أ.م سعد محمد حسن
مركز الدراسات الاستراتيجية_ قسم إدارة الازمات
تشرين الثاني/ 2023
يرى المتتبع للحرب الدائرة على قطاع غزة، بأنَّها مختلفة ومعقدة عن الحروب السابقة التي خاضتها الفصائل الفلسطينية، بقيادة حركة حماس والجيش الاسرائيلي, وهذا ما تؤشره التداعيات الآنية على مستوى الداخل الفلسطيني، وكذلك على مستوى الخارج, فضلا عن ذلك هناك تداعيات من المتوقع حدوثها.
– تداعيات على مستوى الداخل الفلسطيني: لا شكَّ بأنَّ الحرب الدائرة حاليا على قطاع غزة، لها تداعيات خطيرة، ومن أبرزها ما يأتي:
- زج السكان في دوامة غير مسبوقة من الحرمان والفقر المتعدد الأبعاد، وارتفاع نسب البطالة.
- تدمير البنى التحتية جراء القصف العنيف.
- نقص الرعاية الصحية بسبب الحصار الشامل للقطاع، واستهداف المراكز الصحية، وعدم توفير الوقود والمواد الطبية.
- آثار نفسية لاسيما لدى الاطفال جرّاء مشاهد الحرب المروعة.
- تعليق الأنشطة المدرسية والتعليمية لها آثار آنية ومستقبلية.
– تداعيات على مستوى الخارج: أغلب الحروب أو الصراعات المسلحة التي تندلع، لابد فيها من وجود فواعل مباشرة أو غير مباشرة، وهذا بدوره يلقي بتداعيات خارج إطار الصراع ومنها الحرب على غزة. فالتداعيات تتمثل بالآتي:
- توحيد الجهود العربية والاسلامية تجاه القضية الفلسطينية, بما فيهم أولئك المطبعين مع اسرائيل، أو الذين يتمتعون بعلاقات سياسية ودبلوماسية معها.
- الحراك العربي مستمر منذ اليوم الأول للحرب، سواء كان على المستوى الرسمي (التصويت الأممي لصالح المشروع العربي, وعقد مجموعة من القمم في القاهرة والرياض, وإرسال عدد من المساعدات, ورفض تهجير سكان القطاع, والتركيز في وقف إطلاق النار). أو على المستوى الشعبي (تظاهرات داعمة للقضية الفلسطينية, والتكافل والتكاتف).
- على الرغم من الدعم الكبير الذي تتلقاه اسرائيل من الغرب، إلا أنَّ الضغط الأمريكي والأوربي على اسرائيل بعدم اجتياح غزة بريا، والمطالبة بضرورة هدنة إنسانية لا يزال قائمًا.
- ظهور لوبي يهودي يدعم ويطالب بإعطاء الشعب الفلسطيني كامل حقوقه، ويحمل الحكومة الاسرائيلية ما جرى.
– تداعيات محتملة: في ظل الحرب الجارية، نعتقد أنَّ هناك ثلاث تداعيات ممكن حدوثها:
- بقاء الصراع بين اسرائيل وحماس في قطاع غزة محصورا بين الطرفين، بالرغم من تسخين بعض الجبهات لاسيما الجبهة اللبنانية (حزب الله).
- توسيع نطاق الحرب ليشمل منطقة الشرق الأوسط, سواء حققت اسرائيل هدفها في القضاء على حماس، أو ارتكبت المزيد من الجرائم ضد الانسانية. ففي الحالة الأولى ستطمح اسرائيل للمزيد، وفي الحالة الثانية ستتعرض الفصائل التي تدعي المقاومة، للحرج الكبير أمام الجمهور الغاضب.
- السعي الجاد من أجل إقامة السلام الحقيقي, لاسيما أنَّ إسرائيل بدأت تدرك أنَّه لا أمان إلا في إقامة السلام.
وفي الختام، يمكن القول إنَّ تداعيات الحرب تزداد خطورة كلما طال أمدها, وإنَّ الجميع ليس أمامه حلّ سواء قبول السلام عبر حلّ الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، لتفويت الفرصة على مثيري الحروب، وإنَّ السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، له آثار ايجابية على استقرار الشرق الأوسط.