العالم يتدحرج إلى مزيد من ثقافة العنف والإرهاب، وهي ثقافة لا سبيل للخلاص منها إلا باستراتيجية طويلة المدى ترتكز على تشجيع الاندماج الثقافي بين الشعوب، وإيجاد القيادات الكفوءة، وتعزيز الثقة بين الناس أمما وحضارات، شعوبا وحكومات. هذا ما سيخرج به القارئ من متابعته للعدد (109) من نشرة (العراق في مراكز الأبحاث العالمية). ففي المقال الأول (حرب بين عالمين)، للخبير الاستراتيجي (جورج فريدمان)، المنشور من قبل (مؤسسة ستراتفور)، يتطرق الكاتب إلى أحداث تشارلي ايبدو في باريس التي حفزت المشاعر بين الغرب والإسلام بشكل سلبي، رابطا ذلك بالعلاقة التاريخية المتأزمة بين المسيحية والإسلام التي منعت المسلمين من الاندماج في الغرب، مما يجعلهم جميعا في خانة الاتهام بالتطرف إلى أن يثبت العكس. فحدود البحر الأبيض المتوسط – حسب الكاتب – كانت مسرحا للصراع بين الطرفين، وستبقى كذلك اليوم من خلال حرب من نوع خاص.
المقال الثاني (هل يتمكن البيت الأبيض من كسب معركة الآيديولوجيات ضد المتطرفين)، للكاتب (ستيفن كوندون)، نشرته (صحيفة سي بي اس نيوز)، حرص كاتبه على انتقاد استراتيجية الرئيس أوباما في الضغط على المتطرفين وقتلهم عند توفر الفرصة المناسبة؛ لكونها تفتقر إلى خطة واضحة لمكافحة الآيديولوجية المتطرفة، فـ”داعش” ما زال يستطيع توظيف التكنولوجيا المتطرفة؛ لتجنيد المزيد من الجهاديين، مما يؤشر على وجود خلل حقيقي.
المقال الثالث (الأمن العراقي ليس بهذه البساطة التي يتصورها العقيد “نونيز”)، للكاتب(توماس ريكس)، نشرته (مجلة الفورن بولسي)، ذهب كاتبه إلى تقرير أن الوضع الحالي في الشرق الأوسط يهدد مصالح واشنطن وحلفائها داخل المنطقة وخارجها، مبينا الأخطاء السياسية والعسكرية لحكومة المالكي السالفة، راسما خارطة طريق للحرب المضادة لـ”داعش” قوامها مهنية القوات العراقية المهاجمة بالتنسيق مع البيشمركة الكردية، والقوى السنية، ووجود قيادة كفوءة لوزارتي الدفاع والداخلية العراقيتين.
المقال الرابع (داعش وغزو مكة)، للكاتب (ويليام يونغ)، نشرته (مؤسسة راند)، حاول كاتبه التحذير من تمدد تنظيم “داعش” إلى دول الخليج العربية، ولاسيما السعودية؛ للسيطرة على مراكز النفوذ الديني والمالي، مستغلا العداء الطائفي السني – الشيعي في المنطقة، وهذا العداء يتطلب من دول المنطقة الإسراع في معالجته؛ لأن “داعش” كلما مضى عليه الوقت سيرسخ وجوده ويزيد تأثير آيديولوجيته. فزيادة الثقة بين الحكومات ومواطنيها، وزيادة كفاءة القوات المواجهة للتنظيم يشكل أساس هزيمته.
المقال الخامس (تجنب المواجهة غير المنسقة في سوريا: حل لاحتواء تنظيم “داعش” وليس هزيمته)، للكاتب (آندرو جيه.تابلر)، نشره (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى)، ورأى كاتبه أن اعتماد واشنطن على طهران ودمشق الأسد لهزيمة “داعش” يمثل استراتيجية فاشلة، فوجود الأسد يحفز التطرف، وتورط طهران في قتل السنة سيخلق لها مستقبلا فيتنام إيرانية وخيمة العواقب.
إقرأ في هذا العدد :
حربٌ بين عالمين الكاتب : جورج فريدمان
هل يتمكن البيت الأبيض من كسب “معركة الآيديولوجيات “ضد المتطرفين؟ الكاتب : ستيفن كوندون
الأمن العراقي لي س بهذه البساطة التي يتصوصرها العقيد “نونيز” الكاتب : توماس ريكس
“داعش” و غزو مكة الكاتب :ويليام يونغ
تجنب المواجهة غير المنسقة في سوريا: حل لاحتواء تنظيم “داعش” وليس هزيمته الكاتب : اندرو جيه تابلر
