في هذا العدد ننشر ترجمة ملخصة لمقال استراتيجي مهم يلقي الضوء على مخططي ومثيري الفتنة الطائفية في المنطقة، الأمر الذي يهم صانع القرار الاستراتيجي العراقي بالصميم، فالمقالة هي “أسباب مخاوف السنة من الشيعة” المنشورة في “مجلة كومنتري” وقد كتبتها شخصيتان استراتيجيتان مهمتان سنتعرف عليهما فيما يأتي، ضمن التحليل المختصر لهذه المقالة:
فكاتبا المقالة يعملان في “معهد هدسون الأمريكي“
الذي أُسّس عام 1961 وهو من المراكز البحثية اليمينية المحافظة وكان مؤسّسوه يعملون سابقاً في مركز راند للأبحاث.
وأما مجلة كومينتري فهي:
مجلة شهرية أمريكية مهتمة بالأمور السياسية واليهودية والاجتماعية والثقافية. أُسست سنة 1945 من قِبل” اللجنة اليهودية الأمريكية“، وهيإلى جانب تغطيتها القوية للمجالات الثقافية، كانت تقوم بطرح مواضيع قوية عناليسار المضاد للستالينية. أصبح رئيس تحريرها في سنة 1960“نورمان بودهورتز” الذي كان من“الليبراليين الديمقراطيين الجدد“لتنتقل المجلة معه بشكل كبير إلى اليمين مابين 1970 و 1980 لتصبح صوتالمحافظين الجدد وتستمر على ذلك حتى هذه اللحظة. وقد قل تأثيرها مع بدايات القرن الحالي. يقول عنها أحد المعلقين البارزين: “كانت مجلة مثيرة للجدل نقلتاليهودمن اليسار إلى المحافظين الجدد”. ويقولالمؤرخريتشارد بيلس: “لم تكن هناك مجلة أخرى مؤثرة في منتصف القرن المنصرم ذات تأثير واضح ومستمر استطاعت أن تغيّر الاتجاهات السياسية والحياة الثقافية فيالولايات المتحدة الأمريكية“.
من هو الكاتب الأول للمقالة؟:
لويس ليبي (أحد العقول المدبّرة لغزو العراق) و (نائب رئيس معهد هدسون)
لويس ليبي (الملقّب باسم سكوتر)، يهودي ولد في22 اغسطس 1950، تخرّج من جامعة ييل العام 1972، وحصل على شهادة في القانون من جامعة كولومبيا العام 1975.
عمل محامياً قبل الالتحاق بالحكومة الفيدرالية عام 1981، عندما التحق بوزارة الخارجية، وعمل مستشاراً قانونياً للكونغرس فيما يتعلق بالشؤون العسكرية. خلال رئاسة جورج بوش الأب عمل خبيراً بوزارة الدفاع في القضايا الاستراتيجية، ثم تم تعيينه وكيلاً لوزارة الدفاع للشؤون السياسية. وفي حقبة رئاسة جورج بوش الابن عمل مديراً لمكتب نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني من عام 2001 إلى 2005، واستقال بعد فضيحة تسريب المعلومات التي اتُهم بعرقلة التحقيق فيها.
في تموز 2003، اتهم الدبلوماسي “جوزف ويلسون” إدارة جورج بوش الابن بالكذب بشأن محاولة العراق شراء اليورانيوم من النيجر، ما شكّل إحدى أبرز الحجج لتبرير اجتياح العراق في آذار 2003. وكشفت الصحف حينها أن زوجة ويلسون “فاليري بليم” هي عميلة لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. وقامت واشنطن بإطلاق الشائعات على مدى أشهر، لكن في أيلول، اعترف مساعد وزير الخارجية الأسبق “ريتشارد ارميتاج” بأنه كان وراء تسريب هذه المعلومات السرية جداً للصحف، مشيراً إلى أنه قام بذلك عن غير قصد. أما “كارل روف” أحد أبرز مستشاري الرئيس بوش، فاتُهم بأنه المصدر الثاني للتسريب. وتمت ملاحقة ليبي لأنه قام خلال التحقيق بالكذب بشأن حديثه مع ثلاثة صحفيين في تموز 2003.
