الناتو لا يتعلم شيئًا ولا ينسى شيئًا

      التعليقات على الناتو لا يتعلم شيئًا ولا ينسى شيئًا مغلقة

الناتو لا يتعلم شيئًا ولا ينسى شيئًا

للكاتب : جورج صامولي

موقع : جلوبال ريسيرش ، 18 أكتوبر 2022

ترجمة وعرض وتحليل : الباحثة / م. د هناء جبوري محمد / مركز الدراسات الاستراتيجية جامعة كربلاء

19/ 10/2022

مقدمة :

     يبدو أنَّ الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، غيرقادر على تحرير نفسه من أوهامه الخطيرة، إذ خاطبالأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ مؤخرًا المعسكرالصيفي لرابطة شباب العمال (AUF) في أوتويا فيالنرويج. تُعد AUF أكبر منظمة شبابية سياسية في النرويجوهي تابعة لحزب العمال النرويجي، يشتهر المعسكرالصيفي AUF بالطبع بكونه مسرحًا للهجوم الإرهابيالمروع الذي ارتكبه النازيون الجدد Anders Breivik فيعام 2011.

ألقى ستولتنبرغ مذكرة مقتضبة ومع ذلك كان خطابه دليلاًرائعًا على مدى ضآلة ما تعلمه الناتو من الأحداث الدراميةالتي وقعت هذا العام. يدور صراع عسكري خطير فيالقارة الأوروبية، وهو صراع أدى الناتو دورًا جوهريًا فيإشعاله، عن طريق إصراره الثابت على ضم العديد منالدول في أوروبا وآسيا الوسطى وخارجها إلى نظامهالعسكري، دون أي اعتبار للمخاوف الأمنية للآخرين.

علاوة على ذلك، تعد الحرب في أوكرانيا ثاني صراع كبيريندلع في القارة الأوروبية خلال السنوات الخمس والعشرينالماضية. يرتبط هذان الصراعان ارتباطًا وثيقًا بالتزامين منالتزامات الناتو: أولاً التوسع اللامحدود، وثانيًا القضاءعلى وجود روسيا ونفوذها من أوروبا الغربية بشكل نهائي.

واسترسل ستولتنبرغ بالحديث عن القتال في أوكرانيا، قائلًا:تشهد أوكرانيا أعمال حرب وهجمات على المدنيين، ودمارالم نشهده منذ الحرب العالمية الثانية. لا يمكننا أن نكون غيرمبالين بهذا. أضاف ستولتنبرغ بأن بوتين هاجم دولة وشعبًا بريئا بالقوة العكسرية، لتحقيق أهدافه السياسية، وما يفعله في الحقيقة هو تحدٍ للنظام العالمي الذي نؤمن به، حيث يمكن لجميع البلدان، كبيرها وصغيرها، اختيار طريقها الخاص من دون تدخل من الدول الأخرى في سيادتها.

التحليل:

منظمة حلف شمال الأطلسي أو (الناتو): هي منظمة عسكرية دولية تأسست عام 1949 بناءً على معاهدة شمال الأطلسي، التي تم التوقيع عليها في واشنطن في 4 أبريل سنة 1949. ويشكل حلف الناتو نظامًا للدفاع الجماعي تتفق فيه الدول الاعضاء على الدفاع المتبادل رداً على أي هجوم من قبل أطراف خارجية، فهو تحالف دولي يتكون من (30) عضوا من دول أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا. وقد نصت المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي على أن أي هجوم مسلح ضد إحدى الدول الأعضاء، يعدّهجومًا ضد جميع الاعضاء، ويجب على الأعضاء الآخرين مساعدة العضو المعتدى عليه حتى لو تطلب الأمر استخدام القوة المسلحة. بعد الغزو الروسي لأوكرانيا وافق حلف شمال الأطلسي (الناتو) على طلب الانضمام للدول السويد وفنلدا،كما دفعت الحرب الناتو للاعلان عن خطط لزيادة عدد قوات الرد السريع، ورفع الانفاق العكسري، مما أدى إلى اشعال الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا.

إذ كان من المستحسن على الناتو عدم الاقدام على هذه الخطوة، بضم دول محايدة الى عضويته، وفي المقابل نجد أنَّ الامين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، قد أعلن بأنَّ الحلف لا يبحث عن نزاع مع روسيا، ولن يرسل جنوداً أو طائرات الى أوكرانيا، لأنَّ ذلك يعني تدخلًا عسكريًا في الصراع الحاصل في أوكرانيا،لكن الناتو لن يكون طرفا فيه. وأشار إلى أنه يتم تقديم مجموعة واسعة من المساعدات وخاصة المساعدات الانسانية، واضاف: لكن طائرتنا لن تحلق الى أوكرانيا في الوقت الحالي .

ونستطيع القول بأنَّ الحرب الأوكرانية هي فرصة لحلف الناتو، لإعادة ترتيب أولوياته ومراجعة سياساته، وتدقيق مهماته وتحديد المخاطر، كما حفزت الحرب الروسية على أوكرانيا أعضاء الحلف، على التقارب واعادة التماسك،بالنظر لما أصاب الحلف من تصدع وفتور داخلي بسبب مواقف الادارة الامريكية في عهد دونالد ترمب، فترمب الذي رفع شعار “امريكا أولاً” قلل أهمية الحلف بل عدّه عبئاً على الولايات المتحدة دون جدوى. لذلك تبدو حاجة الناتو الى حسن إدارة الأزمة الأوكرانية ووضع نهاية لها، ليس فقط لاحتواء تداعياتها المركبة والكثيرة، وانما ايضا لتمكين الحلف من بعث رسالة واضحة الى القوى الدولية المهددة للسلم والأمن الدولي بأنَّ أي مغامرة منها ستضعها تحت رحمة أكبر وأقوى حلف عالمي.

للمزيد ينظر الرابط :

https://www.globalresearch.ca/nato-learns-nothing-forgets-