الافتتاحية
يصدر هذا العدد من نشرة العراق في مراكز الأبحاث الدولية، بالتزامن مع موعد مهم في الحياة السياسية العراقية، ألا وهو قرب الانتخابات المحلية لاختيار أعضاء مجالس المحافظات غير المنتظمة في إقليم، المقرر إجراؤها يوم 18/12/2023. إنَّ الانتخابات بوصفها أحد أهم مظاهر الحياة الديمقراطية، حق كفله الدستور لكل عراقي بلغ السن القانونية، مما يتيح للمشمولين المساهمة في صياغة شكل الحكم المحلي خلال الأربع سنوات القادمة، ومن هنا تبرز أهمية المشاركة أو مقاطعة العملية الانتخابية. إنَّ من يدعو الجماهير ويحضّها على المشاركة في الانتخابات، ينطلق بالأساس من منطلقين: أولهما: إنَّ انتخابات مجالس المحافظات منصوص عليها في الدستور العراقي النافذ، ومن ثَمَّ لا يمكن تعطيل هذا النص وإلغاء مجالس المحافظات إلا بتعديل الدستور، وطرحه للتصويت العام. وثانيهما: إنَّ الملاحظات التي تثار بالضد من مجالس المحافظات، إنَّما هي ملاحظات تخص تنفيذ التجربة ذاتها وليس أصل التجربة، وهذه الملاحظات إنّما يتم القضاء عليها عن طريق الجمهور نفسه بانتخاب الأفضل، ومراقبة الأداء، لذا لا بديل عن انتخاب الأصلح. في الجانب الآخر، نرى أنَّ الدعوات لمقاطعة الانتخابات، بعدّها حلقة زائدة، وتسبب هدرًا في موارد الدولة ، تكشف بما لا يقبل الطعن، أنَّ مؤيديها يعتقدون أنَّ مجمل العملية الديمقراطية في العراق مصابة بخلل بنيوي، يقوم على المحاصصة والتوافقية اللتين تشكلان عبئًا كبيرًا على إدارة الدولة، لذلك يسعى المقاطعون إلى لفت نظر المجتمع الدولي، إلى أنَّ الشعب العراقي يرفض التوافقية والمحاصصة، وأنّه يسعى إلى بناء دولة المواطنة.
انطلاقا مما ورد آنفًا، وتزامنًا مع الأحداث الخطيرة التي تحصل في المنطقة العربية من أحداث، أهمها الحرب الصهيونية على الشعب الفلسطيني المظلوم، الأمر الذي جعل العراق على مفترق طرق في علاقته مع الولايات المتحدة الأمريكية، بوصفها الداعم الأول للهجوم الصهيوني، مما يجعلها شريكًا أساسيًا في كل المجازر المرتكبة، جاء هذا العدد ليسلط الضوء على ما تناولته بعض مراكز الأبحاث العالمية، فيما يخص التجربة الديمقراطية في العراق، وتأثير أحداث الشرق الأوسط الأخيرة في طبيعة العلاقة بين العراق، بعدّه الداعم الأول للقضية الفلسطينية، والولايات المتحدة الأمريكية بعدّها الداعم الأول للكيان الصهيوني.
لتحميل العدد كاملاً اضغط هنا