وفي 28 تشرين الأول 2005 بعد تحقيق استمر قرابة عامين وجِّهت له رسمياً تهم بشأن تسريب معلومات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، واستقال من منصبه في مكتب نائب الرئيس ديك تشيني مباشرة وقد قُبلت استقالته على الفور. في آخر جلسة تم الحكم عليه في يوم الثلاثاء 5 حزيران 2007 بالسجن سنتين ونصف السنة ودفع غرامة قدرها 250 ألف دولار، بتهمة الإدلاء بشهادة كاذبة وعرقلة عمل القضاء في إطار فضيحة سياسية إعلامية مرتبطة بالحرب على العراق، وقد طالب باستئناف الحكم الصادر ضده، لكن بعد أيام أصدر الرئيس جورج بوش الابن عفواً أسقط فيه عقوبة السجن فقط مع الإبقاء على كافة العقوبات الأخرى كما هي، مبرراً ذلك بأن سكوتر قد لطخ اسمه إلى الأبد وأن العقوبات التي تم الإبقاء عليها (الغرامة المالية و 400 ساعة خدمة مجتمع) هي كافيه لمعاقبته.
من هو الكاتب الثاني للمقالة؟:
هليلفرادكين (زميل أقدم في معهد هدسون) و (من دعاة غزو العراق في أعقاب 11/9)
هليلفرادكينمتخصص في الدراسات الإسلامية والباحث الشتراوسي البارز فيمعهد هدسون. لديه سجل حافل من العمل مع منظمات المحافظين الجدد وغيرها من المنظمات المؤيدة لإسرائيل، بما في ذلكمعهد أمريكان انتربرايز(AEI)، ومشروع القرن الأمريكي الجديد(PNAC)، وقمة القدس، ومركز الأخلاق والسياسة العامة.وعملأيضاً في مؤسسات محافظة أخرى، مثلأولينوبرادلي، حيث شغل منصب مدير البرنامج ونائب الرئيس على التوالي .
يديرحالياً مركز هدسون للإسلام والديمقراطية، ومستقبل العالم الإسلامي، وينشر المركز مجلة تسمى” الاتجاهات الحالية في الفكر الإسلامي” التي يدعوها “مجلة رائدة حول الإسلاموية المعاصرة (التي تعرف أحيانا باسم الإسلام الميليشيوي أو المتطرف).
نشرعشرات المقالات حول الأحداث في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي بالمشاركة مع “لويس ليبي “، وقد كتبا العديد من المقالات الناقدة لما يعدّانه ضمور تأثير الولايات المتحدة على الشرق الأوسط في ظل إدارة أوباما. وانتقدامراراً وتكراراً إدارة أوباما لعدم تصعيد تدخلها في الحرب الأهلية السورية، وانتقدا كذلك سياستها تجاه إيران وتجاه صعود الإخوان المسلمين في مصر.
من دعاة غزو العراق في أعقاب 11/9، إذ انضمإلى مجموعة مؤثرة من الشخصيات المتشددة وشخصيات من تيار المحافظين الجدد في “مشروع القرن الأمريكي الجديد” للتوقيع على رسالة تدعو إلى الإطاحة بصدام حسين.
يحمل أفكار أستاذه شيخ المستشرقين “برنارد لويس” نفسها، والداعية إلى تفتيت العالم الإسلامي إلى دويلات مجهرية لاحول لها ولا قوة.
والآن لنقرأ ونعلّق معاً على بعض فقرات المقالة المحصورة بين قوسين:
[إن التوترات بين السنة والشيعة قد تفاقمت بعد الربيع العربي، فالشرق الأوسط يعود إلى الوضع الطبيعي القديم “حالة الحرب المقدسة”، وقد أصبح الصراع الداخلي السوري الجبهة المركزية للحرب].
