اطفال الشوارع: أحدى انتهاكات حقوق الطفل

      التعليقات على اطفال الشوارع: أحدى انتهاكات حقوق الطفل مغلقة

الباحثة: م. هناء جبوري محمد

مركز الدراسات الاستراتيجية / جامعة كربلاء

26/10/2021

((اطفال الشوارع: أحدى انتهاكات حقوق الطفل))

بالرغم من الاهتمام بقضايا ومشكلات الطفولة، لكن فئة اطفال الشوارع يعيشون في ظروف صعبة ، ويتعرضون للحرمان لأن الاهتمام باحتياجات هؤلاء الاطفال لم يحصل بعد على مكان الصدارة في خطط الدولة رغم التطور الحضاري . اطفال الشوارع هم الاطفال الذين يعملون ويقيمون في الشوارع كل او بعض الوقت دون رعاية من اسرهم . أدخل مصطلح اطفال الشوارع من قبل منظمة اليونسيف في الثمانينيات من القرن الميلادي العشرين ، ويشمل الاطفال حتى عمر(18) عاما ً المتروكين والمنبوذين والهاربين والرحل والمتسكعين والمشردين الذين يعانون من غياب رعاية الاهل ودعمهم ويعيشون بقدراتهم الذاتية. تعد ظاهرة اطفال الشوارع من القضايا التي يمكن ان تعصف بخطط المجتمعات نحو التقدم نتيجة فقد اعداد كبيرة من اطفال الشوارع الذين هم موارد بشرية وطاقات انتاجية مهملة يتوجب تنميتها واستثمارها ومن ثم العمل على اكتشاف استعداداتهم وقدراتهم الذاتية والعمل بشتى السبل على توجيهها من خلال البرامج التعليمية والتدريبية والتأهيلية لاكسابهم المهارات التي تمكنهم من ممارسة حرفة ما والتكسب منها ، كذلك اكسابهم المهارات الاجتماعية اللازمة لإعادة ادماجهم في الحياة الاجتماعية والعيش وسط المجتمع واعادة جمعهم مع ذويهم واسرهم. وجود اطفال بلا مأوى انتهاك صريح لاتفاقية حقوق الطفل والتي تنص في المادة الثالثة على :

1-جميع الإجراءات التي تتعلق بالأطفال، سواء قامت بها مؤسسات الرعاية الاجتماعية العامة او الخاصة، أو المحاكم او السلطات الإدارية أو الهيئات التشريعية،يولى الاعتبار الاول لمصالح الطفل الفضلى.

2-تتعهد الدول الاطراف بأن تضمن للطفل الحماية والرعاية اللازمتين لرفاهه، مراعية حقوق وواجبات والدية او اوصيائه او غيرهم من الافراد المسؤولين قانونا عنه وتتخذ تحقيقا ً لهذا الغرض جميع التدابير التشريعية والإدارية الملائمة.

3-تكفل الدول الاطراف ان تتقيد المؤسسات والإدارات والمرافق المسؤولة عن رعاية او حماية الاطفال بالمعايير التي وضعتها السلطات المختصة ولاسيما في مجال السلامة والصحة وفي عدد موظفيها وصلاحياتهم للعمل، وكذلك من ناحية كفاءة الاشراف.

