دور المفوضية العليا للانتخابات في إنجاح العملية الانتخابية

      التعليقات على دور المفوضية العليا للانتخابات في إنجاح العملية الانتخابية مغلقة

م. م سندس عمران الطريحي

مركز الدراسات الاستراتيجية- جامعة كربلاء

تشرين الثاني/ 2023

      الإدارة من أرقى المهن وأسماها، لأنَّ المدير يهتم بشؤونها وشؤون الموظفين، أمّا إدارة المفوضية فتكون مرتبطة بالمجتمع، لذا يكون صلب اهتمامها ومسؤولياتها مرتبطة بالمجتمع. ولابد من توفر شروط للإدارة الانتخابية، لكونها مهنة تتوفر فيها مجموعة متكاملة من المعارف، وتتركز على الأنشطة العقلية أكثر من الأنشطة اليدوية والجسمانية، وتحتاج للتدريب وتقديم الخدمات للناخبين. فالإدارة الانتخابية مهنة وعلم وفن، فهي تتضمن نظريات وملاحظات علمية لتطوير الانتخابات، وهي فن مرتبط بالصفات الشخصية من خبرة وتجربة وحسن تصرف، ومهارة في تطبيق المعارف الانتخابية، ولها الدور الكبير في توجيه الأفراد وقيادتهم. فالإدارة الانتخابية تعتمد على الابداع والابتكار، وعلى كيفية استخدام الذكاء في المواقف المختلفة التي تواجهها المفوضية، حيث تعرضت العملية الانتخابية السابقة التي حظت بمشاركة (45%) حسب النتائج الرسمية، وهي أقل نسبة بين جميع الاستحقاقات الانتخابية الماضية، إذ سجلت في 2014 نحو (60%)، وفي 2010 سجلت (62%)، ونحو (80%) في عام 2005، لانتقادات واتهامات بارتكاب مخالفات، لكن لم يعرف بعد مدى دقة هذه الاتهامات، أو حجم تأثيرها في النتائج، وعمليات التصويت جرت دون وقوع حوادث أمنية، أو هجمات توعد تنظيم الدولة بشنها ضد المرشحين والناخبين على حد سواء، لكن الظاهرة الأخطر والتي يكون لها الأثر الأكبر على سائر الأحداث اللاحقة، حيث كانت دعوات مبكرة ومتكررة لإلغاء الانتخابات حتى قبل إعلان النتائج، وهو ما صدر من قبل أربعة من القوى السياسية.

هناك أساليب مختلفة للإدارة الانتخابية، فتكون بالتحكم في هذه الأساليب، فهي تعبر عن مجموعة أنشطة من اختصاص المدير، وحسب مستواه ومجال عمله داخل المفوضية، فإدارة الانتخابات تنحصر مهمتها الأساسية في كيفية استغلال العاملين والمواطنين، وتوجيههم لتحقيق الأهداف بكفاءة وفاعلية، فالإدارة الانتخابية هي علم يدرس وظيفة المدير، وهو بحاجة إلى دراسة مختلف العناصر التي تساعد في نجاح إدارته. وتنقسم إلى عناصر مساعدة في إنجاز الأعمال الانتخابية، فيجب الأخذ بها في إنجاز الأعمال، مثال:

  1. عناصر مساعدة على انجاز الأعمال، فللمدير اتباع عوامل تساعد على الوصول للأهداف المرجوة، مثل: القدرة على إنجاز العمل من قبل العاملين، والحد الأقصى الذي يستطيع الوصول إليه في إنجاز العمل، وكذلك الفاعلية المتعلقة بالوقت المستغرق من طرف العاملين في إنجاز عمله، فكلما كان الوقت أقل كانت الفاعلية أكبر في حدود الكفاءة المطلوبة في الإنجاز والجهد المتبقي، والاستمرار في العمل فيعني قدرة العامل ومقاومة التعب والشعور بالملل والروتين في العمل.
  2. عناصر يجب الأخذ بها عند إنجاز الأعمال. بما إنَّ الإدارة الانتخابية هي عملية تحقيق الأهداف المرسومة، مع استثمار الموارد المتاحة وفق منهج علمي محدد وضمن بنية معينة، فهو يأتي بذكر الأهداف والموارد والمنهج والبيئة.
  3. عناصر نجاح العملية الانتخابية، حيث تشمل إدارة الانتخابات الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة، عن طريق تنظيم الجهود الجماعية وتنسيقها، بشكل يحقق الأهداف المحددة بكفاية وفاعلية وبوسائل إنسانية وضمن المشروعية، فهي تأتي بتوفر العناصر الأساسية لأي عمل إداري وليس الانتخابي فحسب، وتتمثل في:
  • التنظيم: فهو يحدد السلطات والمسؤوليات لكل فرد، فيمنع التداخل بين الوظائف ويحرص على تكاملها، على اعتبار أنَّ المجلات الوظيفية، هي مجموعة من المعالجات التي ترتبط معاً، من أجل تلبية احتياجات الناخبين.
  • الهدف: يعدّ الهدف الأساس بوجود المفوضية، فهي تنشأ من أجل تحقيق الهدف الانتخابي المعين بذاته. وإنَّ أي أهداف أخرى تعدّ فرعية لتحقيق الهدف الأساس وهو الانتخاب.
  • الجهود الجماعية الانتخابية: تتميز إدارة الانتخابات بجهود جماعية، ولا يمكن عدّ جهد فردي أياً كان كإدارة، حيث يتم توجيه العاملين والمنسقين لبلوغ الهدف الانتخابي، على اعتبار أنَّ المفوضية لها هيكل تنظيمي إداري، مقسم إلى أجزاء وأقسام تنظيمية، تتكون من مجموعة من العاملين يقومون بإنجاز الأعمال جماعيًا، في سبيل تحقيق الأهداف الفرعية والمتوافقة مع الهدف الكلي للمفوضية.
  • الكفاءة والفاعلية: وهما عنصران مهمان جداً، ومن مؤشرات نجاح الإدارة الانتخابية للمفوضية.
  • الوسائل الإنسانية: وهي من أهم عوامل نجاح العملية الإدارية للانتخابات، وتعني الاهتمام بالجانب الإنساني سواء للعمال أو الموظفين، والسهر على احترامهم وتقديرهم، والبحث في مشكلاتهم، والحرص على تلبية رغباتهم وحاجاتهم الأساسية، والعدل بينهم، واجتناب الظلم والتسلط، لرفع الروح المعنوية، الذي يعكس الإيجابيات على أدائه ورضاه.
  • احترام القانون: يتم أداء العمل الإداري في ظل بيئة تشريعية، وقوانين داخلية وخارجية في المفوضية ومحيطها، فلا يمكن للمفوضية أن تحسن أداءها بتمردها على هذه القوانين، سواء قانون المفوضية العليا للانتخابات، أو القانون الانتخابي، أو القوانين الأخرى التي تؤشر على العملية الانتخابية. ويمكن القول إنَّ دور الدولة الحارسة التقليدي أنقضى، وجاء الدور الحديث للدولة المتدخلة في كل المجالات، ومنها: أخذ الحق السياسي وتحقيق الرفاهية الاجتماعية، فالدولة تحتاج عن طريق المفوضية والإدارة الانتخابية التي من المفروض أن تكون متطورة وحديثة، رفع مستوى جودة الانتخابات عن طريق التكييف والاستجابة لمتطلبات الناخبين.