الصين الشريك التجاري الأول للاتحاد الأوروبي على حساب الولايات المتحدة

      التعليقات على الصين الشريك التجاري الأول للاتحاد الأوروبي على حساب الولايات المتحدة مغلقة

 

الكاتب: نيكسا سان خوان

الناشر: مركز بحوث العولمة

ترجمة وتحليل : .م.م. عبير مرتضى حميد السعدي

مركز الدراسات الاستراتيجية/ قسم إدارة الازمات

 

لأول مرة في التاريخ ، تفوقت الصين على الولايات المتحدة كأفضل شريك تجاري لمنطقة اليورو(EA) في عام 2020.

 

وفقًا لبيانات البحث التي تم تحليلها ونشرها على موقع (Comprar Acciones) ، زادت الاستيرادات منطقة اليورو من الصين بنسبة 5.6٪ ،كما ارتفعت الصادرات ايضا بنسبة 2.2٪ خلال العام. بينما انخفضت الواردات منطقة اليورو من الولايات المتحدة بنسبة 13.2٪  رافقه انخفاض  بنسبة 8.2٪ في الصادرات.

 

وفي أعقاب تباطؤ عدد الإصابات والموافقات الدولية في تبني اللقاحات ضد وباء كورونا ، فقد أعطت الأمل في حدوث تحول اقتصادي نهاية العام. لكن بالنسبة للعديد من الدول الأوروبية ، أعاقت الموجة الثانية من كوفييد -19 من حالات التعافي ودفعها الى وضع  القيود الاجتماعية الصارمة للمرة الثانية.

وخلال عام   2020 ، صدرت منطقة اليورو ما قيمته 2.13 تريليون يورو من البضائع إلى بقية العالم ؛ منخفضة عن عام السابق بنسبة 9.2 ٪. وبالمثل ، انخفضت الواردات بنسبة 10.8٪ من عام 2019 إلى 1.89 تريليون يورو ، بينما انخفضت التجارة البينية بين منطقة اليورو بنسبة 8.9٪.

ومع ذلك ، بناءً على تحسن الوضع التجاري في المنطقة فانها تسير نحو الانتعاش ، فقد صدرت منطقة اليورو ككل ما قيمته 190.7 مليار يورو من السلع في ديسمبر 2020 بزيادة قدرها 2.3٪ على أساس سنوي. هذه هي أول زيادة مسجلة خلال العام منذ فبراير 2020.بينما بلغ إجمالي الواردات من بقية العالم خلال الشهر 161.5 مليار يورو ، مسجلاً انخفاضًا بنسبة 1.3 ٪ عن ديسمبر 2019. من ناحية أخرى ، ارتفعت التجارة البينية في منطقة اليورو بنسبة 0.9 ٪ في نفس الفترة إلى 148.7 مليار يورو.

 

 

سينمو الاقتصاد الصيني بنسبة 8.1٪ عام 2021

السبب وراء أداء التجارة الدولية للصين هو أنها المنطقة الوحيدة في العالم التي تمر بمرحلة انتعاش على شكل حرف V. وبالتالي ، فهي أقرب إلى أداء ما قبل الجائحة من بقية العالم.

لذا وفق لتوقعات صندوق النقد الدولي ، من المتوقع أن تسجل الصين ثاني أعلى نمو  في الناتج المحلي الإجمالي عام 2021. مسجلة نموًا بنسبة 8.1٪ خلال العام و ليتباطئ إلى 5.6٪ في عام 2022، بعد ان كان معدل النمو في عام 2020 يبلغ 2.3٪.

اما الهند، من المتوقع أن يزداد معدل النمو بنسبة 11.5٪ ، بعد انخفاضه الى 8٪ في عام 2020. وليتباطئ بشكل الأكبر عام 2022 إلى 6.8٪.  وبينما توقعات (SP Global Ratings ) تشير الى ان معدل نمو في الهند عام 2022 سيصل الى  10٪ ، مما يشير إلى التعافي إلى مستويات ما قبل الوباء، وستمتد الفترة من نيسان 2021 إلى نهاية اذار 2022. بينما ستواجه الهند صاحبة أكبر اقتصاد في جنوب آسيا انخفاض في معدل النمو عام 2021ليصل نسبته 7.7٪.

اما منطقة اليورو ، فمن المتوقع أن تحقق إسبانيا  انتعاش بعد تعرضها الى   أكبر انكماش في عام 2020 ،فقد انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 11.1٪ خلال العام ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 5.9٪ في عام 2021 و 4.7٪ في عام 2022.

