ننشر في هذا العدد القسم الأول من الترجمة الملخصة للشهادة المقدمة أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي من قِبل الدكتور “ماثيو ليفيت” الزميل الأقدم ومدير معهد ويكسلر وبرنامج ستاين لمكافحة الإرهاب في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والمعنونة بـ “الحرب السورية والتهديد المتزايد للإرهاب والطائفية في الشرق الأوسط“. وفيما يأتي سنسلط الضوء على بعض الفقرات التي تكشف عن المخططات الرامية لاستنزاف وتفتيت دول المنطقة من خلال إشاعة الإرهاب ونشر الطائفية. ونحن بدورنا نعيد التأكيد على أهمية التبصر والتوعية بهذه الأمور الاستراتيجية، لكي نتمكن جميعاً من التصدي وتحدي ومواجهة هذا الجهد والنشاط المنظم الذي يديره اللوبي الصهيوني بالدرجة الأولى وبقية التيارات المتعاطفة معه وعلى رأسها تيار “المحافظين الجدد”.
[وكما أشار مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر في الآونة الأخيرة إلى أن هناك توقعات بزيادة في عدم الاستقرار السياسي والعنف في جميع أنحاء المنطقة عام 2014، لأسباب كثيرة وليست جميعها مرتبطة مباشرة بالحرب في سوريا].
لاحظ أنهم يريدون ويخططون لعدم الاستقرار السياسي وانتشار الإرهاب والعنف في جميع أنحاء المنطقة.
[إن العديد من المقاتلين من جميع أنحاء العالم يذهبون للقتال في الحرب السورية الطائفية على نحو متزايد، وقد تركز الكثير من النقاش حول الشباب المسلمين المتطرفين القادمين من بلدان أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وأستراليا، ما يمثل تهديداً مثيراً للقلق خاصة لأمن الوطن بالنظر إلى أن حاملي جوازات السفر الغربية من المحتمل أن يعودوا إلى بلدانهم بتطرف أكثر بكثير قبل مغادرتهم. كما أشار كلابر إلى أن بعضهم يطمح لمهاجمة الولايات المتحدة].
[لذا فهناك قلق واسع من قيام المقاتلين العائدين من سوريا بمهاجمة أهداف حيوية في الغرب ومهاجمة بلدانهم وحتى قبل قيامهم بمهاجمة الولايات المتحدة، ويعود السبب الأكبر في ذلك إلى الأحداث التي أعقبت الربيع العربي التي خلقت الظروف المواتية لنهضة إسلامية اجتماعية مسلحة عبر المنطقة].
لاحظ أنهم جعلوا من سوريا مكاناً وفخاً واضحا ًللعناصر المتطرفة من جميع أنحاء العالم، لكي يبعدوا خطرهم عن بلدانهم ولكي تتم إبادتهم ويتم التخلص منهم نهائياً من خلال افتعال الصراعات الداخلية فيما بينهم. ولاحظ كذلك التهديد بأن بعض هذه العناصر يطمح لمهاجمة الولايات المتحدة، الأمر الذي لايمكن فهمه إلا من خلال حاجة الأخيرة لعدو دائمي يحل محل الاتحاد السوفييتي المنحل.
[عدّ لفيت الحرب السورية حرباً تقليدية بالوكالة بين المملكة العربية السعودية ودول الخليج السنية الأخرى من جهة، وإيران من جهة أخرى، مع إضافة الصبغة المذهبية الخطيرة لها، وهو أمر مقلق للغاية ويوحي كلا الجانبين بأنه صراع طويل الأمد بين السنة والشيعة ونضال للحفاظ على الوجود والدين، وهذا يشير إلى أن الحرب في سوريا تجري الآن على مستويين متوازيين أحدهما يركز على نظام الأسد والمعارضة السورية، والآخر على وجود تهديدات بين الطائفتين السنية والشيعية].
لاحظ أنهم يريدون صراعاً استنزافياً طويل الأمد بين السنة والشيعة في المنطقة من خلال الحروب بالوكالة بين قطبي المنطقة المتمثلين بإيران والسعودية.
[إن القوة الحقيقية وراء التغيرات التي تحدث في سوريا هي إسرائيل، لأن المشروع الأمريكي في المنطقة إسرائيلي بامتياز وحزب الله لا يقاتل في سوريا كجزء من الصراع الطائفي ولكن لمكافحة السنة المتطرفين والمشروع التكفيري الذي يتم تمويله ودعمه من قِبل أمريكا التي من مصلحتها تدمير المنطقة. وبعبارة أخرى، فإن الحرب في سوريا لم تعد ثورة شعبية ضد النظام السياسي، ولكنها المكان الذي تسعى أمريكا من خلاله فرض مشروع سياسي خاص بها في المنطقة].
نحن بدورنا نعيد التأكيد على ضرورة التمعّن والتبصّر بهذه التصريحات المهمة التي أطلقها حسن نصر الله.
[إن عواقب الحرب السورية ستكون وخيمة على المنطقة حتى بعد انتهاء الحرب نفسها، وقد تواجه المنطقة بأسرها خطر عدم الاستقرار وفرص ظهور المتطرفين في المستقبل المنظور، فهناك أعباء اقتصادية وأمنية تقع على كاهل البلد المضيف، تشمل تعطيل الاقتصاد المحلي والإخلال بالتوازن العرقي للمجتمع المحلي واحتمالية حدوث حرب أهلية].
أنظر كيف يخططون ويعملون على تدمير المنطقة لكي لاتقوم لها قائمة.
[سيكون عدم الاستقرار المزمن سمة من سمات المنطقة بسبب الضعف المتزايد للدولة وصعود الطائفية والإسلام المتطرف والقبلية، وسيتمثل التحدي الخطير بصفة خاصة في دول مثل العراق وليبيا واليمن وسوريا، حيث التوترات الطائفية المضطربة والأنظمة الاستبدادية التي استقطبت الأقليات وفرضت تدابير قاسية للحفاظ على التنافس العرقي، وأكبر دليل على التجزئة في العراق وسوريا هو إقليم كردستان].
انظر كيف يعملون من أجل إثارة الاضطرابات في المنطقة من خلال إضعاف الدول والتحريض على الطائفية والقبلية والإسلام المتطرف، وهذا واضح للعيان لايحتاج إلى دليل.
[وفي الختام انتقد الكاتب الولايات المتحدة لأنها لا تبذل مجهوداً كافياً لمعالجة هذه المشاكل الحرجة، وقد أدّى عدم الاستجابة بفعالية لهذه الأزمة إلى عواقب ملموسة ومروعة اليوم].
اعتقد بأننا لانحتاج لمعرفة سبب عدم بذل الولايات المتحدة المجهود الكافي لمعالجة هذه المشاكل الحرجة.