بقلم: رئيس التحرير
عزيزي القارئ الكريم، في هذا العدد من إصدار ( العراق في مراكز الأبحاث العالمية) ستطلع على خمسة مقالات مهمة :
المقال الأول(استعمال المساعدات المالية الدولية لتحسين العلاقة بين بغداد وحكومة إقليم كردستان) للكاتب (مايكل نايتس) ونشره (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى)، يتطرق كاتب المقال إلى الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي تعصف بعدد من البلدان النفطية ، ومنها العراق؛ بسبب انخفاض أسعار النفط العالمية، ويرى أن هذه الأزمة تضغط على بغداد وأربيل بشدة، لكنها أكثر خطر على إقليم كردستان العراق، الذي يقف على حافة انهيار اقتصادي كبير، مع دين دولي إجمالي يبلغ 25 مليار دولار ويتراكم شهريا بمقدار 200 مليون دولار، فيجد الكاتب في هذه الأزمة فرصة لمزيد من التقارب بين الحكومة الاتحادية والإقليم من جهة، وزيادة نفوذ الولايات المتحدة على الطرفين من جهة أخرى.
المقال الثاني (هل سيؤدي الاستفتاء إلى قيام دولة كردية مستقلة؟) للكاتب (فرزند شيركو) ونشره (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى)، وكاتب المقال يحلل بموضوعية قضية افتراض قيام دولة كردية مستقلة استنادا إلى استفتاء محتمل، فيرى أن الأزمة الاقتصادية التي يمر بها الإقليم، مع الاضطرابات الداخلية الناجمة عن العجز الاقتصادي والفشل الإداري والعجز الديمقراطي والتهديدات الإرهابية والمواقف الإقليمية.. كلها مع بعضها تقف حاجزا أمام قيام دولة كردية مستقلة، وينصح الأكراد بالالتفات إلى قضية الأمن بدلا من الاستفتاء، فمشروعهم الاستقلالي لن يرى النور في ظل الظروف الحاضرة.
المقال الثالث (نهاية عهد السيطرة الأمريكية في الشرق الأوسط) للكاتب (مارتن أنديك) ونشره (معهد بروكينغز) ، يحاول السيد أنديك في مقاله المهم هذا التركيز على ما يسمى في واشنطن بعقيدة أو مبدأ اوباما الذي يقوم على الابتعاد عن التورط الإقليمي لمصلحة الانشغال بالقضايا العالمية كمنع انتشار الأسلحة النووية، ومحاربة الإرهاب وما شابه، وتجنب الدخول بحرب جديدة في الشرق الأوسط، وترك المنطقة تحل مشاكلها بنفسها، والتوجه نحو أسيا لمواجهة التهديد الصيني والهندي على الزعامة العالمية. لكن السيد أنديك يرى أن هذا المبدأ للرئيس قد يتسبب بمشاكل للإستراتيجية العالمية لواشنطن، بل قد يشكل خيانة لما يسميه (القيم الأخلاقية الأمريكية).
المقال الرابع (بلنكن يحدد التقدم ضد داعش: خمسة عناصر لتصدي التطرف العنيف) للكاتبة (فريد ديوز)، نشره (معهد بروكينغز)، كاتب المقال يركز على رؤية وزير الخارجية الأمريكية لكيفية هزيمة الإرهاب في الشرق الأوسط، فحدد خمسة عناصر تمثل الأسس التي ستعمل عليها واشنطن لتحقيق هذه الغاية، ويتطرق إلى تحرير الموصل من سيطرة “داعش”، ويبين أنه بعد تحريرها سيأتي ما يسمى بـ(الجزء الأصعب)، وهو تحقيق تسوية سياسية دائمة وإلا ستبقى البيئة التي خلقت الأرضية الخصبة لمخاطر “داعش”.
المقال الخامس( نظرة خارجية إلى إستراتيجية الولايات المتحدة في العراق وسوريا وتطور التطرف الإسلامي) للكاتب(روبرت فورد) نشره (معهد الشرق الأوسط)، وكاتب المقال ينشغل كثيرا بالحديث عن وضع “داعش” في العراق وسوريا، والسبل الكفيلة في القضاء عليه وضمان عدم عودته، لذا يراه القارئ يركِّز كثيرا على قضية المصالحة السياسية والمجتمعية، وقضية الأكراد السوريين، ودور المجتمع الدولي في الدفع بالاتجاه الصحيح في مرحلة ما بعد “داعش”.