا ، اما اسباب ذلك فهي عديدة يرجحها بعض المتابعين بالخلاف الحاصل ما بين السعودية والامارات لكون المجلس الانتقالي مدعوم من قبل الامارات التي اخذت على عاتقها منذ البداية تسليحه وتدريب عناصره وما يثبت ذلك هو طبيعة ردود الفعل التي تلت المواجهات هناك عندما طلبت السعودية من الامارات الجلوس على طاولة المفاوضات فضلاً عن ذلك فأن الامارات تتهم حزب الاصلاح بأنه احد افرع الاخوان المسلمون في اليمن والذي تعاديه الامارات وتتهم السعودية بغض النظر عن نشاطاتهم ، في حين تنفي السعودية ذلك وترجع الامر لمساهمتهم في محاربة الحوثيون .

موقف الحوثيين

رد الحوثيون على الاحداث في جنوب اليمن عبر بيان عضو مكتبهم السياسي للجماعة محمد البخيتي، ” إن التقلبات السريعة في موازين القوى بشكل غير منطقي في اليمن تؤكد أن المعركة لم تكن على الأرض بل على طاولة المفاوضات السعودية الإماراتية ” ، كما وان الحرب في جنوب اليمن هي حرب بين الحلفاء في التحالف السعودي الإماراتي، وكانت محكومة بالخطوط الحمراء لتلك الدول والتوافقات والتفاهمات التي بينها ، اضافة الى ذلك هناك اتهام يوجه لانصار الله بمد يد العون والمساندة للمجلس الانتقالي بهدف تمكينهم في مواجهة القوات المدعومة من السعودية كما حدث في استهداف الاستعراض الاخير في عدن الامر الذي ينفيه الحوثيون .

استنتاج

كما هو معروف ان المجلس الانتقالي كان قد تأسس في عام 2017 من اغلب محافظات المدن الجنوبية والشرقية وممن كانوا دعاة لإعادة احياء اليمن الجنوبي وشكلوا في حينها قوات المقاومة الشعبية لصد زحف الحوثيين ، وفي اعقاب اعادة تشكيل حكومة هادي واتخاذ عدن محافظة مؤقتة جرى استبعاد رموز المجلس الانتقالي من المناصب المهمة لذلك شرع المجلس ببناء نفسه بصورة شبه سرية حتى وصل لما هو عليه بعد الدعم الاماراتي الذي تلقاه ليتمكن من السيطرة قبل عدة ايام على عدن ومحافظات اخرى كما ودعا انصاره للزحف نحو القصر الرئاسي قبل ان تتوقف المعارك على اثر مفاوضات سعودية اماراتية للخروج بحل مرضي الا ان اي حل قد يواجه الفشل مع اصرار الجنوبيين على ارجاع دولتهم ، وهذه الخلافات بطبيعة الحال تضعف الجبهات التي تقاتل الحوثيين في مدن عدة وفي الوقت ذاته تقوي رصيد انصار الله في تعزيز سيطرتهم على صنعاء وبعض مدن الشمال وهي خارطة قد وضحت معالمها لإعادة احياء اليمن الشمالي واليمن الجنوبي بدعـــــــم دولي .