نظَّم قسم إدارة الأزمات في مركز الدراسات الاستراتيجية، بالتعاون مع شعبة شؤون المرأة- جامعة كربلاء، حلقة نقاشية إلكترونية بعنوان “استقلال المرأة وفق المنظور الإسلامي” بتاريخ 27/3/2024، حاضر فيها الأست الدكتور أحمد فاضل المسعودي التدريسي في كلية التربية.
تناولت الحلقة عرض رؤية المجتمعات الاوربية والعربية في مختلف العصور والأديان للمرأة، وتطرقت الحلقة إلى معاناة المرأة لاسيّما في المجتمع العربي الجاهلي، إذ كانت عرضة للغبن، فلا تتمتع بحقوقها، فالمرأة وهي طفلة كانت توأد خوفًا من العار، أو خوفًا من ضنك العيش. كما أنَّ أموالها تؤكل، إذ تحرم المرأة من الميراث، لأنَّ هناك معيارًا لدى الجاهلية، هو أن يكون الميراث من نصيب من يقاتل ويدافع عن القبيلة بالسيف، أي من نصيب الرجل فقط. أمّا الإسلام فقد كرَّم المرأة وأعطاها حقوقها كاملة، ومنحها الاستقلال كفرد في المجتمع له حقوق وعليه واجبات، فقد منحها ما سلب منها من حقوقها المادية والمعنوية. وفي كنف الدين الإسلامي تبوأت المرأة مكانة رفيعة، فهي نظير لأخيها الرجل في المفاهيم الإنسانية. وقد أقرَّ الإسلام المساواة بين الرجل والمرأة في العمل والجزاء، فيحاسب الرجل كما تحاسب المرأة، ولا فرق بينهما، إذ إنَّ معيار التفاضل بين أفراد المجتمع العمل الصالح، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾. وناقش الحاضرون ابتعاد المجتمع عن التطبيق الصحيح للتعاليم الإسلامية، مما نتج عنه معظم حالات التفكك الأسري في الوقت الحاضر.
وفي الختام، أكَّد الحضور على ما أشارت إليه الحلقة من وجود أزمة فهم لاستقلالية المرأة بين النظرية والتطبيق، إذ الأغلب يفهم استقلال المرأة هو الخروج عن القيم، ولكن الحقيقة إنَّ استقلال المرأة هو ما يكون ضمن التعاليم الإسلامية والأعراف المجتمعية، كما أكدَّ الحاضرون على أنَّ الإسلام قد صان كرامة المرأة وحقوقها، بعد أن كان ينظر لها نظرة تقليل وانتقاص، وأنَّها لا تمتلك أي حقوق.