الباحث: م. حسين باسم عبد الامير
قسم الدراسات السياسية / مركز الدراسات الاستراتيجية -جامعة كربلاء
25 كانون الثاني/ 2021
منذ أواخر عام 2017، الفترة التي هُزِم فيها تنظيم “داعش”، أصبحت الهجمات الإرهابية في العراق امرا نادرا”. حيث يذكر بأن آخر هجوم دموي كبير ضد المدنيين، خلال فترة ما بعد هزيمة “داعش”، وقع في كانون الثاني 2018 في نفس موقع التفجير الأخير وسط العاصمة، مما أسفر عن استشهاد 35 شخصا.
لقد نفّذ العملية الإرهابية في بغداد – ساحة الطيران -الخميس الماضي انتحاريان، استشهد ما لا يقل عن 32 شخصًا وأصيب 110 آخرين. تأتي هذه العملية بعد أن توقفت الهجمات الانتحارية -التي كانت تحدث بشكل شبه يومي في العاصمة العراقية-في السنوات الأخيرة منذ هزيمة تنظيم “داعش” عام 2017، كجزء من التحسن العام في الأمن الذي أعاد الحياة الطبيعية الى بغداد. وقد أعلن تنظيم “داعش” الإرهابي مسؤوليته -دون تقديم أدلة-عن الهجوم في بيان نشر عبر وكالة أعماق للأنباء وغيرها من قنواته الاعلامية يوم الجمعة.
إن الهجمات الانتحارية ضد الأهداف المدنية كانت تكتيكا شبه يومي لإرهابيي القاعدة بشكل أساس خلال الاحتلال الأمريكي للعراق بعد الغزو عام 2003، واستخدم ذات التكتيك لاحقا تنظيم “داعش” الذي سيطرت زُمره على ثلث البلاد تقريبا في حزيران عام 2014.
ومنذ نهاية العام 2017 استمر إرهابيو داعش بشن هجمات منخفضة المستوى ضد القوات المسلحة ومهاجمة المسؤولين في بعض مناطق البلاد الرخوة امنيا على الرغم من طردهم من جميع الأراضي التي سيطروا عليها.
تكتيكات العمليات الارهابية
ان تكتيكات الإرهاب متنوعة. فعلى الرغم من أهمية الهجمات الفعلية، إلّا إن زرع الخوف وترويع السكان جرّاء مثل هذه الهجمات هو الهدف التكتيكي الحقيقي لهذه الهجمات. ومن ثم، تستفيد الجماعات الإرهابية من هذه الهجمات لفرض سطوتها على المناطق التي تهددها . وبينما ساعدت الحداثة والعولمة والتقدم في التكنولوجيا العديد من الدول على الازدهار على مدار التاريخ، فقد فتحت أيضا الأبواب أمام الجماعات الإرهابية لتطوير تكتيكات وأسلحة جديدة. يمكن أن تتراوح التكتيكات المختلفة التي تستخدمها الجماعات الإرهابية من بسيطة جدًا إلى شديدة التعقيد. يقول أستاذ القانون بجامعة هارفارد “آلان إم ديرشوفيتز” في كتابه “لماذا ينجح الإرهاب: فهم التهديد، والاستجابة للتحدي” أنه قبل بزوغ فجر الديناميت والأسلحة الآلية، كان لابد من تنفيذ عمليات القتل التي يرتكبها الإرهابيون على أساس فردي. في حين أن تقدم التكنولوجيا وتطوير أسلحة جديدة قد مكّن الإرهابيين من القتل بشكل أكثر كفاءة وبأعداد أكبر:
“كانت الأسلحة التي اختارها الإرهابيون في وقت سابق هي الخنجر، والحبل، والسيف، والإكسير السام. وقد أدى إدخال القنبلة اليدوية والمسدس، ومؤخراً الرشاشات والمتفجرات البلاستيكية، إلى تمكين الإرهابيين من القتل بشكل أكثر كفاءة. تسمح الآن أسلحة الدمار “بالجملة” للإرهابيين بـ “الاستفادة” من أفرادهم المدربين تدريباً عالياً والمسلحين بقواطع بدائية ومستعدين للتخلي عن أرواحهم في ان يتمكنوا من استخدام طائرات الركاب المدنية كأسلحة للقتل الجماعي، كالذي حصل في أحداث 11 سبتمبر 2001″.
