ماذا نتوقع من الحكومة العراقية الجديدة

      التعليقات على ماذا نتوقع من الحكومة العراقية الجديدة مغلقة

الكاتب: دوغلاس اوليفانت

الناشر:douglasollivant.substack.com

ترجمة: هبة عباس محمد علي

بعد مرور عام على الانسداد السياسي الذي تلى انتخابات العاشر من تشرين الأول ٢٠٢١، شكَّل السيد محمد شياع السوداني حكومة بزعامته كرئيس للوزراء، وتم انتخاب (٢١) وزيرًا عدا وزارتي البيئة والبلديات بسبب القضايا الكردية الداخلية.

ويُذكر أنَّ السيد مقتدى الصدر قد فاز بحوالي (٧٣) مقعداً في البرلمان، وهذا العدد غير كافٍ لتشكيل حكومة، لذلك تحالف مع كتلة تقدم بقيادة الحلبوسي (37 مقعدا)، والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني (31 مقعدا)، من أجل الحصول على الغالبية المطلقة (النصف زائد واحد من أعضاء البرلمان)، وتسمية رئيس للوزراء، لكن هذا التحالف لم يشكل الـ (٢٢٠) مقعدا المطلوبة لتشكيل حكومة، وبسبب إصراره على تشكيل حكومة أغلبية، وفي خطوة غير موفقة، أمر نوابه بالاستقالة من البرلمان.

سيتم تقييم هذه الحكومة الجديدة بناءا على قدرتها الفعلية على التنفيذ، لأنَّ لديها معارضة متمثلة بالصدر، لذا عليها تقديم أفضل ما يمكن، لأنَّ عدم اصلاح الخلل الوظيفي لن يصب في مصلحتها في الانتخابات القادمة بعد سنة أو ثلاث سنوات.

إنَّ ما يجهله صنّاع السياسة الأمريكيون في كثير من الأحيان، إنَّ الطريقة الوحيدة الفعالة لكبح طموحات إيران في المنطقة هي قوة العراق وفاعليته، وما دامت الحكومة ملتزمة بتعزيز الدولة العراقية، فإنَّها تعمل عن قصد أو غير قصد على تعزيز المصالح الأمريكية في المنطقة، وبالمقابل فإنَّ الحكومة التي لا تستطيع تعبئة الإرادة السياسية لبناء المؤسسات، لن تخدم المصالح الأمريكية بغض النظر عن مدى ودية هذه الحكومة غير الفعّالة.

وبالنهاية ستكون الحكومة الجديدة تحت الاختبار، وإنَّ أول أزمة تُطرح على طاولة السوداني هي مقتل المواطن الأمريكي (ستيفن ترويل)، وقد وعد السوداني بإجراء تحقيق فوري في الجريمة، وبالتأكيد ستتجه الأنظار نحو كيفية الكشف عن الجناة وتحقيق العدالة.

وعد السوداني بتشكيل حكومة هدفها القضاء على الفساد وتوفير الخدمات، عن طريق استكمال مشاريع البنية التحتية التي تأخرت كثيرا، هذه القضايا ومنها تقوية العلاقات مع واشنطن، هي ما أكَّد عليه السوداني من قبل، بالطبع يعلم كل من المراقبين للشأن العراقي والعراقيين هذا الأمر، لكن بقي أن نعرف ما إذا كان السوداني والتحالف الذي يقوده مختلفين عن من سبقهم، أو من الصعب تغيير المؤسسات العراقية. إنَّ الديناميكيات الداخلية والخارجية في العراق تتغير ولكن التحدي الأكبر سيكون في تسخير هذه القوى. لذا يجب أن ينتظر المراقبون العراقيون لمعرفة هل ستختلف النتائج هذه المرة، أو سيبقى الخلل الوظيفي والفساد شعارين رئيسين.

 

https://douglasollivant.substack.com/p/how-to-think-about-iraqs-new-government