نستطيع أن نعرف من خلال هذه العبارة أنهم يخططون لكي تكون سوريا هي الجبهة المركزية للصراع الطائفي، وأن الوضع الطبيعي الذي يجب أن تعيشه المنطقة هو الحرب المقدسة بين الشيعة والسنة، وأن هذه الحرب ليست جديدة وإنما تعود جذورها إلى أربعة عشر قرناً مضت. وهذا ما تريده إسرائيل بالضبط لكي تضمن بقاءها لأطول مدة ممكنة قبل أن يفيق المسلمون ويتوحدوا.
[بإلهام من الثورات في تونس وليبيا ومصر، ثار الشعب السوري ذو الأغلبية السنية احتجاجاً سلمياً ضد نظام الحكم العلوي الشيعي بقيادة الأسد، وبعد حصوله على دعم من النظام الإيراني المتطرف، ردّ الأسد بوحشية كبيرة، وبإزاء ذلك استجاب المعارضون السنة وبتمويل وتسليح من الدول السنية الخليجية وبمشاركة من الجماعات الإسلامية كالقاعدة والإخوان المسلمين؛ فالسنة يخشون مما يُعرف بـ “الهلال الشيعي”، المصطلح الذي يوضّح رقعة النفوذ الإيراني في العالم العربي، إذ تعد سوريا حلقة الوصل بين إيران وحزب الله الإرهابي في لبنان، وفي الربيع الماضي عندما ضعف الأسد تضاعف الدعم الإيراني، فقد انظم حزب الله اللبناني والشيعة المتطوعون العراقيون إلى النزاع بصورة مباشرة وعلى نطاق واسع، مما أدّى إلى ترجيح الكفة لصالح الشيعة، فإيران حالياً تكسب ما وصفه الضابط الإيراني بـ “المعركة الملحمية للإسلام الشيعي“].
هذه الفقرة تمثل نموذجاً واضحاً ومتكرراً للغة الطائفية المتعمدة، التي تظهر في هذه المقالة وكل المقالات والدراسات الأخرى المنشورة من قِبل مؤسسات ومراكز بحثية مختلفة، والتي تعبّر عن مخطط واضح لإثارة الانقسامات الطائفية في المنطقة.]
[إن التراجع الأمريكي المتعمد من المنطقة، حفّز الطموحات الإيرانية والمخاوف السنية على حدٍّ سواء، إذ يرى السنة والشيعة في الصفقات المقترحة لباراك أوباما المتعلقة بالأسلحة الكيميائية السورية وبرنامج إيران النووي مكاسب كبيرة للشيعة المتطرفين. وبطبيعة الحال، فإن على الأمريكيين البقاء بعيداً عن معركة مقدسة بين جيشين يعارضان أصلاً الولايات المتحدة وحلفاءها].
يلاحَظ في هذه الفقرة التحريض المتعمد وإثارة المخاوف المتبادلة بين الطائفتين، ويلاحَظ كذلك التأكيد على الوقوف بعيداً على التل والتفرج على حريق الحرب المقدسة الذي سيستنزف طاقات المنطقة وسيضعفها من أجل سواد عيون الإسرائيليين.
[ويشير الكاتب إلى أمله بأن تؤدي أحداث سوريا إلى إضعاف إيران، إذ قد تسمح الحرب الأهلية السورية التي تنشط فيها الجماعات الجهادية المعروفة بعدائها للشيعة بإقامة دويلة في مكان ما في سوريا، هذه الجماعات، ومن بينها الدولة الإسلامية في العراق والشام التي تحاول الجمع بين المناطق السنية في العراق والأراضي المسيطَر عليها في سوريا، لتؤسس دويلة من شأنها أن تكون قاعدة لمواصلة القتال ضد الشيعة، غير أن إيران أثبتت إخلاصها وعزمها على إنفاق الثروات والدم من أجل حليفها. ومن المرجّح أن يدفع السلاح النووي الإيراني القوى السنية إلى الاذعان للإرادة الإيرانية].
هذه الفقرة تسلط الضوء على مخطط يحاول تأسيس دويلة داعشية على الحدود السورية العراقية لضمان استمرار شعلة الحرب المقدسة المزعومة.