تميل التكتيكات الإرهابية إلى تفضيل الهجمات التي تتجنب الإجراءات الحكومية المضادة الفعالة وتستغل نقاط الضعف. على هذا النحو، فأن الجماعات الإرهابية لديها القدرة على استخدام أنواع مختلفة من تكتيكات الإرهاب حسب الظروف واحتمال النجاح المتصور. بعض التكتيكات أكثر تقليدية وتستخدم على نطاق واسع ضمن عمليات العديد من الجماعات الإرهابية وتشمل هذه التكتيكات: إطلاق النار، والاختطاف، والسرقة، والتفجيرات، والهجمات الانتحارية. وهناك تكتيكات أخرى غير تقليدية ينظر لها الخبراء على أنها تهديدات محتملة وخطيرة. مثل الإرهاب البيولوجي، والإرهاب النووي، والإرهاب السيبراني.
– التفجيرات
نتيجة للعولمة والسهولة النسبية في الوصول إلى المواد الكيميائية المستخدمة في صنع المواد المتفجرة، أصبح تصنيع العبوات الناسفة مسألة بارزة بشكل متزايد. وهذا له تأثير مزدوج يتمثل في زيادة القوة النارية المتاحة للإرهابيين الذين هم بشكل عام أضعف بكثير من أهدافهم، فضلا عن ضمان الدعاية اللازمة لجذب المتعاطفين مع قضيتهم.فقد يتم وضع العبوات في السيارات لصنع سيارة مفخخة، أو زرعها على جانب الطريق لتفجيرها بالقرب من المركبات المستهدفة، أو حتى ربطها بأجساد الأفراد لشن هجمات انتحارية. ومن منظور تكتيكي ، لكل من هذه الأساليب إيجابيات وعيوب، على سبيل المثال، تعمل السيارات المفخخة كآليات توصيل خاصة بالمواد المتفجرة ويمكن أن تحمل كمية كبيرة نسبيًا من المتفجرات بأوزان قد تزيد عن الـ (500 كجم)، بينما تحمل السترة الناسفة حمولة أصغر بكثير ولكنها قد تسمح لمرتديها بالوصول إلى المساحات المكتظة بالسكان والتي لا تستطيع المركبات وصولها، كما حدث في تفجيرات “ساحة الطيران” والعديد من التفجيرات التي جرت سابقا في بغداد.
– الهجمات الانتحارية
الإرهاب الانتحاري هو أكثر أشكال الإرهاب عدوانية، حيث يمارس الإكراه حتى على حساب فقدان الدعم من قبل المتعاطفين مع الإرهابيين. إن ما يميز الإرهابي الانتحاري هو أن المهاجم لا يتوقع النجاة من مهمته، وغالباً ما يستخدم طريقة هجوم تتطلب موت المهاجم من أجل تحقيق النجاح (مثل زرع سيارة مفخخة أو ارتداء سترة ناسفة). عادة ما تستخدم هذه التكتيكات لأغراض توضح قضية الإرهابيين أو لاغتيالات خاصة، لكن في معظم الحالات، يستهدفون قتل أكبر عدد ممكن من الناس. وهكذا، في حين أن الإكراه عنصر في كل شكل من أشكال الإرهاب، إلّا إن الإكراه هو الهدف الأسمى للإرهاب الانتحاري.
