الكاتب: كاثرين زيمرمان زميل باحث في معهد إنتربرايز الأمريكي، ومحللة رئيسة في شؤون القاعدة لمشروع التهديدات الحرجة في المعهد.
الناشر: معهد أمريكان انتربرايز aei.org
ترجمة: هبـــة عباس محمد علي
١١/٣/٢٠٢٢
بعد مرور (٤٢) يومًا على مقتل زعيمه (أبو إبراهيم)، في هجوم أمريكي في شمال غرب سوريا، كشف “داعش” في الثالث من شهر شباط، عن اسم زعيمه الجديد “أبو حسن الهاشمي القريشي”، ويشير هذا التأخير في تنصيبه إلى احتمالية ضعف القيادة العليا لداعش وعملياته في العراق وسوريا، ولكن ليس في شبكته العالمية التي ثبت انعزالها عن مصير القيادة العليا.
كان “داعش” يعيد بناء نفسه ببطء في العراق وسوريا، بعد انهيار نظام الخلافة في 2019، وشن هجومًا على سجن في الحسكة السورية، من أجل إطلاق سراح اعضائه المحتجزين، وضاعف عدد اعضائه ليصل إلى (١٠) آلاف مقاتل، قبل وقت قصير من الغارة التي استهدفت أبو إبراهيم، لكن القوات الأمنية جعلته يقتصر على التمرد الريفي، كما أنَّ اعتقال المدير المالي للتنظيم عام ٢٠٢١، قد عرّض كبار القادة للخطر، كما ضاعف مقتل أبو حمزة و أبو إبراهيم في شباط ٢٠٢٢، التحديات التي تواجه التنظيم الذي يعاني بالفعل من الفوضى.
إنَّ ما صرّح به “داعش” وما لم يصرّح به، عندما عين أبو حسن ” خليفة جديد”، يكشف عن مخاوف مستمرة بشأن أمن العمليات. وقد أشاد المتحدث الرسمي الجديد أبو عمر المهاجر بزعيمه الراحل أبو حمزة، إلى جانب المتحدث الرسمي الراحل أبو إبراهيم، الذي كان بمنزلة الممثل العام للتنظيم منذ تشرين الأول 2019.
ومن المتوقع أن يعترف قادة مختلف فروع التنظيم بأبو حسن خليفة له، إذ اقسموا جميعًا -بعد وفاة البغدادي- الولاء لأبو إبراهيم، واستبعدوا فكرة الانفصال، لأنَّ انضمامهم لم يكن لأجل المال أو المكانة. وبطبيعة الحال، عندما قُتِلَ البغدادي، أدى نقل الخلافة المادية، وقلة الأموال إلى استبعاد فكرة تحرك التنظيم نحو المجد، أو امتلاك الثروة التي يمكن تقاسمها. وهذه السرعة التي تلتزم بها الفروع، تعكس قوتها وشعورها بالأمان ،أكثر مما تعكس ولاءها لداعش.
على الرغم من الضعف الذي أصاب بؤرة داعش في سوريا و العراق، لكن فروعه لم تتأثر، إذ هزم فرع التنظيم في مقاطعة غرب إفريقيا (ISWAP)، والذي يعد أكبر فرع في إفريقيا منافسيه في 2021، وسيطر على مناطق واسعة في شمال شرق نيجيريا، فضلا عن فرض الضرائب على السكان المحليين والقانون والنظام. وفي منطقة الساحل زجَّ التنظيم نفسه في شبكات التهريب، التي تمتد من خليج غينيا إلى البحر الأبيض المتوسط. وفي شرق أفريقيا زجَّ نفسه في حركات التمرد في موزانبيق وجمهورية الكونغو الديمقراطية، مما أدى إلى تصاعد التفجيرات في العاصمة الأوغندية. وقد ساعدت الشبكة المتواجدة في جنوب افريقيا على هذا النمو، أمّا خارج أفريقيا فقد تحدت ولاية خراسان -التابعة لداعش- طالبان في أفغانستان، وستحتفظ بملاذ آمن لها حتى في حال سعي طالبان لسحقها.
كانت المحاور الإقليمية بطيئة التطور، الأمر الذي حال دون تكوين روابط بين الفروع الافريقية الفردية والقيادة العليا، كما تفقتر هذه الفروع إلى التواصل المباشر مع قادة التنظيم، فعلى سبيل المثال يعد مكتب الكرار الموجود في الصومال، حلقة وصل مع القيادة العليا، وينسق أنشطة التنظيم في شرق أفريقيا ووسطها. ومكتب الفرقان المماثل له، ينسق الأنشطة بين مقاطعة غرب أفريقيا والقيادة العليا. وتتمتع المجاميع الافريقية بالاستقلالية، لكن على الرغم من ذلك توفر القيادة العليا الدعم المادي أو التدريب والتوجيه الإضافيين، للمساعدة في إضفاء الطابع المهني على الأعمال، وتم تكرار هذا النظام في أفغانستان مما قلل اعتماد عمليات الفروع على القيادة العليا، على الرغم من أنَّ هذا الأمر سيحد من قدرة القيادة على الاستفادة بشكل استراتيجي من شبكتها العالمية.
وهذا يدل على أنَّ التنظيم لايزال قويا على الصعيد العالمي، لكن أدت الضغوط عليه في العراق و سوريا إلى إضعاف جزء منه، والحد من توجيه القيادة العالمية وتأثيرها في الشبكة العالمية، فضلا عن إدارة الهجمات الإرهابية من فروعها، لكن لم تؤدِ عمليات مكافحة الإرهاب في العراق وسوريا، إلى التقليل من خطر “داعش” في أفريقيا وأفغانستان وأماكن أخرى. وتشهد فروع التنظيم نوعًا من الازدهار، كما أنَّ تخفيف ضغط مكافحة الإرهاب، سيزيد من ازدهارها مع وجود الخليفة أو بدونه.
https://www.aei.org/foreign-and-defense-policy/is-isis-in-crisis/