السيادة العراقية 2020

      التعليقات على السيادة العراقية 2020 مغلقة

 

م. مؤيد جبار حسن

قسم الدراسات السياسية

مركز الدراسات الاستراتيجية- جامعة كربلاء

كانون الثاني/2021

ابتدأء العام الماضي 2020، بحدث انتهك سيادة العراق برا وجوا ، فيما اعتبرها البعض انتقاما امريكيا للهجوم على السفارة قبل ثلاثة ايام، لتستمر بعدها الانتهاكات وردود الفعل المدروسة منها والغير مدروسة .

فمنذ بداية السنة ، مرت السيادة العراقية باختبار صعب، لاثبات الوجود من عدمه.

بعد خمسة ايام من حادثة المطار يوم 3 كانون الثاني 2020 ، وجهت الجارة ايران صورايخها البالستية صوب المعسكرات التي يتمركز فيها الجيش الامريكي، كقاعدة عين الاسد في محافظة الانبار غرب العراق ، وقاعدة حرير العسكرية في اربيل. ويبدو ان الرد على الارض العراقية كان متعمدا وله رسائل اخرى لجهات متعددة ، والا لو كان الهدف انتقامي بحت لكانت القاعدة الامريكية في الكويت ( حوالي 13,000 جندي ) اكثر ايلاما لواشنطن ، او القواعد في البحرين وقطر هدفا اقرب ، وحينها لا تحتاج لصواريخ بالستية ستفي بالغرض صواريخ ارض ارض عادية ، او على اقل تقدير مهاجمة المعسكرات المنتشرة قرب  القوات الايرانية على الاراضي السورية ،وستكون الاسلحة المتوسطة كفيلة بالمهمة .

لكن صانعي قرار القوى المتخاصمة يدركون ان هناك حدودا للتصعيد لا يمكن تجاوزها ، لان ردود الافعال غير المدروسة ستأتيك بنتائج مدمرة .

اما بالنسبة لعلم الحكومة العراقية من عدمه بالفعل ورد الفعل ، فبمجرد ان تصبح اراضي البلاد مسرحا لتتصارع فيه الارادات الدولية ، ففيه مثلبة كبيرة وخطرا داهم يطال وجود الدولة من عدمه،  وهذا ما انتقده سفير الاتحاد الأوربي في العراق مارتن هوث حينئذ، إن “العراق لا يستحق أن يسقط ضحية لحروب الآخرين”[1]، اذ ان هذا الافعال تعطي مؤشرات خطيرة لمكانة العراق لدى المخطط الاستراتيجي  في دول الجوار والعالم.

بالاضافة الى هذا الحدث الكبير ، كانت في العام الماضي عودة ملحوظة لانشطة التنظيم الارهابي(داعش) عبر هجمات متفرقة ابرزها (هجوم رمضان ) الذي تسبب في سقوط عدد من القتلى والجرحى المدنيين والعسكريين . وقد اثبتت الاحداث المتكررة ان اي اضطراب على الساحة العراقية يستغله الارهابيين بدقة ، وكان لتوتر العلاقة بين العراق والتحالف الدولي ، واختلال حالة التنسيق المشترك ، بعد دعاوي اخراج الوجود الاجنبي، كل ذلك مثل فرصة ذهبية للتنظيمات الارهابية المسلحة للعودة والنشاط في المناطق الرخوة شمال بغداد.

ان الانتكاسات التي مرت وتمر بها (السيادة العراقية) تهدد بالعودة الى المربع الاول ، الذي تلا الغزو واسقاط النظام ، من فوضى وانعدام امن واستباحة الوطن وثرواته وتهديد وجوده ونسيجه الاجتماعي المتعارف عليه. خاصة انها ستترافق مع هبوط في قيمة العملة الوطنية وتراجع في الموارد النفطية بفعل الكساد العالمية ، كذلك حالة الاغلاق والشلل في الاقتصاد التي فرضها الوباء ، كلها تحديات تقف بوجه العراق سيد نفسه ، ولن يزيد التدخل الاقليمي والدولي السافر في شؤونه الداخلية ، الطين الا بلة.

 

[1] انظر التغريدة على تويتر، الرابط: https://twitter.com/EUAmbIraq/status/1214706434841235459