
بقلم وتحليل الباحثة في شؤون لبنان وحزب الله في معهد دراسات الامن القومي في جامعة تل ابيب أورنا مزراحي:
ترجمة: كاظم جواد كاظم / قسم الدراسات السياسية / جامعة كربلاء
المقال
نشر في 12 مارس/ اذار 2025
تعكس الاتفاقات في الاجتماع الرباعي الذي عُقد في الناقورة بمشاركة ممثلي لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا الروح الجديدة في العلاقات الإسرائيلية اللبنانية، وذلك في أعقاب التغيير في الخريطة السياسية اللبنانية مع تعيين الرئيس جوزيف عون وتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة نواف سلام. وفي ختام الاجتماع، أُعلن عن تشكيل ثلاث مجموعات عمل ستناقش:
1-انسحاب الجيش الإسرائيلي من النقاط الخمس التي لا يزال يحتلها على طول الحدود.
2-إطلاق سراح السجناء اللبنانيين الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي خلال الحرب.
3-النقاط الخلافية حول ترسيم الحدود الدائمة (الخط الأزرق المُحدد عام 2000).
وقد وافقت إسرائيل بعد الاجتماع على الإفراج الفوري عن 5 من أصل 11 معتقلاً لديها، كبادرة حسن نية تجاه الرئيس عون.
تتناول المواضيع المحددة للنقاش بشكل أساسي القضايا التي يطرحها حزب الله كحجة مركزية لتبرير ضرورة بقائه كقوة “كميليشيا” عسكرية مستقلة للدفاع عن لبنان وتحريره من التهديد الإسرائيلي. فالمنظمة التي كرست كل جهودها منذ وقف إطلاق النار لإعادة بناء قدراتها العسكرية، تظهر “مُضطرة” استعداداً للسماح للدولة اللبنانية بالسعي لتحقيق هذه الأهداف، مع تهديد ضمني بأنه إذا فشلت في ذلك، سيتجدد نشاط حزب الله بالوقت والطريقة التي يراها مناسبة.
تتقاطع مصالح إسرائيل والقيادة الجديدة في لبنان في الحفاظ على وقف إطلاق النار ومنع تعافي حزب الله عسكرياً وداخلياً ضمن النظام اللبناني. ومن هنا، فإن التوصل لاتفاقات مع إسرائيل حول هذه القضايا يخدم القيادة اللبنانية في مواجهتها الداخلية مع حزب الله. ومع ذلك، من المهم لإسرائيل ألا تتجاهل محدودية الدولة اللبنانية، التي تتجنب حتى الآن المواجهات العنيفة مع حزب الله، وكذلك الأداء الجزئي للجيش اللبناني الذي لا يزال عاجزاً عن منع الوجود العسكري لحزب الله في جنوب لبنان.
في ضوء ذلك، يجب على إسرائيل أن تربط المفاوضات في مجموعات العمل المختصة بالجوانب الإقليمية بضمان تلبية احتياجاتها الأمنية أولاً. مع التمييز بين الانسحاب من النقاط التي سيطرت عليها خلال الحرب (والذي يمكن تحقيقه على المدى القصير) وبين القضية الأكثر تعقيداً المتمثلة في ترسيم الحدود البرية الدائمة. وفي هذا الإطار، على إسرائيل:
– اشتراط انسحاب جيشها من النقاط الاستراتيجية الخمس التي سيطر عليها بعد الحرب، بإكمال الجيش اللبناني انتشاره في كامل المنطقة وإثبات قدرته واستعداده للعمل على إزالة أي وجود عسكري آخر في جنوب لبنان، مع تأكيد استمرار حرية عمل الجيش الإسرائيلي في مواجهة التهديدات الحالية والمتطورة من حزب الله.
– التأكيد على أن ترسيم الحدود البرية الدائمة (الذي يتضمن تنازلات إسرائيلية في النقاط الخلافية) يجب أن يكون جزءاً من اتفاق شامل بين إسرائيل ولبنان، يشمل في مقدمته مطالبة بنزع سلاح حزب الله بالكامل، إلى جانب تغيير في العلاقات الرسمية بين البلدين.
رابط المقال الأصلي:
https://www.inss.org.il/he/social_media/%d7%a8%d7%95%d7%97-%d7%97%d7%93%d7%a9%d7%94-%d7%91%d7%99%d7%97%d7%a1%d7%99-%d7%99%d7%a9%d7%a8%d7%90%d7%9c-%d7%9c%d7%91%d7%a0%d7%95%d7%9f