
أ.م.د. بلسم عباس حمودي
جامعة كربلاء/ مركز الدراسات الاستراتيجية
أيار/ 2025
الحذف باب من أبواب المعاني، له رونقه، وسحره، فهو يُكسب الكلام روعة وجمالًا، وصفه عبد القاهر الجرجاني بقوله: “هو باب دقيق المسلك، لطيف المأخذ، عجيب الأمر، شبيه السحر، فإنَّك ترى به ترك الذكر أفصح من الذكر، والصمت عن الافادة أزيد للإفادة”. لذلك أبدع الكتَّاب، والشعراء، في إيراده بأوجه مختلفة، ومتعدّدة، لها بيانها، وسحرها في نفس السامع، والقارئ معًا. وقد جاء القرآن الكريم على وفق نهج العرب في الكلام، فاعتمد الحذف أسلوبًا من جملة أساليبه البلاغية، وورد فيه بصورة جليّة، وبشكل ملموس، وهو بلا شك يمثل أعلى صور البلاغة، وأبلغ معاني القول.
والحذف من الظواهر المعروفة في اللغة العربية، وهو من الأساليب المعهودة في كلام العرب، وغالبًا ما يعمدون إليه لتحقيق أغراض بلاغية معينة، تفيد في تقوية الكلام، واخراجه على الأسلوب الأمثل.