الكيان الصهيوني وحزب الله على شفير الحرب: ما الذي يتعين على جو بايدن فعله؟

      التعليقات على الكيان الصهيوني وحزب الله على شفير الحرب: ما الذي يتعين على جو بايدن فعله؟ مغلقة

 

الكاتب: لورانس ج. هاس: زميل بارز في مجلس السياسة الخارجية الأمريكية

الناشر: مجلس السياسة الخارجية الأمريكي

تاريخ النشر: 27/ حزيران/ يونيو2024  

ترجمة: د. نصر محمد علي

https://nationalsecurityjournal.org/israel-and-hezbollah-are-on-brink-of-war-what-should-joe-biden-do/

ليس ثمّة شكّ في أنَّ الحرب بين الكيان الصهيوني وحزب الله، حتمية، وتقترب بسرعة، ويبدو ذلك جليًا بالنسبة لأي شخص مطَّلع، على التصعيد متزايد الخطورة، على طول الحدود الشمالية لفلسطين. لكن الأمر الأقل وضوحًا هو، كيف تخطط الولايات المتحدة للتعامل مع تلك المواجهة القادمة.

يشنّ حزب الله هجمات شبه يومية، بالصواريخ والطائرات المسيرة على الكيان الصهيوني من جنوب لبنان، منذ هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ويؤكد على تصعيد تلك الهجمات؛ والتباهي بقدراته الجديدة على مراقبة الأراضي المحتلة من الجو؛ والتعهد بالقتال “دون قيود أو قواعد أو حدود”؛ والتعهد علنًا بزج آلاف المقاتلين من الجماعات الأخرى المدعومة من إيران في أنحاء المنطقة كافة.

وفي غضون ذلك، أعلن رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، أنَّه مع إنهاء قوات الدفاع عملياتها في غزة، “سوف نتجه صوب الشمال” ونقوم بما هو ضروري لإنهاء هجمات حزب الله التي لا هوادة فيها.

ومع ذلك، في الوقت الحالي، ترسل واشنطن رسائل متضاربة بشأن كيفية تعاملها مع مثل هذه الحرب، وما ستفعله ردًا على ذلك. وفي الأيام الأخيرة، أخبر مسؤولون كبار في إدارة بايدن، نظراءهم المسؤولين في الكيان، أنَّ واشنطن “ستعرض على الكيان الصهيوني المساعدة الأمنية التي يحتاجها”، إذا اندلعت الحرب. بيد أنَّ رئيس هيئة الأركان المشتركة قوَّض هذه الرسالة، محذرًا لاحقًا من أنَّ إيران قد تنضم إلى القتال مع حزب الله، وأنَّ واشنطن ستواجه ضغوطًا شديدة، لتعزيز الدفاع الجوي للكيان، إذ يسعى حزب الله إلى التغلب على نظام القبة الحديدية الإسرائيلي، بترسانته التي تزيد عن (100) ألف صاروخ.

إنَّ العالم الذي يراقب حاليًا، ردَّ فعل واشنطن على حرب الكيان الصهيوني ضد حماس، ويقيّم عزم الولايات المتحدة على الدفاع عن مصالحها، سيراقب عن كثب إذا اندلعت الحرب بين الكيان الصهيوني وحزب الله. ففي نهاية المطاف، يُعَد حزب الله خصمًا أكثر خطورة وقوة من حماس، والحرب مع هذه الجماعة ستكون أكثر دموية، وتدميرًا للكيان الصهيوني، من حربها الحالية في غزة، لاسيَّما إذا ما انضمت إيران، والجماعات الأخرى في محور المقاومة إلى القتال.

ومن ثَمَّ، فإنَّ نهج الولايات المتحدة في الحرب بين الكيان الصهيوني وحزب الله – أي مدى تمسك واشنطن بأقرب حلفائها الإقليميين مع تزايد الوفيات في جنوب لبنان – سيكون له تداعيات هائلة على الحسابات الاستراتيجية، التي ستأتي في طهران، وموسكو، وبكين، إذ يخطط كل منهم  لتحركاته التوسعية التالية.

