مركز الدراسات الاستراتيجية ينظم حلقة نقاشية بعنوان (إشكالية قبول الآخر.. العراق بعد 2003).

      التعليقات على مركز الدراسات الاستراتيجية ينظم حلقة نقاشية بعنوان (إشكالية قبول الآخر.. العراق بعد 2003). مغلقة

نظم قسم الدراسات السياسية في مركز الدراسات الاستراتيجية/ جامعة كربلاء، حلقة نقاشية بعنوان (إشكالية قبول الاخر.. العراق بعد 2003)، قدمها المدرس مؤيد جبار حسن، بحضور أكاديمي واسع وبمشاركة العديد من الباحثين.
وتناول الباحث في ورقته البحثية تسليط الضوء على التحديات المتنوعة التي تواجه قبول الآخر في العراق بعد 2003 م. وبدأ الباحث بالحديث عن مفهوم مصطلح قبول الآخر، ثم الحديث عن عوامل قبول الآخر مؤكداً بأن هناك العديد من العوامل المساعدة على إشاعة هذه الثقافة بين الأوساط المجتمعية، وفوائد قبول الآخر وانعكاساتها في تنظيم المجتمع المسالم المنظم، وشملت الورقة البحثية قبول الاخر في العراق ما بعد 2003، وتضمنت الحلقة النقاشية العديد من النقاشات والحوارات من قبل الباحثين، أجاب الباحث عليها
للاطلاع على الحلقة كاملة اضغط هنا:

الاستراتيجية

30/11/2021

معنى القبول بالاخر

يشير مصطلح «قبول الآخر» إلى إدراك أنالاختلاف والتنوع من الأمور الطبيعية بين كلالموجودات وبين الناس بعضهم بعضًا، من حيثالشكل واللون والجنس والدين والعقيدة والفكر..، فلاننظر إلى الآخر بدونية، بل نقبله كما هو ونتعامل معهباحترام، فالإنسانأى إنسانهو خليقة اللهسبحانه وتعالى وصنعة يديه، وإذا كان لكل إنساندوره الذى يقوم به، فإن الجميع سواسية على قدمالمساواة دون تفرقة ودون تمييز لأى سبب. ويرتبطبقبول الآخر مصطلح آخر هو العيش المشترك الذىيعنى قدرة البشر على الحياة أو العيش معًا بسلامفى منطقة جغرافية واحدة، على الرغم مما قد يوجدبينهم من اختلافات فى ثقافاتهم الفرعية، كما يرتبطبه أيضًا مصطلح التعايش السلمى والسلامالإيجابي، ما يعنى ألا يتحول الاختلاف إلى خلاف،ومن ثم نبذ الخلافات والحروب والصراعات، والعملمن أجل تحقيق الاستقرار والتنمية فى كل مجالوقطاع.

وتقبل الآخر يعني ببساطة احترام الآخر وتقديروتفهم ما لديه من مفاهيم وأفكار وتقاليد وقيم، بل إنتقبل الآخر يرتبط بقبول الذات بكل ما فيها من قوةوضعف، فإذا تقبلت نفسك وذاتك فلا شك أنك ستقبلالآخر.

ولا يعني بالضرورة تقبل الآخر الذوبان فيه أو أنكستخسر ما لديك من قيم وأفكار ومعتقدات، وقدترقى عملية عدم قبول الآخر إلى حالة ناتجة عنتعارض تخيلي للمصالح والقيم.فالطبيعة البشريةمجبولة على الاختلاف والتنوع، وما البشر إلا شعوبوقبائل مختلفة العادات والمعتقدات تتعارف وتتآلف،وعطفا على ذلك فإن الأصل ألا يشكل الاختلافتهديدا ولا يثير ذعرا، أما الوحدانية المطلقة فهي منصفات الخالق عز وجل، وعلى العكس فإن صفةالبشر وفطرتهم التعددية والاختلاف.

وفي تعريف اخر تقبل الآخر مسألة تربوية تدريبية،لابد أن يتربى عليها الصغير منذ سنواته الأولى ولايصلح معها كبر السن واكتساب الخبرات والنضوج

وتتمثل فكرة تقبل الآخر فى عدة إرشادات يجب علىالوالدين الاهتمام بها عند تربية الصغير وغرسالمفهوم الخاص بشأن أفكار الآخرين وتوجهاتهمسواء كانت محل اتفاق أو اختلاف مع ما نتبنى منأفكار، وأول تلك المعانى أن لا يكون الطفل محلمقارنه بين ما يقوم به من تصرفات وبين تصرفاتأقرانه.