قد تقوم الجماعات الإرهابية بترتيب تفجير انتحاري أو عبوة ناسفة ثانوية يجري تفجيرها في وقت لاحق بقليل بعد أول تفجير لقتل أفراد الإغاثة من المدنيين والعسكريين الذين يحاولون نقل القتلى وإسعاف الجرحى. وهذا التكتيك مشابه لما حدث في تفجيرات ساحة الطيران الأخيرة في بغداد. ويمكن أن يؤدي الاستخدام المتكرر لهذا التكتيك إلى تأخير الاستجابة للطوارئ مستقبلا بسبب القلق من احتمال وجود مثل هذه التفجيرات التالية وهو ما يعيق فرص نجاة الجرحى ممن هم بحاجة ماسة للإسعافات الأولية.
– الأسلحة النارية التقليدية
على الرغم من الصورة الشعبية للإرهاب المترسبة في الأذهان والتي توحي بأن الإرهاب يتمثل في التفجيرات فقط وما تخلفه من عدد كبير من الضحايا والتأثير الإعلامي الأكبر المرافق لتلك التفجيرات، إلّا إن الأسلحة النارية التقليدية منتشرة إن لم تكن أكثر انتشارا في استخدامها. على سبيل المثال، خلال هجمات النرويج عام 2011، قُتل 77 شخصًا على يد “أندرس بيرينغ بريفيك” وهو رجل مسلح ببندقيتين. وكذلك تم تنفيذ هجمات مومباي الإرهابية عام 2008 جزئيًا بالبنادق وجزئيًا بالقنابل. كما قتل ضابط في إدارة أمن النقل وأصيب عدد قليل آخر على يد رجل يحمل بندقية هجومية في حادث إطلاق النار في مطار لوس أنجلوس الدولي عام 2013.
– الخوف
السلاح الأساس للإرهاب هو الخوف. إن الدمار والقتل ليست غاية في حد ذاتها، بل هي أداة لإثارة الخوف والرعب في أذهان الخصوم. وبسبب حالة عدم التكافؤ، يسعى الإرهابيين إلى هزيمة خصمهم -الذي لا يمكن هزيمته عسكريا-نفسيا، إذ قد يخشى الخصوم الهجوم وعواقبه لدرجة أنهم قد يصبحون مستعدين للتخلي عن موقع عسكري متفوق من أجل التحرر من سبب هذا الخوف.
إذا تمكنت جماعة إرهابية من تنفيذ ما يكفي من الهجمات المؤكدة، فإن “التهديدات التالية” المسبوقة بعنصر المصداقية في الفعل، يمكن أن تسبب قدرا من الذعر أو الاضطراب مساوي للهجوم حقيقي.
– مجال الاتصالات
على الرغم من أن وسائل الاتصال القديمة مثل الراديو ما تزال مستخدمة، إلا أن الثورة في تكنولوجيا الاتصالات على مدى العقديين الماضيين قد غيرت بشكل كبير طريقة تواصل المنظمات الإرهابية. لقد أتاحت رسائل البريد الإلكتروني وعمليات إرسال الفاكس والمواقع الإلكترونية والهواتف المحمولة والهواتف المرتبطة بالأقمار الصناعية للمنظمات الإرهابية الفدرة على نشر فكرهم على المستوى العالمي.
ومع إمكانية استفادة الجماعات الإرهابية من مجال الاتصالات المتطورة في تنفيذ تهديداتهم الإرهابية بحق المسؤولين الحكوميين لإلحاق الهزيمة النفسية بهم وثني إرادتهم، إلّا أن الجانب الأبرز في استفادة الجماعات الإرهابية من مجال الاتصالات المتطورة تمثل في التعبير عن رسالتهم وقضيتهم والتمكن من تجنيد العناصر الجديدة في شبكاتهم الإرهابية والحصول على تمويل ودعم مستمر.
مكافحة الإرهاب
تتضمن مكافحة الإرهاب الممارسات والتكتيكات العسكرية والتقنيات والاستراتيجيات التي تستخدمها الحكومة والجيش وإنفاذ القانون ووكالات الاستخبارات لمكافحة الإرهاب أو منعه. ان استراتيجية مكافحة الإرهاب هي خطة حكومية لاستخدام أدوات القوة الوطنية لتحييد الإرهابيين ومنظماتهم وشبكاتهم من أجل جعلهم غير قادرين على استخدام العنف لبث الخوف وإكراه الحكومة أو مواطنيها على الإستجابة وفقًا لأهداف الإرهابيين.
– الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع
تتضمن معظم استراتيجيات مكافحة الإرهاب زيادة في تأهيل الشرطة النموذجية والاستخبارات المحلية، وتكثيف الأنشطة المركزية التقليدية: كاعتراض الاتصالات وتعقب الأشخاص. ومع ذلك، فقد وسعت التكنولوجيا الجديدة نطاق العمليات العسكرية وعمليات إنفاذ القانون.
ولتحديد الإجراء الفعال عند مواجهة الاعمال الإرهابية، تحتاج المؤسسات الحكومية المعنية الى فهم مصدر الجماعات الإرهابية ودوافعها وطرق إعدادها وتكتيكاتها. وفي هذا السياق، وتعتبر المخابرات الكفوءة في صميم هذا الإعداد، بالإضافة الى الفهم السياسي والاجتماعي لأي مظالم يمكن حلها. من الناحية المثالية، فإن الحصول على معلومات من داخل المجموعة الأرهابية، هو تحد صعب للغاية لأجهزة الاستخبارات لأن الخلايا الإرهابية الفاعلة غالبًا ما تكون صغيرة، مع معرفة جميع أعضائها لبعضهم البعض، وربما حتى تربطهم صِلات قديمة.
– تصميم أنظمة مكافحة الإرهاب
إن نطاق أنظمة مكافحة الإرهاب كبير جدًا من الناحية المادية (حدود طويلة، ومساحات شاسعة، وحركة مرور عالية في المدن المزدحمة، وما الى ذلك) وكذلك في أبعاد أخرى، مثل نوع ودرجة التهديد الإرهابي، والتداعيات السياسية والدبلوماسية والمسائل القانونية. في هذه البيئة، يعد تطوير نظام حماية دائم لمكافحة الإرهاب مهمة شاقة. يجب أن يجمع مثل هذا النظام بين أحدث التقنيات المتنوعة لتمكين مهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع المستمرة، وتمكين الإجراءات المحتملة. يشتمل تصميم مثل هذا النظام من الأنظمة على مشروع تكنلوجي كبير. مشكلة التصميم الخاص لهذا النظام هو أنه سيواجه العديد من أوجه عدم اليقين في المستقبل. فقد يزداد تهديد الإرهاب أو ينقص أو يظل كما هو، ومن الصعب التنبؤ بنوع الإرهاب وموقعه. ومع ذلك، فنحن نريد تصميم نظام لمكافحة الإرهاب تم تصوره وتصميمه اليوم لمنع أعمال الإرهاب لمدة عقد أو أكثر مستقبلا. والحل المحتمل هو دمج المرونة في تصميم النظام وذلك لسبب أنه يمكن ممارسة المرونة المضمونة في المستقبل مع ظهور حالة عدم اليقين ووصول المعلومات المحدثة. ولا ينبغي أن يعتمد تصميم وتقييم نظام الحماية على سيناريو واحد، بل على مجموعة من السيناريوهات. كما يمكن دمج المرونة في تصميم نظام الإرهاب في شكل خيارات يمكن ممارستها في المستقبل عند توفر معلومات جديدة. سيؤدي استخدام هذه “الخيارات الحقيقية” إلى إنشاء نظام مرن لمكافحة الإرهاب قادر على التعامل مع المتطلبات الجديدة التي قد تنشأ.
– عسكريا
ضمن المناهج العملياتية العسكرية تندرج عملية مكافحة الإرهاب في فئة الحرب غير النظامية وتعتمد أسلوب حرب العصابات. ومع حدوث تغييرات في وتيرة وطريقة عمليات الحرب غير النظامية في مجالات مثل تنسيق الضربات، والاستفادة من التمويل والتجنيد والتأثير على الرأي العام عبر وسائل الإعلام التي تسبب الانترنت في توافرها. فأن القوات الحكومية المناهضة لحرب العصابات اليوم بحاجة الى قبول أسلوب عمل أكثر تشويشا واضطرابا وغموضا.
