الكاتبة: أمبرين زمان
الناشر :Al_Monitor
ترجمة:هــبة عباس محمد علي
اتهمت الفصائل الإيزيدية المعروفة باسم “وحدات حماية سنجار”، رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بالتواطؤ مع تركيا، فيما تحاول القوات العراقية فرض سيطرتها الكاملة على مدينة سنجار، ذات الأغلبية الإيزيدية والمحاذية لسوريا.
وقال المتحدث الرسمي باسم هذه الوحدات “ليس من قبيل الصدفة” أن تقوم القوات العراقية بمهاجمة قوات الأشايس في ١٩/ نيسان، بعد رفض الأخيرة الانسحاب من إحدى نقاط التفتيش الواقعة شمال سنجار، وتأتي هذه الخطوة بعد اطلاق تركيا عمليات “clow_lock”، لاستهداف معاقل حزب العمال الكردستاني في منطقة زاب الجبيلة شمال غرب سنجار.
وقال المسؤول عن الإيزيديين في سنجار: إنَّ هناك اتفاقًا بين تركيا والكاظمي، وإنَّ هدف تركيا هو خلق الفوضى في سنجار، وتواصل الطائرات المسيرة التركية التحليق فوقها.
وقد قُتِلَ ما لا يقل عن ثلاثة جنود عراقيين، وعشرات من المسلحين الإيزيديين في سنجار ، خلال مواجهات يوم الأحد، الأمر الذي أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من المدنيين الإيزيديين. وتعد هذه الهجرة الأكبر منذ أن شنَّ “داعش” حملة الإبادة الجماعية ضدهم عام ٢٠١٤.
ويعتقد رئيس أكاديمية سنجار التعليمية “مراد إسماعيل”، أنَّ عدد العوائل النازحة بلغ حوالي ألف عائلة، منذ بدء الأعمال العدائية، ويضيف أنَّ الايزيديين يعيشون حالة من الصدمة والذعر، الذي يذكرهم بالابادة الجماعية التي اقترفها “داعش” بحقهم عام ٢٠١٤. وقد نزح الكثير منهم إلى محافظة دهوك التي يقطن فيها حوالي (٢٠٠) ألف إيزيدي منذ عام ٢٠١٤.
وقد صرّحت الحكومة العراقية أنَّ هذا الهجوم، يرمي إلى الحد من سيطرة قوات حماية سنجار على المدينة، وتمكين العوائل النازحة من العودة إلى مناطقها، وهناك محادثات جارية لإيجاد حلّ دبلوماسي للخروج من هذه الازمة، لكن هناك صعوبة في تحقيق هذا الأمر، وذلك لاستمرار تنافس القوى الإقليمية المتمثلة بإيران وتركيا، في السيطرة على سنجار بالتعاون مع حلفائهم، الأمر الذي يجعل الإيزيديين في حيرة من أمرهم.
وصرّحت تركيا أنَّ قوات حماية سنجار، هي جزء من حزب العمال الكردستاني، وقد صعدت من هجماتها ضد سنجار، مستهدفة كبار قادة القوات بالطائرات المسيرة. ومن جانب آخر تمارس الضغوط على الكاظمي من أجل اتخاذ إجراءات صارمة بحقها.
ويشكل استمرار الهجمات التركية على سنجار، أحد الأسباب الرئيسة التي تحول دون عودة الايزيديين إلى مناطقهم . فضلا عن مطالبة حكومة إقليم كردستان نفسها بسنجار، الذي يعد عاملا آخر من عوامل التعقيد. لا تزال العلاقات بين الايزيديين والحزب الديمقراطي الكردستاني (KDP)- القوة المهيمنة في المنطقة الكردية وحليف وثيق لتركيا- غير مستقرة. ويُزعم أنَّ مقاتلي البشمركة التابعين للحزب الديمقراطي الكردستاني، قد تخلوا عن مواقعهم في سنجار في آب 2014، تاركين الايزيديين العزل تحت رحمة “داعش”. فيما عمل حزب العمال الكردستاني (pkk) على انقاذهم بمساعدة قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة. وبعدها قام حزب العمال بتشكيل قوات حماية سنجار، من أجل الدفاع عن المدينة ضد الهجمات المستقبلية المحتملة. وبحسب قول المتحدث الرسمي باسم قوات حماية سنجار “زردشت سنغالي”، لم يبقَ أي فرد من قوات حزب العمال الكردستاني في سنجار، إذ انسحبت جميعها عام ٢٠١٨، ونفى تعاونها مع الفصائل المدعومة من ايران ضد تركيا، وأضاف “اننا لم نهاجم القوات التركية ولا نشكل تهديدا لتركيا”.
ويمثل وجود الفصائل المدعومة من ايران عائقا آخر، وقال مسؤول كردي فضّل عدم ذكر اسمه: “إنَّ إسرائيل قلقة من وجود هذه الفصائل في سنجار، إذ تعتقد أنَّ هذه الفصائل تستغل وجودها في المنطقة، من أجل نقل الأسلحة إلى سوريا”.
وتقول تركيا: إنَّ قوات سنجار تؤدي غرض حزب العمال الكردستاني نفسه، الرامي إلى نقل الرجال والأسلحة بين قواعدهم في كردستان العراق و سوريا، وهددت بشن هجوم بري على سنجار. فيما أكد “سنغالي” أنَّ التقارير تُفيد بإقامة القوات العراقية جدار خرساني يمتد من فيشخابور والحدود التركية والسورية والعراقية حتى اقصى جنوب سنجار، واكتمل حوالي (٤) كيلومترات منه حتى الآن.
وفي عام ٢٠٢٠، اصبحت الأمم المتحدة وسيطاً لتحقيق اتفاقية الأمن والاستقرار بين حكومة بغداد وإقليم كردستان، والتي تهدف إلى تعيين محافظ جديد في سنجار، واخلائها من الجماعات المسلحة، واستبدالها بقوات أمن محلية متمثلة بقوات حماية سنجار، لكن لم تُنفذ هذه الاتفاقية حتى الآن، وانتُقِدت من قبل البعض لأنها لم تضع في الحسبان وجهة نظر السكان المحليين أو رأيهم.
وأشار رئيس اكاديمية سنجار “مراد إسماعيل” إلى أنَّ المحادثات بين الجانبين لم تُسفر عن أي حلول، والخيار العسكري هو الحل القائم في الوقت الحالي، وهذه إحدى عواقب الاتفاقية الرامية إلى إخراج قوات حزب العمال الكردستاني واتباعه من سنجار، ولسنا بصدد الدفاع عن حزب العمال الكردستاني، بل ندافع عن الـ (٣٠٠٠) ايزيدي متمثل بوحدات حماية سنجار، ونعتقد أنَّ هناك ضرورة لدمجهم مع الجماعات الإيزيدية وغير الإيزيدية الأخرى، مع تأسيس هيكل أمني محلي من قبل سكان المنطقة تحت مسمى “قوات الامن العراقية” .