الاختلاف وجد مع تواجد الخلق وان الاختلاف حقيقةكونية لايمكن نكرانها او المجادلة فيها، وان الاختلاف مصدر للتنوع الحياتي الذي جعلها تبدو كلوحةرائعة الجمال والالوان والاشكال.

فالانسان بطبيعة تكوينه يسعى الى التمييز عنالاخر وان يعيش في عالمه الافتراضي ، وفي نفسالوقت هو كائن اجتماعي من حيث بنائهالفسيولوجي يسعى الى تكوين علاقات اجتماعية معالاخر .

توجد بعض الاهداف المرجو السعي الى تحقيقها في تنمية قيم وثقافة قبول الاخر، حيث تتعدد أهداف قبول الاخر ، وتتنوع وتتبدل بتعدد التوجهات الاجتماعية والتربوية والمقاصد من قبول الاخر :

زيادة الوعي والمعرفة بأصول قبول الاخر ، وتبرز اهمية ذلك في إثارة المشاعر بضرورة التوافق والاتفاق حول القضايا الخلافية الداخلية ، والعمل على إضعاف عوامل البغض والتعصب ، والاتجاه نحو الاحساس بضرورة لم الشمل والوحدة.
تهيئة وتفعيل افكار ورؤى النخب الثقافية للاعتراف بالواقع، لكي نتعامل مع القضايا الخلافية بأسلوب يتسم بالمرونة، والترويج لتنمية الشعور باحترام الاخر، والاعتراف به وبحقه في ممارسة افكاره وعقائده بالطريقة التي يؤمنون بها .
نبذ ثقافة الاقصاء والعنف :التأكيد على ان ثقافة الاقصاء والتهميش ، واستخدام العنف ضد الاخر لن تصل الى حلول مع الاطراف موضوع الحوار ، ولن تصل الى بر الامان ، وهذا لن يكون الا من خلال الحوار العقلاني الحر المقبول موضوعيا وعقليا.
تفعيل دور قيم الحوار مع الاخر وقبوله ، عن طريق وسائل الاعلام، لتجسيد الحوار والتسامح، بتعزيز اللقاءات الصادقة النية الحسنة للجميع للخروج بالجميع سعداء دون خسارة لأي طرف من أطراف الحوار.

عوامل قبول الاخر

هناك مجموعة من العوامل التي تسهم في تقبل الاخر على اختلاف اشكاله والوانه وطبائعه وعقائده وآرائه ومستوياته

ومن تلك العوامل:

-العامل الديني: حيث تعد من أهم العوامل التي تساعد على قبول الاخر، وذلك من خلال ماتضمنته الاديان من توجيهات واداب وقيم او تشريعات في جوانب مختلفة

-العامل الاسري : يميل الانسان الى تقبل الاخرين ممن تربطه بهم رابطة اجتماعية واسرية ، وتتمثل الروابط الاسرية في روابط القرابة ، لان اقارب الفرد الاقرب الى نفسه ، والصق به ممن سواهم ، فالنفس البشرية اكثر ميلا الى من يلتقي معها في الدم والجسم والمزاج.

-العامل النفسي: من العوامل التي تساعد على قبول الاخرين ، فقد اكدت العديد من البحوث والدراسات على ان الشخص الذي يتمتع بصحة نفسية جيدة قادر على قبول الاخرين ، ومحبتهم ، والثقة بهم، واحترامهم .

-العامل الاخلاقي: وله أهمية كبيرة في قبول الاخرين، فالاخلاق هي الاساس الذي يقوم عليه سلوك الانسان في مجتمعه، ثم في معاملاته مع الغير ، فإن كانت الاخلاق حسنة أدت الى سلوك حسن ، وهذا يؤدي الى معاملات حسنة تقوم على التحاب والتألف. وفي ميدان السياسة والحكم ، دعتالاخلاق الى احترام العهود والمواثيق المبرمة ، والى الحكم بالعدل والمساواة ، ونهت عن الغدر والعدوان والتجبر والتسلط على اموال الرعايا.

