الصراع التركي اليوناني في شرق المتوسط

      التعليقات على الصراع التركي اليوناني في شرق المتوسط مغلقة

م. سعد محمد حسن

باحث في قسم إدارة الأزمات – مركز الدراسات الإستراتيجية – جامعة كربلاء

18 نوفمبر2021

منذ استقلال اليونان عن الإمبراطورية العثمانية وإلى الوقت الحاضر، تشهد العلاقات بين تركيا واليونان توترات بين مدة وأخرى. فضلا عن الخلافات التاريخية العالقة بينهما، فقد شهدنا توترات جديدة في الآونة الأخيرة, وسنحاول أن نركز في أهم الأسباب الخلافية بين البلدين:

أولا_ الخلاف حول جزيرة قبرص:

تعد قبرص ثالث أكبر جزيرة في البحر المتوسط، وتقع قبرص في القسم الشمالي الشرقي من البحر المتوسط، تبعد عن تركيا (80) كم، وعن اليونان (800) كم, وعن اللاذقية السورية (96) كم, وعن لبنان (200) كم. يسكنها القبارصة اليونانيون والأتراك، كما توجد فيها أقليات من الأرمن والموارنة. دخلها العثمانيون عام 1571، بعدما استطاعوا إجلاء البنادقة الايطاليين. وفي عام 1878 تنازلت تركيا عن قبرص لمصلحة البريطانيين, مقابل تقديم الأخيرة مساعدات لتركيا ضد الروس، بموجب معاهدة سرية، إلا إنَّ بريطانيا ألغت المعاهدة بعد الحرب العالمية الأولى، وعدَّت قبرص مستعمرة ملكية. في عام 1960استقلت قبرص بعدما اتفقت الدول الثلاث: (بريطانيا, تركيا, اليونان).

ثانيا_ بحر إيجة:

تتمثل الخلافات بين البلدين حول بحر إيجة، بالآتي:

  • السيطرة على المجال الجوي فوق بحر إيجة، في عام 1974، أقدمت اليونان على غلقه بوجه الطيران التركي، واستمر إغلاقه إلى عام 1980، إلا إنَّ السيطرة عليه مستمرة إلى وقتنا الحاضر.
  • رسم خطوط الجرف القاري، إذ بدأت المشكلة بينهما بعد إعلان اليونان عن اكتشافها للنفط والغاز في الجرف القاري لبحر إيجة.
  • المياه الإقليمية، تشهد المياه الإقليمية صراعات بين البلدين حول تحديد مياه كل بلد.
  • تسليح اليونان للجزر اليونانية والبالغ عددها (12) جزيرة، مما دفع الأتراك إلى تشكيل جيش إيجة.
  • فشل حلف الشمال الاطلسي في وضع حد للخلافات بين البلدين بالرغم من وجودهم فيه.
  • في العام 1974, انسحبت اليونان من الجهاز العسكري, بسبب الغزو التركي لجزيرة قبرص.
  • في العام 1980, عادت اليونان للحلف نتيجة للجهود الأمريكية, ومنذ عودة اليونان للحلف تصر على وضعه تحت القيادة اليونانية.
  • توقيعهما اتفاقيات ترسيم حدود بحرية مع دول أخرى في حوض المتوسط.
  • رغبة تركيا في التنقيب عن الغاز بمنطقة بحرية أعلنت اليونان سيطرتها عليها, فيما ترى تركيا أنّها منطقة نفوذ تركية على وفق اتفاقيتها مع ليبيا.
  • السماح للمهاجرين من منطقة الشرق الأوسط إلى أوربا، بالعبور عبر البوابات التركية إلى الحدود اليونانية.
  • تحويل متحف آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد، أثار غضب روسيا واليونان.
  • التدريبات العسكرية التركية، واستخدام الذخيرة الحية بالقرب من مدينة إسكندريون، أثار غضب اليونان.
  • موقف اليونان الرافض لدخول تركيا إلى الاتحاد الأوربي.

مما سبق يتضح لنا جملة من النقاط أهمها، ما يأتي:

  1. إنَّ الخلافات أو الصراعات بين تركيا واليونان منقسمة بين صراعات قديمة عالقة، وأخرى حديثة ومترابطة فيما بينها.
  2. إنَّ منطقة الشرق المتوسط ستشهد خلافات أكثر تصعيداً, بسبب تراجع الدور الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط برمتها.
  3. كل طرف من الأطراف يعرف إمكانات خصمه وقدراته.
  4. كل تحالف أو اتفاقية يعقدها طرف من الأطراف، تحسب مكسباً جديداً ضد الطرف الآخر.