هل يمكن للولايات المتحدة منع عودة داعش

      التعليقات على هل يمكن للولايات المتحدة منع عودة داعش مغلقة

الكاتب: مايكل روبن

الناشر: معهد امريكان انتربرايز، ٢٨-٩-٢٠٢٢

ترجمة: هبة عباس محمد علي

تحليل : أ.م.مؤيد جبار حسن

      بعد مرور خمس سنوات على إعلان سوريا والعراق النصر على “داعش، الذي سيطر ذات يوم على حوالي (٤٠%) من الأراضيالعراقية بزعامة أبو بكر البغدادي، بالتعاون بينالولايات المتحدة والجيش العراقي والفصائل العراقية وقوات سوريا الديمقراطية، من أجل دحر “داعش” وإنهاء سيطرته؛ فإنَّ قصر النظر وإهمال الولايات المتحدة والدول الغنية بالنفطسيخاطر بالهزيمة وعودة “داعش”. وعلينا الأخذ بنظر الاعتبار ما يحدث

في المناطق الآتية:

سوريا والعراق:

     يقطن في مخيم الهول الواقع في الشمال الشرقي من سوريا، وغير البعيد عن الحدود العراقية، حوالي أكثر من (٥٣) ألف نازح، وأكثر من نصفهم ليسوا سوريين ولا عراقيين. وفي الوقت الذي تنفذ قوات سوريا الديمقراطية عمليات عرضية لمواجهة “داعش” داخل المخيم؛يواصل التنظيم ابتزاز السكان وعمال الإغاثةفيه.

تواصل تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني عزل الأكراد السوريين وعدم دعمهم مادياً، فيماترفض العديد من الدول الاوربية إعادة أعضاءداعش المقيمين في مخيم الهول؛ الأمر الذي سيسهم بعودة داعش“، كما أنَّ ترويج تركيا لقوات متطرفة تابعة لها في الشمال السوري،سيفاقم الخطر كما هو الحال مع الفساد في العراق وإقليم كردستان العراق في المناطق المحررة من “داعش”.

أفغانستان:

    كان الالتزام بالانسحاب من أفغانستان، إحدى مبادرات ترامب التي تبناها الرئيس الأمريكي جو بايدن، ولم تكن اتفاقيات (٢٩)فبراير من أجل تحقيق سلام شامل بل توفيرغطاء دبلوماسي لانسحاب الولايات المتحدة. لكن طالبان لم تفِ بالتزامها المفترض بقمع الإرهاب بل وفرت له ملاذا آمناً.

إنَّ الفكرة التي طرحها المبعوث الخاص زلماي خليل زاد عن إمكانية اختيار الولايات المتحدة لطالبان في محاربة “داعش” ليست سوى طُعماو حيلة. إذ تبذل طالبان جهدا في قمع النساءالافغانيات أكثر من محاربة ارهابي “داعش”، وعادت أفغانستان إلى ممارسة دورها قبل عام ٢٠٠١ كملاذ للارهاب الدولي، لكن التساؤل هو:من هي الجماعات الإرهابية التي تملأ الفراغ وكم عددها.

موزنبيق:

    اجتاح عناصر “داعش” مقاطعة كابو ديلجادو، الواقعة في شمال موزنبيق عام ٢٠٢٠، ولم يلقَ اهتمامًا دوليا حتى الآن، لكنفي وقت مبكر من هذا العام لوحظ انتشار قوات الدفاع الراوندية والشرطة الراوندية، من أجلمنع حدوث فراغ، يمكن أن يؤدي إلى عودة “داعش وزعزعة استقرار البلدان المجاورة،مثل: تنزانيا.

على العكس من جمهورية الكونغو الديمقراطية؛فإنَّ أجزاءً منها معرضة لسيطرة “داعش”، وتعدّمدينة كابو ديلغادو مهمة، لأنَّها قد تسمح للمجموعة بوصول الامدادات عن طريق البحر،لكن هناك دليل على وصولها من مومباسا وكراتشي ومقديشو، ومن المفترض أن يكون انتشار القوات الراوندية فيها مؤقتا وليس دائما.وفي كيغالي، كان هناك أمل بأن يقوم المجتمع الدولي بدعم نشر القوات، أما الحكومةالموزمبيقية فقد فشلت في ملء الفراغ عسكريا أو من حيث تقديم الخدمات الحكومية، لذلك إذالم تنفذ الولايات المتحدة خطة لملء الفراغ، سيعودداعش بسرعة من جديد.

يمضي الوقت وهناك إهمال استراتيجي واضح،وبالنهاية ستحتاج الولايات المتحدة والدول الأخرى إلى مواجهة عودة التنظيم، والاستباقيةأفضل من رد الفعل، لكن التساؤل هو: هل يمكن للعالم اتخاذ القرار الصائب في هذا الشأن.

التحليل: يرى الكثير من المحللين أنَّ الظروف الدولية الداهمة من وباء كورونا والأزمة الاقتصادية التي اعقبته، ثم مؤخرا الحرب الدولية في أوكرانيا، كلها تصب في مصلحة تشافي التنظيمات الارهابية من الهزائم التي تكبدتها، وعودتها من جديد لتهدد السلم والأمن الدوليين.

وهناك طائفة أخرى من المحللين أصحاب نظرية المؤامرة، ترى أنَّ الأنظمة حول العالم تهرب من التزاماتها الوطنية والاقليمية،وتغطي على فسادها المالي والاداري، عن طريق غض الطرف أو تمويل من تحت الطاولة للتنظيمات الارهابية، وهذا ما تفعله الولايات المتحدة هنا وهناك حول العالم، وماتفعله تركيا في سوريا، وماتفعله بعض أنظمة الشرق الاوسط داخل بلدانها ذاتها.

أمّا كاتب المقال السيد مايكل روبن، فسيظل ينتظر طويلا وهو يرتقب تحرك دولي أو أمريكي، مع وجود هكذا منظمات دولية عاجزة وضعيفة تعتاش على التبرعات، ورئيس أكبر دولة في العالم بلغ من العمر عتيا حتى صعبت عليه خطواته، فكيف به يستطيع أن يسير بالعالم أجمع صوب بر الأمان!

https://www.aei.org/op-eds/isis-reboot-can-america-stop-an-islamic-state-comeback%EF%BF%BC/