حرب نتنياهو المدمرة على غزة

      التعليقات على حرب نتنياهو المدمرة على غزة مغلقة

الكاتب: أبو القاسم قاسم زاده

مركز الأبحاث العلمية والدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط

المترجم: أ. م. خالد التميمي

تحليل: أ. م. مؤيد جبار حسن

 https://www.cmess.ir/Page/View/2024-04-24/8349

بعد مرور أكثر من مائتين وثلاثين يومًا على الكارثة الإنسانية في فلسطين، تـُظهر الإحصائيات الرسمية للأمم المتحدة مقتل أكثر من (35) ألف مواطن فلسطيني في جميع أنحاء غزة، بينهم نساء وأطفال ومدنيون عاديون. عقدت الجلسة العامة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للاعتراف، إذ وصل الاعتراف بـ “الدولة الفلسطينية” إلى طريق مسدود، وهُزم بسبب الفيتو المباشر لحكومة بايدن (الولايات المتحدة الأمريكية)، وامتناع الحكومة البريطانية عن التصويت. وهذا الفيتو والامتناع عن التصويت للحكومتين الأمريكية والبريطانية عمليا مرة أخرى، أوصل أعلى هيئة دولية في الأمم المتحدة إلى طريق مسدود، لإنهاء الاستمرار الكارثي للإبادة الجماعية في فلسطين، والاستمرار في مذبحة الفلسطينيين وقتلهم على يد  (نتنياهو).
أظهر تحرك حكومة بايدن في مجلس الأمن الدولي مرة أخرى، أنَّ جرائم المواطنين الفلسطينيين العاديين وقتلهم، والأزمة الحالية للمجتمع الدولي مستمرة بموافقة إدارة الرئيس “بايدن”. إنَّ الواقع على الساحة الدولية، وفي الرأي العام لشعوب العالم، هو أنَّ الإدارة الأمريكية الحالية هي العائق الرئيس أمام وقف إطلاق النار، وحل أزمة الإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة.
وفي نيويورك، أكد وزير خارجية إيران على الواقع المرير للإبادة الجماعية المستمرة في فلسطين، وقال: “للأسف، رفض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إصدار بيان إدانة، بسبب السلوك غير المسؤول على الإطلاق من جانب الولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا، رداً على الهجمات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في الوضع الحالي، على الرغم من اصطفاف الرأي العام للجماهير حول العالم وحتى داخل إسرائيل، ضد استمرار الإبادة الجماعية في فلسطين، وهم يعبرون باستمرار عن احتجاجاتهم العامة، ضد سياسة الإبادة الجماعية التي يمارسها  نتنياهو بحق  الفلسطينيين”. وفي مقابلة مباشرة مع وزير خارجية إيران، طلبت منه قناة “سي أن أن” الإخبارية الأمريكية الشهيرة، تقديم حل لهذا المأزق الدولي! وقد أعرب وزير خارجية إيران بوضوح عن كيفية التغلب على هذه الأزمة الإنسانية بالنسبة للمجتمع الدولي، على النحو الآتي:

1- وقف فوري وكامل وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في جميع مناطق غزة، بما في ذلك رفح وحتى الضفة الغربية.

2- الرفع الكامل للحصار المطبق المفروض على غزة .

3- التبادل المباشر للأسرى.

4- إلزام النظام الاسرائيلي بالسحب الفوري والكامل وغير المشروط لجميع القوات العسكرية ومعداتها من غزة، وضرورة فرض الأمن وعودة الأهالي إلى مناطقهم وأماكنهم.

5- تطبيق حظر شامل وفوري على الأسلحة للنظام الإسرائيلي.

6- دعم الأمر المؤقت الملزم لمحكمة العدل الدولية، وتوفير أسس محاكمة ومعاقبة جميع القادة مرتكبي الجرائم الإسرائيلية ومؤيديها، بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، والقتل المستهدف للصحفيين، وموظفي مؤسسات الخدمة الشعبية، عن طريق الاستخدام المتكرر للأسلحة غير التقليدية بما فيها القنابل الفسفورية، والتهديد من قبل اسرائيل باستخدام أسلحة محرمة دوليا.
وأظهر البيان الموقف الرسمي  الإيراني  الذي أدلى به وزير الخارجية في نيويورك، أنَّ المصدر الرئيس للأزمة المستمرة والإبادة الجماعية في غزة وفي جميع أنحاء فلسطين المحتلة، ناجم عن عاملين:

أولاً- استمرار رئيس الوزراء نتنياهو في إسرائيل، والذي يمثل اليمين المتطرف للصهاينة العنصريين.

ثانياً- استرضاء إدارة بايدن (الولايات المتحدة الأمريكية) مع هذا النظام، في استمرار الإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة. وقد ذهب استمرار هذا المسار إلى حد أنَّ أردوغان، رئيس وزراء تركيا، صرح علناً: “… المسؤولية الرئيسة عن التوتر الأخير في الشرق الأوسط، تقع فقط على عاتق “نتنياهو”، إذ إنَّ إسرائيل تسعى إلى خلق صراع إقليمي. وأضاف أنَّ “نتنياهو يحاول إطالة أمد الحرب للبقاء في السلطة”. وعلى الرغم من أنَّ أردوغان يصف الواقع الحالي، إلا أنَّ ضعف الحكومات في الدول الإسلامية، ولاسيّما الدول العربية في المنطقة، لا يزال يتسبب في مجازر في جميع أنحاء فلسطين المحتلة. لاسيّما أنَّ “نتنياهو” يجد نفسه على طريق اللاعودة، ويدعمه اليمين المتطرف الصهيوني. ويظهر الواقع التاريخي أنَّ “نتنياهو” عالق الآن في دوامة مستقبلها غامض وخطير بالنسبة لغالبية المواطنين الإسرائيليين. عليه، سقوط نتنياهو ونهاية مسار اليمين الصهيوني المتطرف، هو توقع العديد من المحللين المستقلين في معظم دول العالم.

التحليل:

يخوض اليمين اليهودي بزعامة نتنياهو حربًا دموية ضد الوجود الفلسطيني في غزة، وأقوى الأسباب لذلك تتعلق بالوضع السياسي السيء الذي يمر به رئيس الحكومة الإسرائيلية. وهنا نجد أنَّ الضغوط الدولية لوقف حرب الإبادة تلك، لم تفتِ في عضد الجهد الحربي المتواصل لاستمرار القصف المدمر، فالنظام الإسرائيلي في ورطة كبيرة بفعل المقاومة الفلسطينية، على الرغم من آلة الفتك الإسرائيلية المدعومة أمريكيا، لذلك نرى أنَّ الخوض في دماء الأبرياء، صار سبيلا للهرب من المشكلات المصيرية، التي تتعلق بالخلافات داخل الكيان، والصراع على السلطة هناك.