الكاتب: لويزا لوفلاك مديرة مكتب صحيفة “واشنطن بوست” الامريكية في بغداد وبيروت،
الناشر: صحيفة واشنطن بوست
ترجمة: هبه عباس محمد علي
١٢/٦/2020
ترغب الولايات المتحدة بالاستمرار بسحب قواتها من العراق، وقد صرّحت بذلك خلال بيان لها عَقِب محادثات جرت بين البلدين حول مستقبل العلاقة الاستراتيجية.
بعد ١٧ عاما من الاحتلال الأمريكي للعراق؛ ركزت المحادثات على عدد من القضايا ومنها قضية الوجود الأمريكي في العراق، ومن جانبه حث البرلمان العراقي التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على الخروج من العراق و يواجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ضغوطا من اجل تحقيق هذا الأمر مع الاخذ بعين الاعتبار الثغرات الأمنية التي من الممكن ان يستغلها “داعش”.
وقالت حكومتا البلدين في البيان “في ضوء التقدّم الكبير المُحرز نحو القضاء على تهديد “داعش”، ستواصل الولايات المتحدة في الأشهر المقبلة خفض عديد قوّاتها في العراق”، وأكد المسؤولون الامريكيون انهم لا يسعون لأي شكل من اشكال الوجود العسكري الدائم في العراق.
ويُذكر ان عدد القوات الامريكية المتواجدة في العراق كجزء من التحالف الدولي لمحاربة “داعش” يبلغ حوالي ٥٢٠٠ جندي، اذ لا يزال خطر الجماعة الإرهابية قائما على الرغم من ان تهديدها اصبح اقل بكثير مما كان عليه بين عام ٢٠١٤-٢٠١٧ اذ كانت تسعى آنذاك الى السيطرة على الأراضي وتأسيس “دولة الخلافة ”
ويُذكر ان المحادثات العراقية-الأمريكية جرت في الفترة التي شهدت فيها العلاقات الثنائية تحسنا مطردا بعد تراجعها الى ادنى مستوى لها منذ سنوات بسبب قرار ترامب بقتل اللواء الإيراني قاسم سليماني على الأراضي العراقية، الأمر الذي اثار موجة من الانتقادات داخل العراق وخارجه، و زعزع الثقة بين الجانبين وزاد الضغط على التحالف لمغادرة البلد . وبالفعل بدأت المغادرة في الأشهر الأخيرة لكن لم يعرف العدد الفعلي للقوات المغادرة ، وعلى صعيد متصل بمقتل سليماني و أبو مهدي المهندس سرّعت الفصائل التابعة لإيران من انسحاب قوات التحالف من عدد من القواعد بعد حملة الهجمات الصاروخية التي شنتها على المنشآت التي كانت تتمركز فيها القوات الأمريكية.
قال ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ” لم يتم تحديد موعد زمني للأنسحاب الكامل ” ، وفي إشارة مبطنة الى النزاع الذي خاضه كل من طهران وواشنطن على الأراضي العراقية قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في مؤتمر صحفي له “ان المحادثات العراقية- الامريكية تدور حول استعادة الحكم الذاتي السياسي للعراق ، وحماية سيادته وان لا يصبح منطقة لتصفية الحسابات.
كما ركزت المحادثات على التحديات الاقتصادية في العراق وكيف يمكن لواشنطن المساعدة في فتح المساعدات الدولية، كما سيعمل المستشارين الاقتصاديين الأمريكيّين على المساعدة في دفع الجهود العراقيّة لتنفيذ الإصلاحات و كسب دعم المنظّمات النّقديّة العالميّة.
و أكد الجانبان من جديد على أهمية العلاقات الاستراتيجية وتصميمها على اتخاذ الخطوات المناسبة لتعزيز هذه العلاقة بما يصب في مصلحة البلدين وتحقيق الامن والاستقرار والازدهار في المنطقة.