-العامل الاقتصادي: له دور في قبول الاخرين ،فالانسان الذي يقدم المعونة للاخرين ، ويمد لهم يد المساعدة بالدعم المادي ، او يصلهم ويقدرهم بالهبة او الهدية، فما ذلك الا لتقبله لهم، وشعوره بالمحبة والتعاطف نحوهم ، واحساسه بالمسؤولية الاجتماعية نحو الاخرين.

-العامل الاجتماعي: الانسان كائن اجتماعي يعيش في تكوينات وروابط اجتماعية ، ويصعب عليه ان يعيش بمعزل عن الاخرين ، بل ان الفطرة السليمة ترفض الانعزال والانقطاع عن الاخرين. وهناك مجموعة اداب تساعد على قبول الاخرين ، ومنها القاء السلام ورده، والمصافحة ، والمعانقة ، وعيادة المريض ورفع معنوياته والتزاور .

معوقات قبول الاخر

على الرغم من وجود مجموعة من العوامل تساعد على قبول الاخر ، فإن عدم توافر تلك العوامل تصبح معوقات تحول دون قبوله، ومنها:

معوقات نفسية: لا شك ان كل انسان في هذه الحياة معرض لصنوف متعددة من الازمات والعقبات التي تعترض طريقه، ولذلك لا تخلو حياته من الشعور بالتوتر والقلق والاكتئاب وما الى ذلك.فالمعلم ، مثلا، اذا كان يعاني من اضطراب نفسي ، سيؤثر ذلك على معاملته لتلاميذه فيكون سريع الغضب ، ليس لديه قدر من الصبر على تلاميذه، وبذلك تسوء علاقته مع الغير.
معوقات اخلاقية وقيمية: اذ قد يوجد في بعض الناس اخلاق سلبية وما يتبعها من سلوكيات تعوقه عن قبول الاخرين ، ومنها: الحقد والغيرة والحسد ، وسؤء الظن وغيرها.
اختلاف العقيدة : حيث ان طبيعة علاقات الفرد المتدين بمن حوله من الناس يحددها امر علاقة الاخر بالدين، فمثلا الشريعة الاسلامية تحض المؤمن ان يحب من يحبهم الله ويواليهم، ويبغض من يبغضهم الله ويعاديهم، ولكن في نفس الوقت ، لا يفترض الدين القطيعة مع الاخر ، وانما يوجه الى تقبله سواء كان على مذهب اخر او كان معتنقد دينا اخر او حتى لو كان ليس على دين محدد.
اختلاف السن: لما كان المسؤول الاول عن عمليات التنشئة الاجتماعية هم الاباء والامهات ،فإنهم في العادة يميلون الى تطبيق ما اكتسبوه من محتوى ثقافي وعادات وتقاليد على الابناء، وهنا يحدث الصراع (الصراع بين الاجيال) وعدم التقبل.
اختلاف الطباع: يعد اختلاف الناس في الطباع من المعوقات التي تحول دون تقبل الانسان لغيره، حيث يتجه كل انسان الى تقبل من يميل لطبعه، وترتاح له نفسه، ويبغض من يخالفه في عاداته وطباعه.
المستوى الاجتماعي والاقتصادي: حيث يتفاوت الناس فيما بينهم في المكانة الاجتماعية والاقتصادية ، اذ ان التوافق وقبول الاخر يتحدد وفق القرب او البعد من دائرة الطبقة الاجتماعية ، وكذلك يؤثر المستوى الاقتصادي للافراد في تقبل الاخرين لهم.

الاديان وقبول الاخر

المفهوم الاسلامي لقبول الآخر: المقصود به التعايشوالتّعامل مع الآخر المختلف واحترامه، وقبول هذاالاختلاف سواء كان بالرأي أو غيره، وعدم إقصائهوإلغائه، فالآخر هو الغير إن قَرُبَ كالأب والأمّ والأخوالابن والابنة والزّوج والزّوجة والجار أو ابن البلد

اذ خلق الله تعالى البشر مختلفين، أي على أساسالتعدّديّة، لكنّه أوجد بين المختلفين مناطق تقاربوالتقاء، وهيّأ لهم، القيام بمهمّة الخلافة في الأرض،التي تندرج فيها نشاطاتهم وعلاقاتهم مع غيرهم،مهما تعدّدت وتباينت مظاهر وأهداف هذه النّشاطاتوالعلاقات.

