عنوان افتتاحية هذا العدد هو جوهر المقالة المنشورة في الصحيفة الإسرائيلية: يديعوت احرونوت بقلم: أليكس فيشمان/المحلل العسكري والكاتب في الصحيفة، التي تعكس واقع العالم العربي اليوم من خلال الوصف الآتي:
– في كل يوم يُقتل 400 -500 شخص في الدول المجاورة.
– ففي طرابلس في لبنان يجري اقتتال يومي بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة مستخدمين المدافع الرشاشة الثقيلة والمدافع المضادة للدبابات،والحكومة مصابة بالشلل والدور السياسي لحزب الله بات هزيلاً.
– وفي سوريا تجري المعارك ضد الميليشيات المسلحة السنية يومياً.
– انفصل الأكراد في شمال شرق سوريا عن الدولة.
– في النصيرية معقل العلويين تجري الاستعدادات لإقامة دولة مستقلة.
– أما في جبل الدروز، فقد قام مليون ونصف شخص منهم بتسليح أنفسهم خوفاً من الانتقام السلفي.
– ووسط البلد في فوضى، فهناك قتال دائر بين الميليشيات المسلحة والجيش السوري والمليشيات التابعة للنظام.
– وبحلول نهاية العام، سوف يكون20٪ من سكان الأردن من اللاجئين السوريين، مع كل العواقب الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها البلد.
– ولا يُرى لدى الفلسطينيين حل للانقسام الحاصل بين حماس والسلطة الفلسطينية.
– ومصر في فوضى اقتصادية ودستورية وفي الشوارع اضطراب عارم، المسلمون يهاجمون الأقباط والإخوان يحاربون السلفيين والبدو في سيناء يقاتلون الجيش، وما يقلق مصر كثيراً حقيقة أن أثيوبيا قد تنشئ سداً على النيل الأزرق الذي يمد مصر بـ 80 %من المياه.
– لذا فإن الخلاف مع إسرائيل يُعد هامشياً بالمقارنة مع أزمة المياه.
– في ليبيا تذبح القبائل والعصابات المسلحة بعضها بعضاً.
– وتدخل المدن الكبرى في تونس في حظر تجوال كل مساء ويُقتل الجنود التونسيون في حربهم ضد السلفيين على حدود الجزائر.
– والعراق بات مقسماً إلى ثلاثة أقسام، والحرب الأهلية هناك تُستأنف وبكامل قوتها، فالحكومة التي يرأسها المالكي موالية لإيران، أما وسط البلاد فيتم التحكم فيه من قبل السنّة، وهناك المئات من الضحايا بسبب عمليات القتل والخطف أسبوعياً، والأكراد في الشمال ينتجون النفط ويصدرونه بشكل مستقل عن حكومة بغداد.
– فضلاً على ما يحدث في الصومال وتشاد والسودان وعدن والبحرين.
((فهل هناك وصف أدق لحال المنطقة بعد “الربيع العربي”؟؟؟ وهل حدث هذا بمحض الصدفة العشوائية؟؟)).
وفي هذا العدد يجد المتابع الكريم تلخيصاً لمقالة استراتيجية مهمة عنوانها:تأثير العامل الديني في السياسة الخارجية الأمريكية، منشورة في مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط، التابع لمعهد بروكينغز، الذي يعبّر عادة عن مصالح اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، إذ توصي صانع القرار الأمريكي بالاهتمام “بالعامل الديني” كونه جزءاً لا يتجزأ من تعزيز الأمن القومي الأمريكي ومن مصالح السياسة الخارجية، وتؤكد على ضرورة أن يكون التواصل مع القادة الدينين والمؤسسات الدينية جزءاً روتينياً من عمل الدبلوماسية الأمريكية، نظراً لما يلعبه هؤلاء من دور مهم في بناء رأس المال الاجتماعي وللثقة التي يحظون بها في أوساط مجتمعاتهم.
فيشير الكاتب في بدء مقاله إلى استعدادات وزارة الخارجية الأمريكية لإنشاء مكتب جديد يعنى بالعامل الديني، لتشكيل فريق عمل دبلوماسي ملم بالمسائل الدينية في المنتدى العالمي الأمريكي الإسلامي 2013، لتوضيح كيفية تعامل واشنطن مع هذه المسألة (علاقة أمريكا بالعالم الإسلامي) في الوقت الحاضر وما هو النهج الجديد الذي من الممكن تقديمه. وقد أبصر المكتب الجديد النور بعد سجالات طويلة داخل أروقة وزارة الخارجية للوصول إلى قناعة مفادها أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة بحاجة إلى أن تأخذ قضية تأثير العامل الديني على محمل الجد، والفكرة لم تكن جديدة فقد طُرحت في أحد الكتب في العام 1995 الذي تمحور حول اعتقاد أن الدين هو البعد المفقود في فن إدارة الحكم. وفي الوقت الحاضر أصبح تعزيز الحرية الدينية الدولية نقطة محورية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. ومن الأمور الأخرى المثيرة للاهتمام هو المبادرة لتدريب بعض العناصر على فهم العامل الديني في الدورات السياسيةلمعهد الخدمات الخارجية التي يشرف عليها دبلوماسيون سابقون. وعلى الرغم من الاهتمام الواسع بالدين في أجندة السياسة الخارجية في السنوات الأخيرة، إلا ان الصراع حول ذلك قد استمر لأسباب مختلفة، حيث هناك جدل من قبل الموظفين المرتبطين بمكتب الحريات الدينية الدولي في وزارة الخارجية الأمريكية حول الدفاع عن الحرية الدينية الدولية كقيمة عليا، وحشد اهتمام أكبر للقضايا الدينية والجهات الفاعلة عبر نشاط متكامل لوزارة الخارجية.
((يا ترى لماذا كل هذا الاهتمام والحرص الشديد على الدفاع عن الحرية الدينية الدولية كقيمة عليا، وحشد الاهتمام الكبير للقضايا الدينية والجهات الفاعلة عبر نشاط متكامل لوزارة الخارجية؟؟!!)).
((هل من الممكن أن نجد الجواب الشافي في القسم الأول من هذه الافتتاحية؟؟)).