في هذا العدد ننشر ترجمة ملخصة لمقال استراتيجي مهم يلقي الضوء على مخططي ومثيري الفتنة الطائفية في المنطقة، الأمر الذي يهم صانع القرار الاستراتيجي العراقي بالصميم، فالمقالة هي “أسباب مخاوف السنة من الشيعة” المنشورة في “مجلة كومنتري” وقد كتبتها شخصيتان استراتيجيتان مهمتان سنتعرف عليهما فيما يأتي، ضمن التحليل المختصر لهذه المقالة:
فكاتبا المقالة يعملان في “معهد هدسون الأمريكي” الذي أُسّس عام 1961 وهو من المراكز البحثية اليمينية المحافظة وكان مؤسّسوه يعملون سابقاً في مركز راند للأبحاث.
وأما مجلة كومينتري فهي:
مجلة شهرية أمريكية مهتمة بالأمور السياسية واليهودية والاجتماعية والثقافية. أُسست سنة 1945 من قِبل” اللجنة اليهودية الأمريكية“، وهيإلى جانب تغطيتها القوية للمجالات الثقافية، كانت تقوم بطرح مواضيع قوية عناليسار المضاد للستالينية. أصبح رئيس تحريرها في سنة 1960“نورمان بودهورتز” الذي كان من“الليبراليين الديمقراطيين الجدد“لتنتقل المجلة معه بشكل كبير إلى اليمين مابين 1970 و 1980 لتصبح صوتالمحافظين الجدد وتستمر على ذلك حتى هذه اللحظة. وقد قل تأثيرها مع بدايات القرن الحالي. يقول عنها أحد المعلقين البارزين: “كانت مجلة مثيرة للجدل نقلتاليهودمن اليسار إلى المحافظين الجدد”. ويقولالمؤرخريتشارد بيلس: “لم تكن هناك مجلة أخرى مؤثرة في منتصف القرن المنصرم ذات تأثير واضح ومستمر استطاعت أن تغيّر الاتجاهات السياسية والحياة الثقافية فيالولايات المتحدة الأمريكية“.
من هو الكاتب الأول للمقالة؟:
لويس ليبي (أحد العقول المدبّرة لغزو العراق) و (نائب رئيس معهد هدسون)
لويس ليبي (الملقّب باسم سكوتر)، يهودي ولد في22 اغسطس 1950، تخرّج من جامعة ييل العام 1972، وحصل على شهادة في القانون من جامعة كولومبيا العام 1975.
عمل محامياً قبل الالتحاق بالحكومة الفيدرالية عام 1981، عندما التحق بوزارة الخارجية، وعمل مستشاراً قانونياً للكونغرس فيما يتعلق بالشؤون العسكرية. خلال رئاسة جورج بوش الأب عمل خبيراً بوزارة الدفاع في القضايا الاستراتيجية، ثم تم تعيينه وكيلاً لوزارة الدفاع للشؤون السياسية. وفي حقبة رئاسة جورج بوش الابن عمل مديراً لمكتب نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني من عام 2001 إلى 2005، واستقال بعد فضيحة تسريب المعلومات التي اتُهم بعرقلة التحقيق فيها.
في تموز 2003، اتهم الدبلوماسي “جوزف ويلسون” إدارة جورج بوش الابن بالكذب بشأن محاولة العراق شراء اليورانيوم من النيجر، ما شكّل إحدى أبرز الحجج لتبرير اجتياح العراق في آذار 2003. وكشفت الصحف حينها أن زوجة ويلسون “فاليري بليم” هي عميلة لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. وقامت واشنطن بإطلاق الشائعات على مدى أشهر، لكن في أيلول، اعترف مساعد وزير الخارجية الأسبق “ريتشارد ارميتاج” بأنه كان وراء تسريب هذه المعلومات السرية جداً للصحف، مشيراً إلى أنه قام بذلك عن غير قصد. أما “كارل روف” أحد أبرز مستشاري الرئيس بوش، فاتُهم بأنه المصدر الثاني للتسريب. وتمت ملاحقة ليبي لأنه قام خلال التحقيق بالكذب بشأن حديثه مع ثلاثة صحفيين في تموز 2003.