ومع أخذ كل ذلك في الحسبان، ينبغي على واشنطن، على الأقل، أن تتخذ الخطوات الأربع التالية في الوقت الراهن مع اقتراب الحرب:

أولاً- يتعين على الرئيس بايدن وفريقه، إرساء الأساس لدعم أمريكي واسع النطاق، عن طريق إدانة هجمات حزب الله بعبارات لا لبس فيها، والتوضيح أنَّه لا ينبغي لأي دولة أن تعيش تحت وطأة مثل هذا الهجوم المستمر.

أضف إلى ذلك، يجب على واشنطن الضغط على حلفائها، والمجتمع الدولي، لتبني هذا النهج، مع ملاحظة أنَّه -كما هو الحال مع محاولة روسيا غزو أوكرانيا- يجب على العالم أن يعارض بحزم الجهود التي تقوض السلامة الإقليمية، ومن ثَمَّ تهدد النظام الدولي.

ثانيًا- يجب على بايدن وفريقه الإعلان على نحو استباقي، دعم الولايات المتحدة الكامل للكيان الصهيوني، في مواجهتها المقبلة مع حزب الله، الأمر الذي من شأنه أن يزيل أي حالة من عدم اليقين تلوح في الأفق، بشأن ما ستفعله واشنطن إذا اندلعت الحرب.

وينبغي على واشنطن، على وجه الخصوص، أن توضح أنَّها ستوفر الدعم الدبلوماسي، والموارد العسكرية اللازمة للكيان الصهيوني، للقضاء على التهديد المباشر القادم من الشمال، واحتواء حزب الله على المدى الطويل.

ثالثا- يتعين على بايدن وفريقه الدعوة إلى التنفيذ الكامل، لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 (أو ما يعادله من واقع على الأرض)، والذي تبنته الهيئة فيما يتصل بإنهاء حرب الكيان الصهيوني مع حزب الله في عام 2006.

ودعا ذلك القرار إلى انسحاب الكيان الصهيوني من لبنان، وانسحاب حزب الله من المنطقة العازلة المقترحة، بين الخط الأزرق على الحدود الفلسطينية اللبنانية ونهر الليطاني، وإلى قيام القوات اللبنانية وقوات الأمم المتحدة، بدوريات في تلك المنطقة، والحفاظ على السلام. لكن حزب الله ينتهك القرار 1701 بشكل صارخ، عن طريق “تموضع قواته في المنطقة”، وشنَّ هجمات صاروخية من تلك المنطقة.

رابعاً- يجب على بايدن وفريقه إدانة إيران، لرعايتها حزب الله، وحماس، والجماعات الأخرى، وكذلك استغلال الفرصة لمواجهة طهران بقوة أكبر على جبهة أوسع.

وسيشمل هذا النهج الأوسع تبديد الآمال، في إحياء الاتفاق النووي العالمي المليء بالثغرات لعام 2015 مع إيران، والضغط أكثر على طهران بشأن تقدمها النووي الأخير، واستعادة العقوبات المختلفة ضد إيران، التي تنازل عنها الرئيس. وسيشمل ذلك أيضًا التوقف عن إضفاء الشرعية على “الديمقراطية” التقييدية في طهران، عبر السماح للنظام بإدارة مراكز التصويت الغيابي في الولايات المتحدة.

إنَّ الحرب مع حزب الله ستشكل اختباراً للكيان الصهيوني على أرض المعركة، أكثر بكثير من اختبارها لحربها الحالية مع حماس. وهذا بدوره سيزيد من المخاطر بالنسبة لواشنطن، إذ يقيم خصومها في أنحاء العالم كافة، عزم الولايات المتحدة في خضم ما سيكون بالتأكيد من مواجهة دموية للغاية.