الالتفاف على الديمقراطية (صناعة الطبقات المنتفعة)  

      التعليقات على الالتفاف على الديمقراطية (صناعة الطبقات المنتفعة)   مغلقة

 

 

الكاتب: م.مؤيد جبار حسن/ قسم الدراسات السياسية/مركز الدراسات الاستراتيجية

25/12/2020

بعد الاخفاقات التي واكبت العملية السياسية منذ ولادتها القيصرية عام 2003، مرورا بالمظاهرات المطلبية التي حاول من خلالها الشباب انتشال البلاد من مصيره المحتوم ونهايته المؤكدة، وصولا الى انهيار القطاعات الخدمية في البلاد ، وما تلاه من أزمة اقتصادية عالمية واثار مدمرة لجائحة كورونا.

هنا ايقنت القوى السياسية الحاكمة، ان الانتخابات او لعبة الديمقراطية ، لم تعد تخدم مصالحها بعد الان ، لذا لجئت الى خلق او صنع طبقة من المؤدلجين لفكرها او ما تدعيه ، ومنتفعين من مواردها ، لأجل استخدامهم كورقة رابحة بالضد من أي ارادة شعبية مغايرة قد تاتي بها صناديق الاقتراع مستقبلا، ومع عزوف الجماهير عن الانتخاب سيكون لهولاء على قلتهم الصوت الاعلى.

وهذا يؤدي الى مألات خطيرة يتجه لها البلاد وشعبه ، وهو محكوم بارادة لا تمثل ارادته الحقة ومصالح لا تصب في مصلحته الحقيقية.

وهذا الوضع يشبه ما كان عليه الحال ايام دكتاتورية صدام حسين التي واكبها بروز لطبقة من المنتفعين بخيرات الوطن ، من عائلة رأس النظام واقربائهم ومقربيهم ، وارتبط وجود هولاء ورفاههم الاجتماعي والاقتصادي بوجود وبقاء وديمونة النظام ، فباتوا يستميتون في الدفاع عنه والضرب بيد من حديد ، دون رحمة، على من يفكر مجرد تفكير ، بالخلاص منه .

ان القفز الى مرحلة الديمقراطية المستوردة ، مع محاكمة رموز النظام الصورية ، دون العودة والتحقق والتحليل والمراجعة لتلك الحقبة ، ومحاكمة الفكر الاقصائي والانتفاعي وتجريمه ولو اخلاقيا ، سوف لن يعصمنا من عودة الديكتاتورية ، ولو بلوس الديمقراطية ، فهتلر انتخبه الالمان ليبني وطنهم فعاد بعد سنين ، وبعد ان حطم اوربا ، ليدمر ، بتصرفاته العدوانية، بلده الام.

اما في العراق سيستمر حال الاستلاب الذي يعاني منه المواطن مع ازدياد خناق الاوضاع الاقتصادية والمعيشية عليه قسوة وظلما ، وعندما يتصاعد الضغط مع غياب صمام امان لتفريغ خطره المتنامي ، يؤذن الموقف العام بانفجار شعبي لا تحمد عقباه.

لقد وصل الانسان الى نهاية المطاف ، فلم يعد هناك طاغية تخشى الجموع سطوة جلاوزته ، ولم يعد الخوف يخيف الخائفين كما المبلول لا يخشى المطر، والفساد اسقط كل هيبة لأي مدعيها ومتنكبها.

فكيف لها ان تدرك تلك القوى المتنفذة ان الظلم والفساد لا يبني دولة وان السوسة التي تنخر سقفا حين يخر يسقط عليها اولا.

وهنا يجب على الخيرين ، من ابناء الوطن الاصلاء، قول كلمتهم الفصل ، وتوحيد صفوفهم ،والنهوض نهضة شعب واحد ، يريد الحياة الكريمة ، لتصحيح الامور ، ووضع أسس نظام الحكم الذي يناسبهم، ووضع النقاط على الحروف، وانقاذ الوطن العريق .