هذا الكتاب المشهور يعتبر من الكتب الاستراتيجية الواجبة المطالعة والدرس والتأمل، لانه يلقي الضوء الكاشف على كثير من الظواهر والاحداث الجارية الآن في المنطقة مثل: تنظيم القاعدة والمبالغة بنقل أخباره وتضخيم نشاطاته،أحداث ما يسمى بالربيع العربي، تقسيم السودان،الفوضى الشاملة التي تعيشها دول المنطقة، الدعوة الى الفيدراليات والاقاليم في ليبيا والعراق،الصراع بين السلفيين والصوفيين في تونس،اثارة النعرات الطائفية السنية الشيعية،حرق القرآن في أفغانستان والولايات المتحدة، الرسوم الكاريكتيرية المسيئة للرسول الاكرم(ص)،تهجير المسيحيين في بعض دول المنطقة، تفجير الكنائس، اثارة الاقباط في مصر،الفتاوى الغريبة التي يطرحها بعض السلفيين والوهابيين….الخ من هذه الاحداث والامور التي لايصعب على اللبيب الربط بينها وبين الافكار الرئيسية المطروحة في هذا الكتاب، والمعروضة كما يلي:
– بعد الحرب الباردة لم تعد الفروق المائزة بين الشعوب إيديولوجية أو سياسية أو اقتصادية وإنما هي فروق ثقافية وبناءاً على ذلك تحاول الشعوب أن تجيب على السؤال التالي – من نحن ؟
– إن صعود الصين سوف يخلق توتراً شديداً في الاستقرار العالمي في أوائل القرن الحادي والعشرين.
– النمو السكاني في الدول الإسلامية ، وبخاصة زيادة نسبة من هم بين الخامسة عشرة والثانية والعشرين ، يقدم مجندين جدد للأصولية والإرهاب والتمرد والهجرة .
– ومن المرجح أن تنشأ أخطر الصراعات في المستقبل نتيجة تفاعل “الغطرسة الغربية” و” التعصب الإسلامي” و”التوكيد الصيني”.من المرجح أن تكون علاقة الغرب بالإسلام والصين متوترة على نحو ثابت وعدائي جداً في معظم الأحوال .
– يقول بعض الغربيين بما فيهم الرئيس (كلينتون) ان الغرب ليس بينه وبين الاسلام أي مشكلة, وانما المشكلات موجودة فقط مع بعض المتطرفين الاسلاميين؛الاّ أن أربعة عشر قرناً من التاريخ تقول عكس ذلك.
– إن اسباب الصراع المتجدد بين الاسلام والغرب توجد في الاسئلة الاساسية للقوة والثقافة, وطالما ان الاسلام يظل (وسيظل) كما هو الاسلام , والغرب يظل (وهذا غير مؤكد) كما هو الغرب, فإن الصراع الاساسي بين الحضارتين الكبيرتين واساليب كل منهما في الحياة سوف يستمر في تحديد علاقتهما في المستقبل, كما حددها على مدى الاربعة عشر قرناً السابقة.
– ان حرباً اجتماعية باردة مع الاسلام سوف تساعد على تقوية الهوية الاوروبية بشكل عام.
– المشكلة في الغرب ليست مع الاصولية الاسلامية، بل المشكلة في الاسلام، حضارة مختلفة وشعوبها مقتنعة بتفوقها الثقافي.
ومن خلال استذكار الافكار أعلاه نلاحظ بأن الاسلام وصعود الصين، يشكلان التحدي الاساسي للولايات المتحدة في القرن الواحد والعشرين.وهذا ما يسهّل للمتابع فهم السياسة الامريكية الجديدة تجاه الصين وادراك السبب وراء تحريك الكثير من القطع البحرية الى مناطق قريبة منها .