
أ.م.د. حمد جاسم محمد
باحث في قسم إدارة الأزمات
مركز الدراسات الاستراتيجية –جامعة كربلاء
نيسان/ 2025
لم تكن المفاوضات بين إيران، والولايات المتحدة، التي ستجري في سلطنة عُمَان، الأولى ولن تكون الأخيرة، فقد أجرت الدولتان عدة مفاوضات بصورة مباشرة، وغير مباشرة، بوساطة دول عدة في المنطقة، وكانت أهمها المفاوضات التي جرت من عام 2013 إلى عام 2015، والتي تمخضت عن إبرام الاتفاق النووي، والذي سمي حينها خطة العمل المشتركة أو (5+1) (إيران، والولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا، والمانيا)، في 14/7/2015 في فيينا، وفي شروط متقابلة، منها: خفض نسبة تخصيب اليورانيوم إلى (3,8%)، وتحويل بعض المنشآت الإيرانية إلى مراكز أبحاث علمية، مقابل تخفيف العقوبات على إيران، وصولًا إلى رفعها بالكامل، وانتهاء الاتفاق النووي، والقرار الأممي 2231 في 18/10/2025، وخروج إيران من العقوبات الأممية. إلا أنَّ الاتفاق الذي عقد في عهد إدارة (باراك اوباما)، لم يرَ النور طويلًا، إذ انسحبت منه الإدارة الأمريكية برئاسة (دونالد ترامب)، عام 2018 من طرف واحد، وتم إعادة فرض العقوبات، وتشديدها إلى أقصى حد. واستمر الشد والجذب بين الطرفين، حتى تسلم (جو بايدن) إدارة البيت الأبيض في عام 2021، والذي طالب بعقد اتفاق جديد، لكن إيران رفضت ذلك، وأكدت أنَّها متمسكة بالاتفاق السابق، وأنَّ الولايات المتحدة هي من انسحب منه.