فالتّعايش أو قبول الآخر معناه الاحترام المتبادلوالمعاملة بالعدل والإنصاف، دون الحاجة إلىالذّوبان في الآخر وإلغاء الذّات أو الهويّة أو الثّقافةأو الإيمان، الذي أرسى دعائمه الإسلام، وغرسهوطبّقه النبيّ محمّد صلى اللّه عليه وسلّم وبعدهأصحابه الكرام، هو قبول الآخرين والتّعايش معهمعلى أساس الالتزام والمساواة بالحقوق والواجبات،والتّسامح والإحسان، فعاش غير المسلمين معالمسلمين في كنف الأمّة الإسلاميّة بأمن وأمانواستقرار، وقامتْ الحضارة الإسلاميّة وازدهرت فيهاالعلوم، وكانت مثالا للتعدّديّة الفكريّة والتّنوير، وذلكعلى مبدأ قوله تعالى:{وجَعلْناكُمْ شعوبًا وقبائلَلِتَعارَفوا} [ الحجرات:13].

وفي الديانة المسيحية:

الأخر يمكن ان يكون المسيح ، بحسب المفهوم الديني وما جاءت به الكتب، الأخر هو السيد المسيح!! بمعني أن كل البشر خُلقوا على صورة الله ومثاله. وداخلهم نور مقدس. وربما إختفى وراء تشوهاتالخطيئة وضباب الذنوب.. فمثلاً في الحياةالعائلية فحين تحب اخاك ستكتشف أن السيدالمسيح فيه، وحين يسكن فيك الرب ستحب أخاكصدقاً،لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَيَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟(رسالة يوحنا الاصحاح الرابع).

المبادئ الإنجيلية في التعامل مع الأخر:

المحبة للجميع حتى للاعداء: وهي ليست بالكلامبل بالعمل والحق (يوحنا1)، فالمحبة المسيحيةضد الإنطواء على الذات, التعصب, التحيّز. والعنصرية. وحصر المحب في دائرة المنتمينإلينا.. وهي في إتساعها تفترض خدمة الأخرواحترامه, واستبعاد أشكال التهميش والكراهيةوالحط من شأنه أو من عقيدته.
الغفران والتسامح وعدم الإنتقام: “وَلاَ تَدِينُوا فَلاَتُدَانُوا. لاَ تَقْضُوا عَلَى أَحَدٍ فَلاَ يُقْضَى عَلَيْكُمْ. اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ.” (لوقا6)،لا تنتقموا لأنفسكمأيها الأحباء(رسالة بولس12) “اغضبوا ولاتُخطئوا. لا تغرب الشمس على غيظكم (رسالة بولس4)
المبادرة والمبادأة: مسئولية التلميذ أن يبدأ بنفسهللتغيير والإلتقاء بالأخر كوصية الكتاب إن أخطأبحقك أخوك فاذهب (أنت) وعاتبه (متى 18)،وألا تنشغل بعيوب الأخرينأخرج أولاً الخشبةمن غينك، وحينَئذ تُبصر جيداً أن تُخرج القذىمين عين أخيك!” (متى 7). ابدأ بتغيير نفسكلكي تستطيع تغير الأخر، وأدى واجبك قبل أنتطالب بحقوقك.
التشجيع والمساندة: بناء النفوس المستمرةللمساندةشَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ. أَسْنِدُواالضُّعَفَاءَ. تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ.” (1 تس 5: 14).
العظمة الحقيقية في التواضع وخدمة الأخرين: غسيل الأرجل (يوحنا13) “بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَفِيكُمْ عَظِيمًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا، (متى 20).

فوائد قبول اختلافات الآخرين

التنوع أمر جيد لأنه يجعل العالم مكانًا أكثر روعة. الاختلاط مع من يختلفون عنا يعني أننا نشعربالارتباط بهم. نتعلم المزيد عن العالم وأنفسنا فيهذه العملية ، مما يساعدنا على النمو فكريا وروحيا.

إن احترام كل من أوجه التشابه والاختلاف فيالآخرين يفتح الأبواب أمام العديد من الفرص. ستتعلم أشياء جديدة وتتخذ قرارات أفضل ، والتيبدورها ستساعد حياتك المهنية وتحسن ثقتك بنفسك. يلاحظ الآخرون انفتاحنا ، والذي يمكن أن يؤدي إلىصداقات جديدة ، وفرص سفر مثيرة ، أو يجعلناببساطة أكثر إثارة للاهتمام بسبب رؤيتنا الأوسعللعالم.