وفي 28 تشرين الأول 2005 بعد تحقيق استمر قرابة عامين وجِّهت له رسمياً تهم بشأن تسريب معلومات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، واستقال من منصبه في مكتب نائب الرئيس ديك تشيني مباشرة وقد قُبلت استقالته على الفور. في آخر جلسة تم الحكم عليه في يوم الثلاثاء 5 حزيران 2007 بالسجن سنتين ونصف السنة ودفع غرامة قدرها 250 ألف دولار، بتهمة الإدلاء بشهادة كاذبة وعرقلة عمل القضاء في إطار فضيحة سياسية إعلامية مرتبطة بالحرب على العراق، وقد طالب باستئناف الحكم الصادر ضده، لكن بعد أيام أصدر الرئيس جورج بوش الابن عفواً أسقط فيه عقوبة السجن فقط مع الإبقاء على كافة العقوبات الأخرى كما هي، مبرراً ذلك بأن سكوتر قد لطخ اسمه إلى الأبد وأن العقوبات التي تم الإبقاء عليها (الغرامة المالية و 400 ساعة خدمة مجتمع) هي كافيه لمعاقبته.
من هو الكاتب الثاني للمقالة؟:
هليلفرادكين (زميل أقدم في معهد هدسون) و (من دعاة غزو العراق في أعقاب 11/9)
هليلفرادكينمتخصص في الدراسات الإسلامية والباحث الشتراوسي البارز فيمعهد هدسون. لديه سجل حافل من العمل مع منظمات المحافظين الجدد وغيرها من المنظمات المؤيدة لإسرائيل، بما في ذلكمعهد أمريكان انتربرايز(AEI)، ومشروع القرن الأمريكي الجديد(PNAC)، وقمة القدس، ومركز الأخلاق والسياسة العامة.وعملأيضاً في مؤسسات محافظة أخرى، مثلأولينوبرادلي، حيث شغل منصب مدير البرنامج ونائب الرئيس على التوالي .
يديرحالياً مركز هدسون للإسلام والديمقراطية، ومستقبل العالم الإسلامي، وينشر المركز مجلة تسمى” الاتجاهات الحالية في الفكر الإسلامي” التي يدعوها “مجلة رائدة حول الإسلاموية المعاصرة (التي تعرف أحيانا باسم الإسلام الميليشيوي أو المتطرف).
نشرعشرات المقالات حول الأحداث في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي بالمشاركة مع “لويس ليبي “، وقد كتبا العديد من المقالات الناقدة لما يعدّانه ضمور تأثير الولايات المتحدة على الشرق الأوسط في ظل إدارة أوباما. وانتقدامراراً وتكراراً إدارة أوباما لعدم تصعيد تدخلها في الحرب الأهلية السورية، وانتقدا كذلك سياستها تجاه إيران وتجاه صعود الإخوان المسلمين في مصر.
من دعاة غزو العراق في أعقاب 11/9، إذ انضمإلى مجموعة مؤثرة من الشخصيات المتشددة وشخصيات من تيار المحافظين الجدد في “مشروع القرن الأمريكي الجديد” للتوقيع على رسالة تدعو إلى الإطاحة بصدام حسين.
يحمل أفكار أستاذه شيخ المستشرقين “برنارد لويس” نفسها، والداعية إلى تفتيت العالم الإسلامي إلى دويلات مجهرية لاحول لها ولا قوة.
والآن لنقرأ ونعلّق معاً على بعض فقرات المقالة المحصورة بين قوسين:
[إن التوترات بين السنة والشيعة قد تفاقمت بعد الربيع العربي، فالشرق الأوسط يعود إلى الوضع الطبيعي القديم “حالة الحرب المقدسة”، وقد أصبح الصراع الداخلي السوري الجبهة المركزية للحرب].
