الكاتب: بن باري
ترجمة وعرض: حوراء رشيد مهدي
يوضح الكاتب في مقاله أن الحكومة العراقية قامت بتشكيل تحالف سياسي وعسكري قادته الولايات المتحدة الأمريكية ضد
إرهابيي “الدولة الإسلامية” في العراق والشام، وأنها أعلنت مسبقاً عن تعبئة الجماهير والحركات الموالية للحكومة، وقد كانت جهود الأخيرة واضحة في مساعدة قوات الأمن العراقية، حيث قامت هذه القوات في آذار ونيسان 2015 بحملة هجومية واسعة أعلنت عن انطلاقها الحكومة العراقية من أجل القضاء على إرهابيي “الدولة الإسلامية”، علماً أن الضربات الجوية الأمريكية كانت محدودة جداً وغير مجدية، وبذلك نجحت الحركات الشيعية والقوات المسلحة العراقية في تطهير تكريت، وهي الآن تسعى إلى تطهير محافظة الأنبار بالكامل.
تجديد قوات الأمن العراقية: النموذج الأمريكي
يبين الكاتب أن هناك مشتركات ما بين الحكومتين العراقية والإيرانية بافتراض مفاده، أنه لا توجد حاجة فعلية لتواجد قوات التحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق من أجل مكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية”. وهذا يعكس لنا إرثاً قديماً بسبب الحروب الأخيرة على العراق وأفغانستان، حيث تسعى قوات التحالف الدولي إلى تحقيق المستويات الضرورية من أجل تدعيم شعبيتها وشرعيتها التي بدأت تتآكل شيئاً فشيئاً بسبب حججها غير المبررة لاحتلال الشعوب وفرض هيمنتها وسيطرتها على تلك البلدان.
فقد انخفضت هذه الشعبية بسبب هاتين الحربين – أي الحرب على العراق وأفغانستان – ما بين السياسيين ووسائل الإعلام مع غالبية الدول المساهمة بالحرب، كما قامت الولايات المتحدة الأمريكية بدعم واضح للحكومة العراقية أثناء تولي المالكي رئاسة الحكومة من ترشيحه إلى حين انسحاب هذه القوات من العراق عام 2011م ، وان التعرض العسكري كان محدودًا على الأرض في العراق بالنسبة لقوات العمليات الخاصة والمدربين والمستشارين.
حيث تم نشر الجنود الأمريكيين في قواعد آمنة نسبياً من أجل تدريب تسعة ألوية من الجيش العراقي وثلاثة ألوية من قوات البيشمركة، وارتبط هذا البرنامج العراقي بعملية استبدال القادة العسكريين الأقل قدرة وإعادة تجهيز القوات العراقية من جديد.
كما يوضح الكاتب أن الخطة التي تم وضعها كانت تتمثل في الرغبة للوصول إلى القدرة الكاملة من أجل إشراك الجيش العراقي مع قوات التحالف الدولية في القيام بعمليات هجومية ضد مسلحي الدولة الإسلامية وتصبح هذه القوات قادرة وبشكل كبير على طردهم من جميع المناطق التي تتواجد فيها هذه الجماعات الإرهابية.
تجديد قوات الأمن العراقية: النموذج الإيراني:
يذكر الكاتب أن هناك نموذجاً بديلاً لبناء القدرات الأمنية والعسكرية العراقية، حيث تطبق إيران طرق خاصة لتعبئة الحركات الشيعية بعد أن رعتها ودعمتها طويلاً نظراً لتوافقهم المسبق حول المبادئ الأساسية التي تسعى هذه الحركات إلى تنفيذها، ويسلط الكاتب الضوء على طرق التعاون ما بين الاثنين من خلال توريد الأسلحة والمعدات الإيرانية وقد تعززت هذه الحركات الشيعية من خلال نشر مستشارين من قوات الحرس الثوري الإيراني والمعروف بـ (جيش القدس) والعمليات الخاصة ووكالة الاستخبارات السرية، علماً أن قوة القدس كانت تدعم عمليات الحركات الشيعية التي كانت تنفذها ضد القوات البريطانية والأمريكية في وقت احتلال هذه القوات للعراق وإن كان عملها يتصف بالسرية.
لكن في عام 2014 تم الإقرار بوجودها علناً ليس من الجانب الإيراني فقط بل من الجانب العراقي أيضاً نظراً للدور المتميز الذي تقوم به هذه القوات إلى جانب القوات العراقية من أجل التخلص من إرهابيي الدولة الإسلامية، وتم مشاهدة بعض القادة الإيرانيين إلى جانب القوات العراقية والحركات الشيعية وأبرزهم كان (قاسم سليماني) الذي أثار استغراب كثيرين، ليس في واشنطن فقط وإنما في البلدان العربية أيضاً.
ويعرج الكاتب على أنه في النصف الثاني من العام 2014م لعبت الحركات الشيعية دوراً قيادياً في مواجهة “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، في حين ترى الإدارة الأمريكية أن إيران من خلال هذا الدعم للقوات العراقية تسعى إلى تعزيز نفوذها في المنطقة من خلال دعمها الكامل لهذه الحركات الشيعية، وإن كان هذا غاية تسعى إلى تنفيذها أي دولة تقدم مساعدة إلى دولة أخرى بغض النظر عن معرفة من هي هذه الدولة.
تكريت: الاختبار المهم
يؤكد الكاتب على أنه تم اختبار التأثير السياسي والعسكري لفاعلية وقدرة قوات الأمن العراقية التي تدعمها إيران والولايات المتحدة الأمريكية وجهودها التي بدأت منذ اذار ونيسان من أجل استعادة تكريت، ويبدو أن هذه الجهود تقودها الحركات الشيعية بامتياز وبقيادة سليماني بالتعاون مع وحدات الجيش العراقي من أجل محاربة الدولة الإسلامية، وتم نشر قوات الجيش العراقي بالتعاون مع الحركات الشيعية في وسط تكريت وقد تمكنوا فعلاً من تحرير هذه البلدة على الرغم من تقديم العديد من التضحيات، علماً أن طيران التحالف الدولي كان موجوداً إلا أنه لم يكن له دور يذكر وإن كان قد قام ببعض الغرات الجوية إلا أنها لم تكن بالمستوى المطلوب.
شكل المستقبل المتوقع للحملة:
يخلص الكاتب إلى أنه من المرجّح أن تزداد وتصبح عملية الهجوم البرية العراقية ذات تأثير واضح من خلال بناء قدرات الجيش العراقي، وتواصل الدعم الإيراني للقوات العراقية والحركات الشيعية، مع استمرار برنامج المساعدات العسكرية الجزئي لقوات التحالف الدولي ضد إرهابيي الدولة الإسلامية.
في الوقت نفسه، قد يتطلب الأمر تكتيكاً أكثر من ذي قبل من أجل إنجاح الهجمات المضادة التي تقوم بها القوات العراقية والحركات الشيعية لمكافحة تمرد الدولة الإسلامية، لكون هذه المناطق مأهولة بالسكان – وإن كانت الغالبية قد خرجت منها – فإن عملية الهجوم تتطلب دقة متناهية في هذه المرحلة.
رابط المقال :-
http://www.iiss.org/en/Topics/islamic-state/countering-isis-f211