عنوان الافتتاحية يشير إلى دراسة منشورة في موقع معهد دراسات الحرب في الولايات المتحدة، الذي عادة ما يعبّر عن رأي المحافظين الجدد، وهي بقلم: ارون ريس/ نائب مدير الأبحاث في المعهد. ونظراً للأهمية الاستراتيجية لهذه الدراسة بوصفها تلقي الكثير من الضوء على الأحداث الجارية في المنطقة وتُجيب على كثير من الأسئلة المطروحة حالياً، نستعرض معاً فيما يأتي أهم أفكارها، ولنا عودة أخرى إلى هذه الدراسة في الإصدار المخصص لملف الطائفية بعدما ننتهي من الملف الكردي ومن بعده الملف النفطي:
– إن النصف الأول من العام 2013 أظهر بوضوح انتشار الصراع الطائفي في منطقة الشرق الأوسط.
– قد جاء هذا الصراع كحصيلة لمجموعة من التطورات، منها مساعي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لاحتكار السلطة، فضلاً على تصاعد نشاط المعارضة المسلحة في سوريا.
– إن نقطة التحوّل في مسار الأحداث، تمثّلت بخسارة المعارضة السورية لمدينة القصير ذات الأهمية الاستراتيجية في شهر حزيران من العام الحالي التي سيطرت عليها قوات النظام المدعومة بحزب الله اللبناني.
– وكان تدخّل هذا الحزب الذي يهيمن عليه الشيعة قد سلط الضوء على الطابع الطائفي للصراع. فالخطابات الطائفية تمثّل منطلقاً لتعبئة الجماهير، ومن السهل إثارتها من قِبل أطراف منغمسة في الصراع من أجل تحقيق أهدافها الخاصة.
– إن تصاعد العنف الطائفي الذي ترعاه جهات خارجية يشكّل تهديداً لوجود هذه الدول التي تعاني في الأصل من الهشاشة والضعف.
– إن هذا الضعف يجنح بالدول إلى استرجاع هويّات لا تتماشى مع الدولة القومية كالهوية الطائفية والعرقية والقبلية لتشكيل المجتمع.
– إن المزيد من العنف سيوجد حلقة مفرغة من ضعف الدولة وغياب الشرعية التي ستؤدي باستمرار إلى شعور المواطنين بانعدام الأمن والارتباط بجماعات فرعية وجماعات أخرى عابرة للحدود.
– إن نظام الأسد قد راهن على مخاوف الأقليات للحصول على التأييد والدعم، في الوقت ذاته فالميليشيات الشيعية من خارج سوريا، مثل حزب الله اللبناني، والمجموعات العراقية مثل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله، كانت قد حددت دورها في القتال من أجل حماية الأماكن المقدسة مثل مرقد السيدة زينب.
– وفي المقابل، فإن الجماعات المسلحة السنية والسلفية قد استخدمت الخطاب المضاد للشيعة، والشعور المعادي لإيران لتبرير حراكها.
– إن سعي المالكي وراء السلطة، واستخدامه الواضح للخطاب الطائفي، واستغلاله قوات الأمن العراقية لتحقيق أهداف سياسية، ساهم في تعزيز الاستقطاب الطائفي.
– إن استهداف المالكي السياسي والعسكري للسنة في العراق، عزز من تصوراتهم بأنهم مهددون ومحرومون من حقوقهم الشرعية من قِبل الحكومة المركزية.
– إن انعدام الثقة بالدولة العراقية أدّى إلى تراجع الإيمان بالعملية السياسية، وهو ما دّلت عليه المشاركة الضئيلة من قِبل الناخبين في بعض المناطق خلال الانتخابات المحلية الأخيرة.
– قدّمت إيران دعماً كبيراً عن طريق نشر مستشاريها وشروعها بمهمة توفير إمدادات للنظام السوري من أجل أن يبقى حليفها واقفاً على قدميه، كما شجّعت دخول الميليشيات الطائفية القادمة من العراق ولبنان.
– إن السعودية وقطر تقدّم كل واحدة منها الدعم لمجموعات محددة من فصائل المعارضة، كما تقودان حملة إعلامية واسعة لحشد الدعم الإقليمي للمعارضة.
– تركيا هي الأخرى دخلت كطرف فاعل، يدفعها في ذلك إلى حد كبير الحدود الشاسعة التي تزيد على خمسمائة ميل التي تشترك بها مع سوريا.
– مع امتداد العنف الطائفي إلى لبنان وحتى إلى مصر، أصبح من الواضح أن عواقب مثل هكذا صراع سيصل إلى ما هو أبعد من سوريا والعراق، كما أنه من غير المرجّح وجود حلٍّ سريع لهذا الأمر.
((إن هذه الدراسة توضّح ما أصبح عليه الحال في المنطقة، والذي ينسجم عملياً مع طروحات شيخ المستشرقين “برنارد لويس” وينسجم مع انطباعات وأحاسيس الإسرائيليين التي ترجمناها ونشرناها باستمرار، في أعدادٍ سابقة من هذه النشرة؟!))