م.د. بلسم عباس حمودي
جامعة كربلاء/ مركز الدراسات الاستراتيجية.
نيسان/ 2022
تختلف اللغات فيما بينها في التمييز بين المذكر والمؤنث، فبعض من اللغات لا يفرق بين الجنسين من الأشياء، والقســم الآخر يميز بينهما في كل ما تتناوله اللغـة، كاللغة العربية، فينعكس ذلك على الكثير من مفرداتها وتراكيبها.
وتفصل اللغة العربية بين المذكر والمؤنث فلكل منهما دلالاته وضمائره، وتعتمد على قواعد محددة لتمييز الذكر عن الأنثى.
ونقصد بالاسم المذكر: هو ما دلَّ على كائن حي ذكر، من الإنسان أو الحيوان، نحو: محمد وولد وأسد، وهذا النوع من المذكر يسمى المذكر الحقيقي. وهناك مسميات أخرى لا تدل على كائنات حية، وردت ألفاظها مذكرة في الاستعمال اللغوي، وهذا يعني أنَّ التذكير فيها مجازيّ، نحو: كتاب وقلم ونهر.
أمّا الاسم المؤنث فهو الاسم الذي يدل على كائنة حية أنثى من الإنسان أو الحيوان تلد أو تبيض، نحو: بنت وطالبة و قطة، ولا يؤنث ما سواه من الأسماء إلا إذا ورد في اللغة أصلا مؤنثا، ويسمى هذا النوع مؤنثا مجازيا، نحو: بحيرة وسيارة وشمس.
علامة التأنيث في الأسماء:
الاسم المذكر ليس له علامات، لأن المذكر الأصل في الكلمات، نحو: صف وبيت وحصان. لكن يوجد علامات للمؤنث، وهي ثلاثة:
1- التاء المربوطة: وهي علامة التأنيث الأكثر ورودًا في الأسماء والصفات، نحو: فاطمة، شجرة، مجلة، ونستطيع تحويل معظم الكلمات والصفات من مذكر إلى مؤنث عن طريقها، نحو: نظيف – نظيفة ومهندس- مهندسة وكبير- كبيرة.
2- الألف المقصورة: وتأتي علامة للتأنيث في بعض الأسماء والصفات، نحو: كبرى، حبلى، سلوى، فضلى.
3- الألف الممدودة: وتأتي علامة للتأنيث في بعض الأسماء والصفات، نحو: سماء، صحراء، بيضاء.
والاسم المؤنث من حيث علامات التأنيث ثلاثة أنواع:
1- مؤنث لفظي: وهو يطلق على كل اسم اشتمل على علامة التأنيث ولكن معناه مذكر، نحو: عطية وعنترة ومعاوية وأسامة.
2- مؤنث معنوي: وهو يطلق على كل اسم دلَّ على مؤنث مع خلوه من علامات التأنيث، نحو: ريهام وزينب ومريم.
3- مؤنث لفظي معنوي: ويطلق على كل اسم دلَّ على مؤنث مع وجود علامة من علامات التأنيث فيه، نحو: فاطمة وشيماء وسلمى.
ويعامل اللفظ معاملة المؤنث حتى لو كان مؤنثًا في المعنى فقط دون اللفظ، فنقول: سعاد جميلة وجاءت زينب. وكذلك يعامل اللفظ معاملة المذكر وإن كان الاسم مؤنثًا في اللفظ لأن معناه مذكر، فهذه التاء لم تكسبه تأنيثا معنويا بل اكسبته فقط تأنيثا لفظيا، فنقول: هذا حمزة وحمزة قوي، فالمعنى هو الأهم.
ونحتاج أن نعرف جنس الكلمة (مذكر أو مؤنث) وذلك في عدة أمور، هي:
– الصفة لأنها تتبع الموصوف في التذكير والتأنيث، فاذا كان الاسم مذكرا يجب أن تكون الصفة مذكرة، وإذا كان الموصوف مؤنثا فيجب أن تكون الصفة مؤنثة أيضا، نحو: كتاب مفيد و طبيبة ماهرة.
– اسم الإشارة: إذ يجب علينا استخدام اسم الإشارة المناسب مع جنس الكلمة، نحو: هذا رجل، وهذه امرأة.
– الضمير: الضمائر تنقسم إلى ضمائر للمؤنث وأخرى للمذكر، فيجب استعمال الضمير المناسب مع جنس الكلمة، نحو: هو موظفٌ وهي موظفةٌ، وهم رجالٌ وهنَّ نساءٌ.
علامات التأنيث في الفعل:
تضاف علامة لتأنيث الفعل إذا كان الفاعل مؤنثًا، وعلامات التأنيث في الفعل، هي:
1- تاء التأنيث الساكنة في آخر الفعل الماضي، نحو: نامَتْ – انطلقَتْ.
2- تاء متحركة في أول الفعل المضارع (واحدة من حروف المضارعة)، نحو: تخرج – تـأكلُ.
3- ياء المخاطبة في آخر فعل الأمر، نحو: اخرجي – تفضلي.
وعلامة تأنيث الفعل لها ثلاث حالات: وجوب التأنيث ومنع التأنيث وجواز التأنيث.
أولا- وجوب التأنيث: يجب تأنيث الفعل مع الفاعل في موضعين:
1- إذا كان الفاعل مؤنثًا حقيقي التأنيث غير مفصول عن فعله بفاصل، نحو: كتبَت البنتُ درسَها.
2- إذا كان الفاعل ضميرًا عائدًا على مؤنث حقيقي التأنيث أو مجازي التأنيث، نحو: الطفلةُ أكلَتْ طعامَها.
ثانيًا- امتناع التأنيث: يمتنع تأنيث الفعل إذا كان الفاعل مذكرًا حقيقيًا أو مجازيًا، نحو: قالَ الرجلُ الصدقَ.
ثالثًا- جواز التأنيث: يجوز تأنيث الفعل مع الفاعل:
1- إذا كان الفاعل حقيقي التأنيث مفصول عن فعله بفاصل، نحو: جاءَتْ للمنزلِ الطالبةُ، أو جاءَ للمنزلِ الطالبةُ.
2- إذا كان الفاعل ظاهرًا مجازي التأنيث، نحو: أثمرَت الشجرةُ أو أثمرَ الشجرةُ. والوجه الأول أحسن لغلبة معنى التأنيث على الفاعل (الشجرة).
3- إذا كان الفاعل جمع تكسير لمؤنث أو مذكر، نحو: قالَت الرواة أو قالَ الرواةُ، وجاءَت النساءُ أو جاءَ النساءُ. والأحسن التأنيث مع المؤنث والتذكير مع المذكر.
بقي أن نعرف أنَّ هناك بعضًا من الكلمات في اللغة العربية، يصح أن تؤنث وتذكر في الوقت نفسه، نحو: الطريق والسبيل والسوق والسلاح والعنق والذراع والعضد والعسل واللسان والسكين والدلو وغيرها.