وفي العادة لا يسعى الإرهابيين إلى الإطاحة بنظام الحكم على المدى القصير، ولا يمتلكون استراتيجية متماسكة لذلك، غير أنهم قد يتبعون نهجا قائما على الدين مثلا يصعب مواجهته بالطرق التقليدية. مما يجعل نجاح مكافحة الإرهاب عملية غير ثابتة ولا يمكن التنبؤ بها مسبقا.
أحد جوانب الإستراتيجية المذكورة في المنشورات الصينية عن حرب العصابات هو استخدام حرب “الوخز بالإبر”. أن ضرب النقاط الحيوية لقوة الخصم يمكن أن يؤثر على الموقف لصالح العصابيين. وذلك من خلال إستهداف المنشأت والمسؤليين الحكوميين والمرافق والنقاط العسكرية وممارسة الإرهاب ضد المدنيين لترويعهم والحيلولة دون تعاونهم مع القوات الحكومية. وهو ما يؤدي إلى تشتيت انتباه القوات الحكومية وبعثرة جهودها وتراجع معنوياتها وصولا إلى كسر قدرتها على المقاومة ودفعها للإنهيار أو الإستجابة إلى مطالب العصابيين وهو ما تتبعه الشبكات الإرهابية بدقة في معظم أنشطتها العملياتية.
صفوة القول تتمثل في أهمية ومحورية تطوير جهد استخباري منهجي. إذ يجب بذل كل جهد ممكن لجمع وتنظيم المعلومات الاستخبارية المفيدة. ويجب وضع عملية منهجية للقيام بذلك، من الاستجواب العرضي للمدنيين إلى الاستجواب المنظم للسجناء. كما ويجب أيضا استخدام تدابير مبتكرة وأكثر إبداعية، بما في ذلك استخدام عملاء مزدوجين، أو حتى تنفيذ “تحرير” وهمي أو إختراق البيئة المتعاطفة والحاضنة للمساعدة في الكشف عن أفراد الإرهابيين أو عملياتهم. لا سيما وأن الأوضاع الاقتصادية الراهنة سيئة جرّاء جائحة كورونا فيروس وما سببته في فقدان العديدين لمصادر قوتهم، فضلا عن تراجع أسعار النفط وانخفاض قيمة سعر صرف الدينار العراقي أمام الدولار وما يعنيه من ارتفاع كُلف الحياة المعيشية للعراقيين، كذلك عدم تحقيق إصلاحات سياسية حقيقية تقضي نهائيا على الفساد والهدر في المال العام وهو ما يساهم في زيادة عدد اليائسين، كلها تنذر بتجدد التحديات الأمنية التي تتمثل في إمكانية التنظيمات الإرهابية الظلامية من توظيف المُجندين الجدد والقدرة على تنفيذ هجمات جديدة في المستقبل. وهو ما يقتضي الإنتباه والإستعداد اللازم من القوات الحكومية ومضاعفة جهودها في مواجهة التحديات الأمنية المُستجدة.
——————–
– Alan M. Dershowitz. “Why Terrorism Works: Understanding the Threat, Responding to the Challenge” (New Haven: Yale University Press, 2002), pg.7.
– “Evolving Terrorist Threat driver.” Strategic Foresight Initiative (SFI). 2011 http://www.fema.gov/pdf/about/programs/oppa/evolving_terrorist_threat.pdf
– Robert A Pape. “The Strategic Logic of Suicide Terrorism”. The American Political Science Review. Vol.97, No.3, p-p: 343–361.
– Miller Stigall, and Donnatucci. “The 2018 National Strategy for Counterterrorism: A Synoptic Overview”. American University National Security Law Brief. October 7, 2019.
– J. Buurman; S. Zhang; V. Babovic. “Reducing Risk Through Real Options in Systems Design: The Case of Architecting a Maritime Domain Protection System”. Risk Analysis. Volume29, Issue3, (2009).