مسؤول في البنتاغون: ربما لا يعود العراق دولة موحدة

      Comments Off on مسؤول في البنتاغون: ربما لا يعود العراق دولة موحدة

الكاتب : سين دي نايلور

ترجمة : هبة عباس

ترتبط الولايات المتحدة بعلاقات عسكرية متينة مع أكراد العراق على وجه الخصوص، لكن تقسيم العراق إلى دولة كردية و دولة شيعية

و دولة سنية سيجبر الولايات المتحدة على الاختيار ما بين حلفائها الأكراد وتركيا (عضو حلف الشمال الأطلسي)، التي عارضت منذ وقت طويل قيام دولة كردية مستقلة.

علمت وكالة الاستخبارات الأمريكية للمرة الأولى بإطلاق الحوثيين صاروخ سكود على المملكة العربية السعودية في ٣٠ من شهر حزيران من خلال موقع التواصل الاجتماعي الأكثر حداثة في جمع المعلومات “تويتر”.

وكان التحذير الأول لهذا الحدث من هاشتاج “إطلاق صاروخ سكود” حسب ما قاله رئيس وكالة الاستخبارات الدفاعية في البنتاغون الجنرال فنسنت ستيوارت في لقاء مع مقاولي الاستخبارات خارج واشنطن: “كتب شخص تغريدة في تويتر تفيد بإطلاق صواريخ سكود، الأمر الذي دعانا إلى التحري عن هذا النشاط وأتباعه”.

وأضاف: “إن الانتشار المتزايد للهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي ساعد على إعادة تشكيل الشرق الأوسط بطرق من المستحيل توقعها”.

وذكر أيضا: “قبل نحو عشر سنوات، قام التونسي محمد البوعزيزي بإشعال النار في نفسه في تونس في شهر ديسمبر عام ٢٠١٠، وكان يمكن أن يصبح قصة محلية مثيرة للاهتمام على المستوى المحلي، ويعود إليه الفضل على نطاق واسع في إثارة حركة الربيع العربي”. ثم عرج قائلا: “لكن مع ظهور الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي التقط شخص الصورة ونشرها لتكون شرارة انطلاق ثورة”.

وشكلت تداعيات تلك الثورة آثارا بالغة على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وهي التي تحدث عنها ستيوارت إلى مستمعيه وكان صوته لا يحمل نبرة من التفاؤل ولا الثقة التي تمكنه من التنبؤ بالمستقبل: “أنت ترى الدول الإقليمية تنهار في المنطقة، وربما تذهب إلى أسس عرقية، ولا أحد منا يفهم مالذي سيحدث بعد خمس دقائق من الآن، أو بعد خمس سنوات من الآن”.  

وأضاف: “قد يكون العراق في الواقع في حالة من التمزق من الصعب إصلاحها، وقد لا يعود كدولة موحدة”، وفي هذه الحالة سيتعين على الولايات المتحدة تغيير سياستها الحالية التي تتعامل مع العراق على أنه دولة موحدة، متفادية الاعتراف بوجود كيانات منفصلة مثل حكومة إقليم كردستان .

ترتبط الولايات المتحدة بعلاقات عسكرية متينة مع أكراد العراق على وجه الخصوص، لكن تقسيم العراق إلى دولة كردية و دولة شيعية و دولة سنية سيجبر الولايات المتحدة على الاختيار ما بين حلفائها الأكراد وتركيا (عضو حلف الشمال الأطلسي) التي عارضت منذ وقت طويل قيام دولة كردية مستقلة. وأشار ستيوارت إلى انه أطلق تصريحه بشأن العراق في اجتماع أمني خارج واشنطن قبل أن تعلن تركيا دخولها الحرب ضد تنظيم “داعش”، ثم شرعت تقصف الأكراد الانفصاليين (حزب العمال الكردستاني)، واعترف أن واشنطن ستجد نفسها في موقف صعب إذا استحضرت تركيا بنود الدفاع المشترك في معاهدة الأطلسي إذا تم الهجوم على القوات التركية من مناطق يسيطر عليها الأكراد.

ووفقا لما قاله ستيوارت فإن العراق ليس وحده المهدد بالانقسام في منطقة الشرق الأوسط، وقال في إشارة إلى الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد وتشكل جوهر نظامه: “تعاني سوريا الكثير من الصراعات والتمزقات التي من المحتمل أن تنتهي بقيام “علويستان” في الوسط، وشيء ما في الشمال وشيء ما في الجنوب.

كما أعرب الجنرال “ستيوارت” عن القلق بشأن الأردن الحليف القريب للولايات المتحدة، والتي استقبلت أكثر من ٦٠٠ لاجئ سوري، إذ قال ستيوارت: “إن لدى الأردن من أهل الضفة الغربية والسوريين أكثر من الأردنيين”، مضيفا: إن عمان هي أوثق في عملية التفكير وأوثق في علاقتها مع إسرائيل مما هو عليه مع أي دولة من دول الخليج، لا أعرف ما إذا قلنا ذلك قبل ١٥ أو ٢٠ سنة.

وقال إنه دعا مؤخرا ممثلين عن مصر والأردن إلى منزله، معلقا بالقول: “تقريبا هما في انسجام، وإسرائيل يجب أن تكون هناك”.

و بالطبع: إن التحديات التي تواجه أجهزة الاستخبارات الأمريكية لا تقتصر على التي في الشرق الأوسط، أنا لم أتحدث عن الجنون في كوريا الشمالية، في إشارة واضحة إلى رئيس كوريا الشمالية “كيم جونغ اون” الذي لا يمكن التنبؤ بأفعاله، وسياسة روسيا العدوانية في عهد الرئيس” فلاديمير بوتين”، وأضاف: “ألا تتذكرون عندما كنا نقول أن روسيا ستكون صديقتنا، يبدو الآن أن هذا قبل مدة طويلة”.            

ولأول مرة يحدد مدير الاستخبارات الدفاعية عددا من النشطاء في خدمة الدفاع السري، والتي تسببت في بعض المشاكل مع الكونغرس وغيره من النقاد الذين اعتقدوا أنها تشبه بشكل وثيق فيلق التجسس التابع لوكالة الاستخبارات الأمريكية، التي كانت حتى وقت قريب تسمى “الخدمة السرية الوطنية (NCS )”، بينما كانت الخطة الأولية متمثلة في إعداد ١٠٠٠ جاسوس للعمل في جهاز الخدمة السرية الوطنية، لكن اعتراضات الكونغرس حملته على خفض العدد إلى ٥٠٠ عنصر.

وقال ستيوارت: “كان هناك الكثير من الاحتكاك بسبب الناس الذين يعتقدون أنها كانت مزدوجة مع ما قامت به الخدمة السرية الوطنية، لكن في الحقيقة أنا لا أستطيع الحصول على الخدمة السرية الوطنية للتركيز على الأشياء التي تعد مهمة بالنسبة لمجتمع الاستخبارات الدفاعية. وأضاف قائلا: “أنا لا أستطيع أن أدفعهم إلى التركيز على أنظمة الأسلحة، وتكنولوجيا الأسلحة، و القدرة العسكرية التي هي أفضل بقعة لما يمكنني القيام به لدعم قادة العمليات التابعين لنا؛ لذلك نحن بحاجة إلى قدرة دفاعية ذات تركيز عال للذهاب إلى ما هو أبعد من تلك المجموعات المستهدفة”.

https://foreignpolicy.com/2015/07/31/top-pentagon-intel-officer-iraq-may-not-come-back-as-an-intact-state/