بعد قرابة الاسبوع من الهجوم الاسرائيلي على ريف دمشق والذي استهدف نصرين من قادة الحرس الثوري الايراني في سوريا بغارة اسرائيلية والتي اودت بحياتهما سارعت ايران لإعلان بان الرد سيكون قريب وانها سوف تنتقم لمقتل هؤلاء القادة ، واشارت التوقعات بإمكانية الرد في مناطق الجولان السوري او ربما في لبنان الا ان الرد قد اتى في العراق اذ أعلن الحرس الثوري في بيان مسؤوليته عن الهجوم الذي طال مركزا وصفه بأنه “المقر الاستراتيجي للمؤامرات والمخططات الصهيونية العدائية” بصواريخ دقيقة، مؤكدا أن الهجوم جاء ردا على “الجرائم الأخيرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني، والإعلان المسبق عن عدم ترك طهران جرائم الكيان ومؤامراته دون رد” وحذر الحرس الثوري تل أبيب من أن أي تحرك ضد المصالح الإيرانية سيواجه برد قاطع ومدمر، واصفا أمن واستقرار البلاد بأنهما خط أحمر .
واعقب ذلك الهجوم احتفال كبير على وسائل الاعلام الايرانية الذي وصفته بأخذ الثأر الا ان أي تفاصيل عن المقر لم تتضح حتى الان وهل فعلاً هو مركز للتجسس كما تدعي ايران وهل هناك قتلى .
رسائل الرد الايراني
هذه ليست المرة الاولى التي يستهدف بها الاسرائيليون عناصر ايرانية سواء فل لبنان او سوريا او العراق او حتى في دول اخرى ، كما وان ايران عملت على استهداف عناصر او مصالح إسرائيلية في اماكن عدة وغالبية تلك العمليات ما بين الطرفين كانت تحدث بعيداً عن التصريحات الرسمية والاكتفاء بأرسال اشارات او تبني دون اعلان رسمي او عبر وسائل الاعلام او الايحاء بالمسؤولية عن الهجمات ، اما في الهجوم الاخير على اربيل فقد جرى تبني الموضوع ولأول مرة اذا اصدر الحرس الثوري الايراني بيان قال فيه “الرد القادم على الاستفزازات الصهيونية سيكون مدمرا ومزلزلا”، وربما هي رسائل ايرانية لتثبيت قواعد الاشتباك وبأن الرد القادم على أي عملية سيكون اقوى لاسيما وان الحرس الثوري قد اشار بأن المقر المستهدف هو مقر متقدم ومهم للاستطلاع الاسرائيلي واثناء تنفيذ الهجوم كان يتواجد احد قادة الموساد الاسرائيلي وربما اراد الحرس الثوري ان يوصل رسائل بأن الموقع كان تحت المراقبة والرصد طيلة المدة السابقة اما عن اختيار العراق واربيل تحديداً فربما يعتبر اسهل اماكن الرد بالنسبة للإيرانيين وفي ذات الوقت عدم التوسع في قاعدة الاشتباك والاكتفاء بهذا الرد والذي حقق رسائل للداخل اكثر من الخارج .
لماذا العراق
صحيح ان مفهوم السيادة قد تغير عن السابق في ظل التطور والتبادل وعصر التكنلوجيا الا ان الثوابت كما هي دون المساس بسيادة واستقلال الدول الاخرى وعدم التعدي ، ويتفق الجميع بأن الهجوم على اربيل هو انتهاك لسيادة العراق ، وقد جرى استدعاء السفير الايراني في العراق وتقديم مذكرة احتجاج اضافة الى ردود فعل منددة كما وان رئيس الوزراء قد وصل لمكان الاستهداف واعرب عن احتجاج العراق على هذه التعدي ، اما ايران فقد اختارت اربيل لعدة اعتبارات اولها هي الاقرب كذلك لا تريد تصعيد الموقف بتوسيع قاعدة الرد والاشتباك ، كذلك ربما لا تخلو من رسائل للداخل لاسيما في موضوع تشكيل الحكومة وازمة التحالفات وموقف القوى الكردية منها .