م. سعد محمد حسن
مركز الدراسات الاستراتيجية_ قسم إدارة الازمات
سبتمبر/ 2021
على الرغم من اجراء العراق لتجارب انتخابية عديدة, أي منذ انتخابات (2005, 2009, 2010, 2013, 2014, 2018) سواء كانت على المستوى المحلي ( انتخابات مجالس المحافظات والاقليم) أو على المستوى الوطني ( انتخابات مجلس النواب العراقي), فأن التنافس الانتخابي في انتخابات تشرين بين الكيانات السياسية والمرشحين لم يصل الى الشكل المتبع في الدول الديمقراطية التي يشتد فيها التنافس الانتخابي على اسس البرامج الانتخابية والايدولوجيات الموجه في تعبئة الرأي العام قبيل الانتخابات ومن صور التنافس الانتخابي في العراقي الاتي:
- الدعايات الانتخابية: نرى بأن الكيانات التي تتمتع بنفوذ السلطة تستخدم دعايات عالية الثمن وعلى مستوى عالي جدا, على العكس تماما من الكيانات الناشئة التي تكون دعاياتها متواضعة جدا.
- الخطابات التقليدية: لا تزال الكيانات السياسية تستخدم خطابات تقليدية في تعبئة الرأي العام والتأثير فيه, مع كل انتخابات تشتد الخطابات التي تثير النعرات العنصرية بين ابناء المجتمع العراقي.
- التسقيط السياسي : مع كل انتخابات يستخدم التسقيط بالأطراف المنافسة انتخابيا, اذ يعتمد الكيانات السياسية والمرشحين على اظهار سلبيات منافسيهم, لتشويه صورهم امام الرأي العام لغرض انتخابي بحت.
- استغلال المشاكل المجتمع: ابرزها البطالة والفقراء ونقص الخدمات, فهي مواد دسمة غالبا ما يتم استغلالها من قبل الكيانات والمرشحين.
- الاستقلالية وتضليل الرأي العام : بعد ان فشلت الاحزاب والكتل والتيارات السياسية في تحقيق الاهداف المنشودة وغضب الرأي العام عليهم, اخذوا يقدمون كيانات جديدة على اعتبار انها مستقلة, أو مرشحين من الخطوط الادنى على اعتبارهم مستقلين.
- الوعي الانتخابي: لا يزال الوعي الانتخابي ضعيف جدا لدى الناخب العراقي, فهو ينتخب على اسس ضيقة وليست برامج انتخابية.
يبدو أن التنافس الانتخابي في انتخابات تشرين لا يختلف عن سابقه, اذ أن الكيانات السياسية والمرشحين هدفها هو ممارسة السلطة وليس اصلاحها, وهو تنافس غير موضوعي بين الكيانات التي تستخدم مؤسسات الدولة واموالها بسبب تمتعها بالنفوذ السلطوي, وبين الكيانات الناشئة المحدودة الامكانيات. ويمكن القول بأن فرصة التغيير واصلاح النظام السياسي ضعيفة جدا مع هكذا تنافس انتخابي وضعف الوعي لدى الناخب .