 

بينما المتوقع أن تنمو المملكة المتحدة بنسبة 4.5٪ في عام 2021 ، وترتفع إلى 5٪ في عام 2022. وكان انكماشها في عام 2020 هو الأكبر على الإطلاق منذ الصقيع العظيم الذي أصاب الولايات المتحدة عام 1709. واحتلت الولايات المتحدة المرتبة الثانية في اكبر انخفاضات في منطقة المنطقة اليورو ،حيث انخفض بنسبة 10٪ وهو اعلى مما توقعه محللو (Refinitiv ) ان يبلغ انخفاض 8% لهذا العام. لقد كان أكثر من ضعف الانخفاض المسجل في عام 2009 في أعقاب الأزمة المالية العالمية وأسوأ قليلاً من الانخفاض بنسبة 9.7 ٪ المسجل في عام 1921.

وفقًا لمكتب الإحصاء الوطني ، أظهر الناتج المحلي الإجمالي انتعاشًا طفيفًا في الربع الرابع من عام 2020 ، حيث نما بنسبة 1٪. وكان هذا أعلى قليلاً من تقديرات (Refinitiv ) التي توقعت ان يصل الى 0.5٪.

 

تقلص فجوة الناتج المحلي الإجمالي بين الصين والولايات المتحدة إلى 6.2 تريليون دولار في عام 2020 بعد ان كانت 7.1 تريليون دولار في عام 2019.وفقًا لصندوق النقد الدولي ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد الأمريكي  بنسبة 5.1٪ في عام 2021 و 2.5٪ في عام 2022بعد ان وصل نسبته الى 3.4٪ في عام 2020.

تشير هذه الأرقام إلى اختلاف كبير بين تراجع الولايات المتحدة ونمو الناتج المحلي الإجمالي للصين. وبالتالي ، توقع الاقتصاديون في نومورا أن الصين سوف تتفوق على الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد في العالم في وقت أقرب مما كان متوقعًا. بلغ الناتج المحلي الإجمالي للصين لعام 2020 14.7 تريليون دولار أي (101.6 تريليون يوان).

على هذا النحو ، تراجعت الصين عن الولايات المتحدة بمقدار 6.2 تريليون دولار في عام 2020 ، مقارنة بـ 7.1 تريليون دولار في عام 2019. بناءً على تقديرات (Nomura economists)، ستحل الصين مكان الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد على مستوى العالم بحلول عام 2028، وفي في حالة ارتفاع العملة الصينية إلى 6 يوان لكل دولار يمكن أن يحدث بحلول عام 2026.

يتوقع محللو JP Morgan) )أن الأمر قد يستغرق من الصين ثماني إلى 10 سنوات للحاق بالولايات المتحدة، وان بسبب الوباء ستتفوق الصين على الولايات المتحدة قبل ثلاث إلى خمس سنوات مما كان متوقعًا في السابق.

ومع ذلك ، فإن التحدي الحقيقي هو أن تتفوق الصين على الولايات المتحدة من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي. في الصين كان نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 11الف دولار في عام 2020 ، بينما وصل في الولايات المتحدة الى أكثر من خمسة أضعاف ليصل الى  63200 دولار.

 

تحليل

تشير التوقعات الاقتصادية السابقة الصادرة عن شركات دولية أو منظمات دولية إلى أن وباء كورونا والأضرار الاقتصادية التي أحدثها في تباطؤ النمو في معظم الاقتصادات العالمية ستغير عجلة دوران الاقتصاد في العالم وستنهي السباقات الاقتصادية والحروب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين. مع توقع وصول الاقتصاد الصيني ، فإن هدفها هو أن تكون أقوى اقتصاد في العالم خلال السنوات العشر القادمة. اليوم ، يُنظر إلى الصين على أنها أفضل شريك تجاري في العالم لمعظم الاقتصادات الناشئة. لم تكن الصين الشريك الأفضل للمنطقة الأوروبية فحسب ، بل كانت أيضًا للهند ، في أبريل وحتى نهاية العام. في عام 2020 ، صدرت الهند ما قيمته 15.3 مليار دولار من السلع إلى الصين مقابل واردات بقيمة 44.5 مليار دولار. وهذا يجعل الصين أكثر أهمية من الولايات المتحدة ، التي تعد ثاني أكبر شريك تجاري للهند.