وانه يمكن تجنيد اطفال الشوارع لارتكاب الجرائم لانه يمكن تخويفهم، وهم يفتقرون الى النضج العقلي والقدرة على فهم اثار افعالهم، وفي بعض الحالات يجبرون على تعاطي المخدرات والمشروبات الكحولية ويدفعهم الارهابين الكبار الى ارتكاب الجرائم الفظيعة ويكون ذلك احيانا ضد اسرهم ومجتمعاتهم المحلية، وبالرغم من الاقرار بالحاجة الى شكل من اشكال المساءلة، سيجري تشجيع وسائل اخرى انجح وانسب بخلاف الاعتقال والمحاكمة بما يمكن الاطفال من التصالح مع ماضيهم والاعمال التي ارتكبوها ويوصي ببدائل تراعي افضل مصلحة للأطفال وتشجيع اعادة تأهيل وادماج الطفل في المجتمع. ان جميع الاطفال سواء الذين يمرون بمشاكل او الذين لا يمرون بها هم في حاجة ماسة الى الاهتمام والرعاية والتوجيه في جميع مراحل نموهم والتعامل معهم برفق ، وحل جميع مشكلاتهم من اجل تنميتهم تنمية سليمة بعيدة كل البعد عن وسائل الانحراف. فاطفال الشوارع في الوقت الحالي واحدة من المشكلات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية التي تؤثر على المجتمع وترجع خطورة هذه المشكلة في تعدد الجوانب والمحاور المرتبطة بها وفي السلوكيات التي يمارسها اطفال الشوارع وما يترتب عليها من تداعيات داخل المجتمع الذي يعيشون فيه. ومن اهم الاساليب التربوية داخل الاسرة التي يمكن من خلالها الحد من ظاهرة اطفال الشوارع هي :

1-توعية الشباب المقبلين على الزواج بحقوق الزوج والزوجة وحقوق الاطفال وكيفية رعايتهم.

2-الاعتدال في تلبية طلبات الاطفال والشباب حتى لا يشبوا على الانانية والمطالبة بحقوقهم دون القيام بالواجبات المطلوبة منهم.

3-استخدام اسلوب الثواب والعقاب بحكمة وتدرج وعدم استخدام العقوبات المادية كالضرب المؤلم للاطفال، إلا بعد استنفاذ كل السبل وعدم المبالغة في العقوبة واقناع الاطفال فانهم يعاقبون لتكرار الخطأ منهم رغبة التنبيه عليهم اكثر من مرة تتلافى هذا الخطأ.

4-تفعيل القدوة الحسنة داخل الاسرة قولا ً وعملا ً في شتى المواقف مع استخدام الاساليب التربوية التي اشارت اليها التربية الاسلامية مثل(التربية بالقدوة ، التربية بالموعظة، التربية بالعقوبة، التربية بالقصة، ملء الفراغ وحسن الانتفاع به، والتربية من خلال حسن توظيف الاحداث اليومية في حياة الاسرة).

اما سبل مواجهة ظاهرة اطفال الشوارع:

فهناك ثلاث مداخل في هذا السبيل وهي :

المدخل الاصلاحي واعادة التأهيل : ويتكامل هذا المدخل مع المدخل التنموي حيث ينظر الى اطفال الشوارع كضحايا لظروف اجتماعية واسرية سيئة بحاجة الى الرعاية والدعم النفسي والتربوي والاجتماعي والاقتصادي واعادة التأهيل من خلال طرق تدخل على مستوى الطفل ذاته وعائلته والمجتمع ويشمل هذا المدخل جانبين من السياسات والاجراءات الوقائية والعلاجية:- أولا ً: الجانب الوقائي : يعني اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لسد منابع ظاهرة اطفال الشوارع وذلك عن طريق:

أ-العمل على تحسين مستوى المعيشة ومحاربة الفقر والبطالة وتوفير المساندة والدعم اللازمين لابناء الاسر الفقيرة الذين يعيشون ظروفا ً سيئة تعرقل نموهم السوي.

ب- تطوير المناطق العشوائية واعادة تخطيطها بما يضمن توفير البنية الاساسية والمرافق اللازمة.

ج-التوسع في برامج الصحة الانجابية وتنظيم الاسرة وغيرها من برامج التوعية والتثقيف الموجهة الى الاسرة والتي تركز على رفع كفاءة الوالدين وتحسين الاداء الاسري في رعاية الاطفال وتربيتهم.

د-نشر التعليم والحيلولة دون تسرب الاطفال من المدارس من خلال تفعيل اتفاقية حقوق الطفل كون العراق من الدول المصادقة على هذه الاتفاقية .