أ.م سعد محمد حسن
مركز الدراسات الاستراتيجية_ قسم إدارة الازمات
تشرين الأول/ 2024
لا شكَّ أنَّ الهدف الاستراتيجي للجيش الاسرائيلي تجاه حزب الله اللبناني, يتمثل في مرحلتين: الأولى، تدمير الهيكل التنظيمي لحزب الله، والسيطرة على منظومته القيادية, جرّاء عدد من الاغتيالات، سواء كانت بالغارات العسكرية، أو بالاختراق الأمني، عبر تفجيرات البيجر التي أربكت منظومة الحزب، وأضرته كثيرًا, إذ تمَّ تحييد الحزب، واحتواء منظومته الصاروخية بشكل مؤقت.
أمَّا المرحلة الثانية فتتمثل بالاجتياح البري، وهو ما تطرحه إسرائيل في الوقت الراهن, وهي تعكس رغبتها في إبعاد مقاتلي الحزب من الحدود الشمالية, ليتم إعادة سكان المستوطنات، وهي تنسجم مع الدعوات الدولية المتمثلة في قراري مجلس الأمن، (1559) المتضمن نشر قوات الجيش اللبناني على الحدود وهو ما يرفضه الحزب. و(1701) المتضمن انسحاب الحزب من الحدود حتى شمال نهر الليطاني, وهو ما يرفضه الحزب، لأنَّه يتسبب في عزله عن سهل البقاع، والحدود السورية.
ترى إسرائيل صعوبة تنفيذ القرارات الدولية في الوضع الراهن, فهي تسعى إلى الحصول على أكبر قدر من المكتسبات، وقت تراجع الحزب معنويًا وميدانيًا, فهي تسعى إلى فرض واقع جغرافي جديد، يخدم تطلعاتها الاستراتيجية في المنطقة، قبل استعادة الحزب قدراته, فهي ترى أنَّ الحزب فقد من (30-50%)، ومن الممكن أن يعود الحزب للمواجهة من جديد.
مما سبق يتضح لنا، أنَّ الجيش الاسرائيلي يعلم جيدًا مدا خطورة حزب الله، فهي تحاول أن تستبق عودته، عن طريق فرض واقع جغرافي يتمثل في اجتياح محدود للحدود، بدلًا من الاجتياح الواسع, يسمح بعودة السكان إلى مستوطناتهم.