العنوان أعلاه هو العنوان الثانوي لكتاب “انبعاث الشيعة” الكتاب الأمريكي الإيراني الأصل: ولي رضا نصر، الصادر عام 2006 والمترجم إلى اللغة العربية ومتوفر في الأسواق. تنبع أهمية هذا الكتاب من أهمية مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي الذي دعمه وروّج له في موقعه الالكتروني لمدة حوالي الثلاثة أشهر، وتنبع كذلك من أهمية الكاتب الوثيق الصلة بدوائر صنع القرار في الولايات المتحدة، الذي كان لمدة من الزمن مستشاراً للرئيس أوباما والذي يدلي بشهادته أمام الكونغرس الأمريكي بين حين وآخر حول قضايا الشرق الأوسط وإيران. المهم في هذا الكتاب انه يلقي الضوء الكاشف على ما يجري الآن من أحداث تدل على تزايد وتفاقم الصراعات الطائفية في المنطقة كباكستان وسوريا والعراق والبحرين ولبنان والسعودية …الخ. والمتتبع لنشرتنا سيلاحظ وبوضوح الكم الكبير من المقالات والدراسات التي تتناول الملف الطائفي مثل: الصراع السني الشيعي الميزة الأساسية لسياسات الشرق الأوسط – القادة السنة يحصلون على نفوذ في الشرق الأوسط – باكستان تدور في دوامة العنف ضد الشيعة – الصراع الإقليمي على السلطة يثير الصراع الطائفي في العراق – شبح الطائفية يخيم على العراق بعد سعي السنة لمزيد من الاستقلال – سنستان العراق.
ولمعرفة العلاقة بين الأحداث الطائفية الجارية الآن – التي تعكسها هذه المقالات – والكتاب المذكور لنستعرض أهم الأفكار التي أشار إليها الكاتب ولي رضا نصر في كتابه هذا:
-في السنين القادمة سوف يبقى الشيعة والسنة يتنافسون على إحراز السلطة، والبداية في العراق طبعاً، ولكن النهاية ستعم المنطقة برمتها.
-الشرق الأوسط الجديد الذي بدأ بالتشكيل أو يولد بقوة، انه يولد عبر انتخابات واحتجاجات سلمية يمكن ان يعرف بها اليوم وبشكل متكافئ على أساس هوية جديدة هي الهوية الشيعية.
– قد سن الانبعاث الشيعي، بل أوجد، المقاومة والتحدي الأكثر قوة وفاعلية في مواجهة التطرف السني والنشاط الجهادي داخل المنطقة. وإن الانبعاث الشيعي هو القوة المناهضة للوهابيين والمتطرفين.
ويعتقد بعض المراقبين والمحللين بأن فكرة الكتاب الرئيسة تؤكد على أن “هناك رغبة أمريكية بدعم صعود الشيعة في العراق والمنطقة ككل، لتهيئة الأجواء للصراع والتناحر الطائفي، السني – الشيعي، من أجل مواجهة الموجة العارمة للتطرف السني الوهابي، المتمثل بتنظيم القاعدة والمذهب الوهابي الحاضن للتطرف والإرهاب والنظام السعودي القائم عليه، وهذا سيتحقق عبر سقوط القوى والأحزاب والاتجاهات الدينية والطائفية الشيعية، لفسح المجال الواسع أمام الصراع الطائفي، الذي سيحتوي التطرف السني الوهابي، ويستنزف في الوقت نفسه القوى الشيعية”.