م.د. بلسم عباس حمودي / مركز الدراسات الاستراتيجية
آذار 2022
يعد موضوع الهمزة أحد موضوعات الإملاء المهمة في اللغة العربية، فلابد لكل ناطق باللغــة العربيــة معرفـــة أنواعها وتعلم كتابتها كتابـــة صحيحــة، فمازال إلى اليوم بعض الناطقين بالعربية يصعب عليهم كتابتها، مما يؤدي إلى وقوعهم في الأغلاط الإملائية واللغوية.
تأتي الهمزة في ثلاثة مواضع من الكلمة: في أول الكلمة، أو في وسطها، أو في آخرها، وسنقصر كلامنا على الهمزة في أول الكلمة، وهي نوعان: أمّا أن تكون همزة وصل، وأمّا أنْ تكون همزة قطع، ولكلٍّ منهما قاعدة تتحدد على أساسها طريقة كتابتها. وقبل أن نبدأ بالشرح والتوضيح لابد من التعريف بهما أولا.
همزة الوصل: هي همزة تأتي في أول الكلمة، يثبت لفظها عند الابتداء بها، ويسقط عند وصل الكلمة بما قبلها، وتُكتب همزة الوصل بهذا الشكل (ا) أي بلا رسم الهمزة عليها.
همزة القطع: هي همزة أصلية متحركة يُنطَق بها في كل موضع تجيء به في أول الكلمة وعند وصلها، وتُرسم فوقها الهمزة أو تحتها بهذا الشكل ( أَ، أُ، إِ ).
مواضع همزة الوصل:
1- في الأفعال:
– الأمر من الفعل الثلاثي، مثل: اكتبْ، اقرأْ، اسمعْ، اعلمْ، اطلبْ.
– الماضي والأمر من الفعل الخماسي، مثل: ابتكَرَ، انسجَمَ، ابتسَمَ. واجتمِعْ، اقتصِدْ.
– الماضي والأمر من الفعل السداسي، مثل: استعمَلَ، استخرَجَ، اطمأنَّ. واستغفرْ، اطمئِن.
2- في الأسماء:
– اشهر الأسماء التي تبدأ بهمزة وصل، هي: اسم واسمان، وابن وابنة، وابنان وابنتان، وامرأة وامرأتان، وامرؤ، واثنان واثنتان.
– مصادر الفعل الخماسي، مثل: اجتهاد، اجتماع، ابتكار، انسجام، انفتاح.
– مصادر الفعل السداسي، مثل: استغفار، استعمال، استعمار، اطمئنان.
3- في الحروف:
أداة التعريف “ال” مثل: العلم، الكتاب، الرجل.
مواضع همزة القطع:
1- في الأفعال:
– الفعل الماضي الثلاثي المبدوء بهمزة، مثل: أخذَ ، أكلَ ، أمرَ .
– الفعل المضارع المسند إلى المتكلم: أكتب، أتعلم، أنطلق، أشارك، أستغفر.
– الماضي والأمر من الفعل الرباعي، مثل: أكرَمَ، أخبَرَ، أنبَأَ. وأكرِمْ، أحسِنْ، أنبِئْ.
2- في الأسماء:
– مصدر الفعل الثلاثي، مثل: أكْل ، وأخْذ ، أمْر.
– مصدر الفعل الرباعي المبدوء بهمزة قطع، مثل: إكرام، إحسان، إخبار، إشهار.
– جميع الأسماء المبدوءة بهمزة إلا ما تقدم، مثل: أنا، أنت، إبراهيم، أعمال، أشغال، إذا.
3– في الحروف:
جميع الحروف المبدوءة بهمزة ما عدا أداة التعريف، مثل: إنَّ، أنَّ، إلى، إِنْ، أوْ، أمْ، إلا.
ومن أجل التفريق بين همزتي: الوصل والقطع، يمكن ادخال عليهما (الواو أو الفاء)، فإن نطقتها همزة فهي همزة قطع، وإنْ سقطت عند النطق فهي همزة وصل.
مثل: كلمة (احتفل)، عند وضع حرف العطف (الفاء) تصبح: (فاحتفل)، فلا تنطق الهمزة، إذن هي همزة وصل. وعلى هذا النحو تقاس باقي الكلمات.
بعد هذا التوضيح، نستطيع أن نميز بسهولة أنَّ كلمة (ألجامعة) خطأ إملائي، وأنَّ الصواب أن نكتب (الجامعة)، لأن (ال) التعريف همزتها همزة وصل، كما أنَّه لا ينبغي لنا كتابة (إسمي) بهمزة قطع، ولا (الإبن) بهمزة قطع، والصواب (اسمي) و (الابن). كما يجب عند كتابة الفعل المضارع (أشاركُ) أن نكتب الهمزة فوق الألف، وأيضا الاسم (أحمد) يكتب بهمزة قطع، وذلك لأنَّ الأسماء كلها همزتها همزة قطع. كما أنَّنا نجانب الصواب إذا كتبنا: (الى، انَّ، اما، او، ام،..) من دون كتابة الهمزة، والسبب كون همزة الحروف كلها همزات قطع لا همزات وصل، فالصواب أن نكتب: (إلى، إنَّ، أمَّا، أو، أم،..). وبذلك نكون قد تجاوزنا كثيرا من الأغلاط الإملائية واللغوية التي تقع عند كتابة الهمز