نستطيع أن نعرف من خلال هذه العبارة أنهم يخططون لكي تكون سوريا هي الجبهة المركزية للصراع الطائفي، وأن الوضع الطبيعي الذي يجب أن تعيشه المنطقة هو الحرب المقدسة بين الشيعة والسنة، وأن هذه الحرب ليست جديدة وإنما تعود جذورها إلى أربعة عشر قرناً مضت. وهذا ما تريده إسرائيل بالضبط لكي تضمن بقاءها لأطول مدة ممكنة قبل أن يفيق المسلمون ويتوحدوا.
[بإلهام من الثورات في تونس وليبيا ومصر، ثار الشعب السوري ذو الأغلبية السنية احتجاجاً سلمياً ضد نظام الحكم العلوي الشيعي بقيادة الأسد، وبعد حصوله على دعم من النظام الإيراني المتطرف، ردّ الأسد بوحشية كبيرة، وبإزاء ذلك استجاب المعارضون السنة وبتمويل وتسليح من الدول السنية الخليجية وبمشاركة من الجماعات الإسلامية كالقاعدة والإخوان المسلمين؛ فالسنة يخشون مما يُعرف بـ “الهلال الشيعي”، المصطلح الذي يوضّح رقعة النفوذ الإيراني في العالم العربي، إذ تعد سوريا حلقة الوصل بين إيران وحزب الله الإرهابي في لبنان، وفي الربيع الماضي عندما ضعف الأسد تضاعف الدعم الإيراني، فقد انظم حزب الله اللبناني والشيعة المتطوعون العراقيون إلى النزاع بصورة مباشرة وعلى نطاق واسع، مما أدّى إلى ترجيح الكفة لصالح الشيعة، فإيران حالياً تكسب ما وصفه الضابط الإيراني بـ “المعركة الملحمية للإسلام الشيعي“].
هذه الفقرة تمثل نموذجاً واضحاً ومتكرراً للغة الطائفية المتعمدة، التي تظهر في هذه المقالة وكل المقالات والدراسات الأخرى المنشورة من قِبل مؤسسات ومراكز بحثية مختلفة، والتي تعبّر عن مخطط واضح لإثارة الانقسامات الطائفية في المنطقة.]
[إن التراجع الأمريكي المتعمد من المنطقة، حفّز الطموحات الإيرانية والمخاوف السنية على حدٍّ سواء، إذ يرى السنة والشيعة في الصفقات المقترحة لباراك أوباما المتعلقة بالأسلحة الكيميائية السورية وبرنامج إيران النووي مكاسب كبيرة للشيعة المتطرفين. وبطبيعة الحال، فإن على الأمريكيين البقاء بعيداً عن معركة مقدسة بين جيشين يعارضان أصلاً الولايات المتحدة وحلفاءها].
يلاحَظ في هذه الفقرة التحريض المتعمد وإثارة المخاوف المتبادلة بين الطائفتين، ويلاحَظ كذلك التأكيد على الوقوف بعيداً على التل والتفرج على حريق الحرب المقدسة الذي سيستنزف طاقات المنطقة وسيضعفها من أجل سواد عيون الإسرائيليين.
[ويشير الكاتب إلى أمله بأن تؤدي أحداث سوريا إلى إضعاف إيران، إذ قد تسمح الحرب الأهلية السورية التي تنشط فيها الجماعات الجهادية المعروفة بعدائها للشيعة بإقامة دويلة في مكان ما في سوريا، هذه الجماعات، ومن بينها الدولة الإسلامية في العراق والشام التي تحاول الجمع بين المناطق السنية في العراق والأراضي المسيطَر عليها في سوريا، لتؤسس دويلة من شأنها أن تكون قاعدة لمواصلة القتال ضد الشيعة، غير أن إيران أثبتت إخلاصها وعزمها على إنفاق الثروات والدم من أجل حليفها. ومن المرجّح أن يدفع السلاح النووي الإيراني القوى السنية إلى الاذعان للإرادة الإيرانية].
هذه الفقرة تسلط الضوء على مخطط يحاول تأسيس دويلة داعشية على الحدود السورية العراقية لضمان استمرار شعلة الحرب المقدسة المزعومة.