أ.م.د. خليل جوده الخفاجي
مركز الدراسات الاستراتيجية / جامعة كربلاء
في نهاية كل مرحلة دراسية، وبعد أربع أو خمس سنوات وربما ست سنوات، يحصل الطالب على شهادة أكاديمية، تؤهله لممارسة مهنته بنجاح.
اللافت للنظر أنَّ أكثر الخريجين في العراق حاليا، لم يتم تعيينهم لأسباب كثيرة، ولا أريد الخوض في موضوع عرضي، والشعب بأجمله يعرف ذلك. وبعد هذه السنين الطويلة والتعب وسهر الليالي لنيل الطالب مبتغاه، يبادر الكثير من الطلاب إلى إقامة حفلة تخرج، تيمنًا أو فرحًا بنهاية مسيرتهم التعليمية، وهي وإن كانت سنة حسنة أو ضارة احيانا، إلا أنَّها تعد من الممارسات الدخيلة على مجتمعنا، في برامجها المستحدثة أحيانا والمنبوذة أحيانا أخرى. إنَّ إقامة حفلات التخرج هي من الممارسات التي خرجت عن المألوف، في كثير من تصرفاتها بالملبس، والمظهر، والرقص،والغناء، وفي غيرها.
اليوم أصبحت الكثير من الكليات والجامعات تحت رحمة أبنائنا الطلاب،بهكذا ممارسات دخيلة لاتمت بصلة للعلم والمعرفة، وسنوات الجد والتعب، ولاتستطيع الجامعات منعهم ولاسيما الكليات الأهلية، لغياب الرقابة والمتابعة، فهكذا تصرفات أو حفلات مخلة بالأخلاق، ومضيعة للدوام،ومنبوذة عند كثير من الطلاب.
من جانب آخر نحن نلاحظ أنَّ كليات أخرى ترفض إقامة حفلات الرقص والتنكر، ويبادر كثير من طلابها إلى إقامة حفلات تخرجهم في أماكن مقدسة سواء في النجف أو كربلاء أو الكاظمية، مما يزيد من حرصهم وتفانيهم وحبهم لمهنتهم، التي تعبوا فيها لسنين طويلة.
اليوم الجميع مدعوون لأن تكون جامعاتنا مكانًا للعلم وحب الدراسة،ورفض جميع أشكال الحفلات التنكرية ومظاهرها، للحفاظ على سمعة جامعاتهم وكلياتهم العلمية أو الانسانية، فضلا عن ذلك إنَّ هكذا حفلاتتفقد هيبة الطالب، ورصانة الدراسة، وهي وإن كانت سنة قديمة إلا أنّنا نطالب بأن تكون ضمن حدود العقل والمعرفة، وهذه دعوة للجميع ولاسيماأولياء الأمور والأساتذة والطلاب، لمحاربة كل حفلات الرقص والغناء، سواء كانت داخل الجامعة أم في مكان آخر، وأن تكون حفلات جميلة معبرة وهادئة وذات حس وطني.
وفق الله تعالى أبناءنا الطلاب جميعهم، وحقق أمنياتهم في الدراسة،ليكونوا بناة لمستقبل واعد وهمة طيبة وعراق مزدهر.