الـــدروز فـي ســــوريــا تحـــت النـــار: كيــف يجــب أن تــرد “إســرائيــل:؟

      التعليقات على الـــدروز فـي ســــوريــا تحـــت النـــار: كيــف يجــب أن تــرد “إســرائيــل:؟ مغلقة

بقلم: أمل حايك، باحث في الشأن السوري – في معهد دراسات الامن القومي الاسرائيلي
ترجمة: كاظم جواد كاظم / مركز الدراسات السياسية / جامعة كربلاء
المقال.
شهد جنوب سوريا في الأيام القليلة الماضية تصعيدًا أمنيًا حادًا تمثل في اندلاع اشتباكات عنيفة بين أفراد من الطائفة الدرزية وقوات النظام السوري، إلى جانب مجموعات مسلّحة محلية. جاء هذا التصعيد في أعقاب تسريب تسجيل صوتي يحمل إساءة للنبي محمد (ص)، اتّضح لاحقًا أنه مفبرك. وقد تركزت الاشتباكات في منطقتي جرمانا وأشرفية صحنايا، وهما من التجمعات السكانية الدرزية المحيطة بدمشق، الأمر الذي أعاد إلى الواجهة هشاشة التوازنات الطائفية في البلاد.
رغم محاولات النظام السوري لاستعادة الوضع، واجهت قوات النظام صعوبات ملحوظة في فرض السيطرة الميدانية على تلك المناطق، خاصة في ظل تحرك المجموعات المحلية المسلحة بشكل يبدو أنه مستقل عن هيكلية الدولة. وتشير التقديرات إلى أن حصيلة الاشتباكات بلغت نحو 90 قتيلًا، معظمهم من المقاتلين، إلى جانب سقوط 15 مدنيًا.
استنادًا إلى الخبرة السابقة في احتواء الاحتجاجات الطائفية، لا سيما تلك التي اندلعت بين النظام والطائفة العلوية في مارس الماضي، لجأت السلطات السورية إلى مقاربة تفاوضية. فقد أجرى محافظ السويداء بالتنسيق مع وزارة الدفاع مباحثات مع قيادات محلية، أفضت إلى اتفاق يتيح دخول القوات الأمنية السورية إلى المنطقة، ونزع سلاح بعض الجماعات المسلحة، بالإضافة إلى آلية تعويض للمدنيين المتضررين ودمج الشباب الدروز المنخرطين في الميليشيات ضمن مؤسسات الدولة الرسمية.

على المستوى الداخلي، شهد المجتمع الدرزي تباينًا واضحًا في المواقف إزاء هذه الأحداث. ففي حين وجه الشيخ “حكمت الهجري” انتقادات لاذعة للنظام، معتبرًا أن الثقة به قد تآكلت وداعيًا إلى تدخل دولي لحماية أبناء الطائفة، دعا مشايخ آخرون مثل “حمود الحناوي” و”يوسف جربوع” إلى التهدئة والحوار، مؤكدين على أهمية الحفاظ على وحدة الدولة السورية.
من جانبها، تبنّت إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة سياسة معلنة ترتكز على حماية الطائفة الدرزية في سوريا، مدفوعةً إما بروابط الهوية والانتماء المشترك مع الدروز في الداخل الإسرائيلي، أو باعتبارهم طرفًا فاعلًا ضمن معادلة الاستقرار الإقليمي. وفي هذا السياق، نفّذت إسرائيل عدة ضربات جوية استهدفت مواقع في محيط مناطق الاشتباكات، من بينها غارة ليلة الخميس قرب القصر الرئاسي في دمشق، يُعتقد أنها كانت موجهة لتحذير “أحمد الشرع”، لمنع استهداف الدروز.
أدينت الغارات الاسرائيلية من قبل النظام السوري وعدد من الفاعلين الإقليميين والدوليين، كما أثارت غضبًا في أوساط السكان المحليين الذين طالبوا بالتصدي لما وصفوه بالعدوان الإسرائيلي. في ظل تصاعد الخطاب المعادي لإسرائيل نتيجة تدخلها العسكري المتكرر في سوريا، تجد الأخيرة نفسها أمام تحدي الموازنة بين التزاماتها الأخلاقية تجاه الطائفة الدرزية ومصالحها الاستراتيجية، وبين خطر الانجرار إلى مواجهة عسكرية مباشرة في الساحة السورية.
وعليه، وبعد هذا الرد العسكري، قد يكون من الأجدى لإسرائيل أن تعتمد في المرحلة القادمة مقاربة ناعمة عبر تقديم مساعدات إنسانية موجهة للدروز، بالتوازي مع تفعيل أدواتها الدبلوماسية لحشد الدعم الدولي والإقليمي لاحتواء التوتر وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا.
رابط المقال الاصلي/

הדרוזים בסוריה תחת אש: כיצד צריכה להגיב ישראל?