قبول الاخر بعد 2003

تعرض المجتمع العراقي بعد عام 2003 الى جملة من الصدمات السياسية والفكرية والاقتصادية ، كلها خلفت حالة من عدم قبول الاخر ، ومنها:

اولا: سقوط النظام : حيث مثل سقوط نظام صدام حسين ، ووصول نخبة سياسية جديدة الى سدة الحكم وزمام السلطة ، صدمة لشرائح مجتمعية منتفعة بصورة مباشرة او غير مباشرة من النظام ، كذلك تلك الشرائح التي تخاف من المجهول والمستقبل الغامض، عدم تقبل الاخر بينها وبين باقي شرائح المجتمع ، ادى الى خلاف ونزاع وصل الى درجة الاقتتال والتصفية البدنية.

ثانيا: صدمة التكنلوجيا: في زمن النظام السابق ،كانت الهواتف المحمولة ممنوعة وكذلك اجهزة استقبال المحطات الفضائية ، ومن يقتنيها سرا يجرم . بعد زوال النظام ابيحت جميع المحظورات تلك وغيرها . واصبحت اجيال جديدة تقتنيها واجيال اخرى ترفض ذلك ، بدعوى المحافظة على الاخلاق والقيم والبقاء في باحة الماضي الامينة.

ثالثا : التنظيمات الارهابية: وهي تنظيمات ظهرت بعد السقوط ودخول القوات الاجنبية بدعوى مقاومة المحتلين ، لتنجرف في حرب طائفية مريرة ، كانت نتاج لعدم قبول الاخر ، المختلف في المذهب والمختلف في نظرته للنظام الجديد . قمة رفض الاخر لدرجة قتله بدم بارد ظهرت في تلك الحقبة ، وجلبت الويلات للشعب العراقي الذي كان يأن تحت احتلال غاشم .

رابعا: ضعف الدولة: الدولة بعد عام 2003 ليست كما قبلها ، حيث شكلت بطريقة تختلف وواكبت ظروفا لم تهيأ لها عوامل القوة والسيادة مما انعكس على جميع القطاعات ، فغابت الخدمات جميعا من صحة وكهرباء وماء صالح للشرب وأمن ، كل ذلك خلق حالة من اللاستقرار لدى عموم الشعب ، فيها عدم تقبل للاخر سواء كان حاكما او محكوم، وفي المقابل الطبقة السياسية لا تأمن نفسها بين صفوف العامة وكذلك لا تأمن بعضها بعضا، الخوف من الاخر وعدم تقبله ومحاولة فهمه اصبحت ظاهرة خطيرة ، تتفاقم مع مرور الايام .

ثقافة الغاء الاخر

ان ثقافة اللون الواحد وثقافة الغاء الاخر وتهميشهوسيادة المفاهيم الاقصائية سوف لن تؤدي الا الىالمزيد من التفكك المجتمعي والعنف وسيادة العنفوتزايد الحقد والكراهية والتعصب بين ابناء المجتمعالواحد، قد نتجاوز بذلك الى الشكل الاخر للقبولعند الاختلاف بين ايمان وايمان والذي لايشير الىصحيح واكثر صحة او افضل او اعلى وادنى بل قدلايتجاوز مسالة الاقتناع بهذا الدين الذي توارثناهمن اجدادنا ويجب الادراك بان ما استطيع بلوغه عبرعقيدتي يستطيع الاخر ايضا بلوغه عبر عقيدته لانالاديان من ناحيتها الوظيفية تكاد تكون واحدة الىدرجة التطابق. وخير مثال الحروب الاهلية التياندلعت في لبنان والجزائر وذهب ضحيتها مئاتالالوف من الابرياء، كذلك شرارة النزاع الطائفيالذي اشعلت بتفجير مرقدي سامراء في العراق ، وماخلفته من قتل على الهوية وتفجيرات انتحارية وبروزالتنظيمات المتطرفة كالقاعدة ومن بعدها تنظيم الدولة(داعش) .

التوصية

التوصية الاهم التي يقدمها الباحث هي ان عدم قبول الاخر راس كل شر حل في العراق وفي باقي البلدان ، وهنا يجب على الدولة بكافة مؤسساتها والمجتمع بجميع مؤثريه ، ان ينتبهوا لذلك ، ويضعوا الخطط الحالية والمستقبلية ، لمحاولة اصلاح الامور ، والحض على قبول الاخر المختلف ، لانه السبيل الوحيد للعيش المشترك والحياة الهانئة.